القاهرة - «وكالات»: قال مسؤول مصري امس إن شخصا قتل وأصيب آخرون في اشتباكات بين طلاب محتجين في نزل خاص بطلاب جامعة الأزهر بالقاهرة وقوات الأمن التي لاحقت المحتجين داخل النزل خلال الليل.
وقال رئيس هيئة الإسعاف أحمد الأنصاري لرويترز «هناك حالة وفاة واحدة تم نقلها بسيارة إسعاف تابعة لجامعة الأزهر إلى مشرحة زينهم» التي توجد في جنوب القاهرة.
وأضاف «جار حصر الإصابات.»
واندلعت الاشتباكات بين قوات الأمن وطلاب بجامعة الأزهر يؤيدون الرئيس المعزول محمد مرسي مساء الأربعاء بعد خروج المحتجين من النزل وقطع الطريق خارجه.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الطلاب الذين احتجوا على اعتقال زملاء لهم خلال اشتباكات سابقة رشقوا قوات الأمن بالحجارة وإن القوات ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع ولاحقت الطلاب داخل النزل.
وقال مصدر أمني لرويترز إن قوات الأمن ألقت القبض على 25 طالبا.
وذكرت وسائل إعلامية أن الشرطة استخدمت أسلحة نارية في ملاحقة الطلاب إلى جانب قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأظهرت لقطات تلفزيونية اشتعال النار في أشجار وأخشاب بالنزل. ويبدو أن المحتجين أشعلوا النار في الأشجار والأخشاب لدفع الغاز المسيل للدموع إلى أعلى.
وقالت تقارير إعلامية إن الطلاب تظاهروا خارج مبنى المدينة الجامعية وتصدت لهم قوات الأمن قبل أن يفروا إلى داخل المبنى ويضرموا النيران، مما دفع قوات الأمن للتدخل.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «نحو ألف طالب من جامعة الأزهر من المنتمين لجماعة الإخوان توجَّهوا إلى مقر مشيخة الأزهر في محاولة لاقتحامها، وقاموا بقطع طريق صلاح سالم وإعاقة الحركة المرورية، وتمكنت قوات الأمن من تفريقهم، وضبطت 24 من مثيري الشغب من بينهم تركي الجنسية».
من جانبه قرر مجلس جامعة الأزهر امس منع التظاهر في الجامعة والاستعانة بقوات الأمن للتصدي لمن يخالف هذا القرار، في حين نظم طلاب في جامعة المنيا وأسيوط مظاهرات امس احتجاجا على مقتل الطالب بعد اقتحام قوات الأمن المدينة الطلابية لجامعة الأزهر.
وأوضحت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد قرر منع المظاهرات بكليات الجامعة كافة وتعليق أنشطة الاتحادات الطلابية، وكلف عمداء الكليات بطلب تدخل الشرطة «حال توقع حدوث أعمال اعتداء على الأرواح والمنشآت وتعكير صفو العملية التعليمية». يأتي ذلك في وقت نظم عدد من طلاب جامعة المنيا في صعيد مصر وقفة أمام مدخل الجامعة احتجاجا على اقتحام المدينة الجامعية لجامعة الأزهر. وشدد الطلاب المحتجون على رفضهم دخول أي من عناصر الأمن لحرم الجامعات، مؤكدين تضامنهم مع طلاب جامعة الأزهر.
كما خرجت مظاهرة نظمتها طالبات في جامعة الأزهر فرع أسيوط بصعيد مصر، وأكدت الطالبات المشاركات في المظاهرة رفضهن اقتحام قوات الأمن لمقر المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر في القاهرة. كما رددن هتافات تدعو إلى إنهاء حكم العسكر. وينظم مؤيدو مرسي احتجاجات شبه يومية منذ عزله بقرار من قيادة الجيش في الثالث من يوليو بعد احتجاجات حاشدة مناوئة لسياساته.
وتسبب عزل أول رئيس منتخب لمصر في إطلاق موجة عنف سياسي قتل فيها نحو ألف شخص أغلبهم من مؤيديه وبينهم نحو مئة من قوات الأمن.
وقتل أيضا أكثر من 150 من جنود الجيش والشرطة في محافظة شمال سيناء في هجمات متشددين إسلاميين يعتقد أنهم يؤيدون مرسي. ووقع أحدث الاشتباكات يوم الأربعاء وأسفر عن مقتل 11 مجندا بالجيش وإصابة 35 آخرين بجراح.
وتعهد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي بمواصلة ما سماها الحرب على الإرهاب، وتوعد بأنه لن يسمح «لمن يرفعون السلاح بتدمير هذا الوطن وقهر شعبه»، في إشارة إلى الهجوم الأربعاء. من جهته أعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الحداد العام ولمدة ثلاثة أيام، على أرواح القتلى.
وأكد السيسي الذي كان يتحدث خلال مراسم تشييع المجندين المصريين، أن هذا الحادث سيزيد القوات المسلحة إصرارا على مواجهة من سماهم الإرهابيين، بينما طالبته أسر المجندين القتلى بسرعة القصاص من الذين دبروا عملية قتل أبنائهم.
وفي هذا السياق أكد بيان من الرئاسة المصرية عزم الدولة على محاربة وإنهاء ما سماه «الإرهاب الأسود»، مستشهدا بمواجهات أجهزة الأمن والجيش المصري مع التنظيمات الإسلامية المسلحة في تسعينيات القرن الماضي.
وأعلنت قطعات الجيش المصري في سيناء حالة الطوارئ القصوى في صفوفها، وتم قطع الاتصالات والإنترنت وإغلاق شبه جزيرة سيناء بالكامل وجميع معابرها الحدودية «رفح وكرم أبو سالم والعوجة»، وكذلك إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى سيناء وإغلاق العريش تماما، كما شن الجيش حملة دهم واسعة في قرى جنوبي منطقة الشيخ زويد.
وفي حادث منفصل امس قتل ضابط برتبة نقيب من قوة العمليات الخاصة المصرية في أثناء مداهمة ما وصف بـ «بؤرة إرهابية» في محافظة القليوبية، شمال العاصمة القاهرة.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي إن الضابط قتل في «عملية أمنية استهدفت عناصر إرهابية». وأضاف أن هذه العناصر «شاركت في حادثة اغتيال ضابط الأمن الوطني المقدم محمد مبروك قبل أيام.»
وكان مبروك، الذي قالت تقارير إعلامية مصرية إنه كان يتابع ملف أنشطة الإخوان المسلمين في جهاز الأمن الوطني، قد قتل أمام منزله برصاص مجهولين.
وأعلنت جماعة تطلق نفسها اسم «أنصار بيت المقدس» مسؤوليتها عن الاغتيال.
وقال بيان الداخلية المصرية إن قوة تضم عناصر من العمليات الخاصة بالأمن المركزى بمديرية أمن القليوبية وقطاع الأمن العام والأمن الوطنى تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال مداهمة أحد «الأوكار المختبئ بها بعض العناصر التي يشتبه في ارتكابها حادثة اغتيال ضابط الأمن الوطني».