كابول - «وكالات»: قال متحدث باسم الرئيس الأفغاني حامد كزراي امس إن كرزاي نصح خلال كلمته التى القاها في ختام اجتماع زعماء القبائل «لويا جيركا» الذي سيتخذ قرارا بشأن الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة بتأجيل هذا الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات المقررة في ابريل.
وكانت الولايات المتحدة قالت مرارا إنها لا يمكنها انتظار موافقة أفغانستان على الاتفاق حتى الانتخابات المقررة العام المقبل وإنها يجب أن توقع بنهاية هذا العام.
وقال إيمال فيظي المتحدث باسم كرزاي لرويترز «في اليوم الأخير من اجتماع لويا جيركا سيوضح الرئيس في كلمته بالتفصيل أسبابه للمواطنين ولماذا يريد التوقيع على هذه الوثيقة بعد الانتخابات.».
وألقى هذا الخلاف بشأن توقيت التوقيع على الاتفاق بظلاله على الاجتماع الذي يستمر أربعة أيام لشيوخ القبائل وزعماء آخرين ومن المقرر أن يختتم اليوم الأحد. ومن المتوقع بشكل كبير أن يعكس لويا جيركا رغبة كرزاي في تصويته.
وواصل أعضاء «لويا جيرغا» امس اجتماعهم.
ويقول مراسلون إن 48 لجنة بالاجتماع من أصل خمسين أيدت بالفعل مسودة الاتفاق، لاسيما نقطة الاعتراض الأبرز فيها والمتمثلة بمنح حصانة لآلاف من جنود القوات المسلحة الأمريكية من المفترض بقاؤهم في تسع قواعد عسكرية لعدة سنوات مقبلة.
ومن المتوقع الاعلان عن الرأي النهائي اليوم خلال الجلسة الختامية للاجتماع الذي يضم أكثر من 2800 من زعماء القبائل وممثلي الطوائف والعرقيات المختلفة.
وأشار إلى أن موقف لويا جيرغا من الاتفاقية الأمنية غير ملزم للحكومة ولكن سيسمح لها بالحصول على تأييد شعبي في حال إقرار الاتفاقية التي ستحدد أحكام الوجود العسكري الأمريكي بأفغانستان بعد انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي «ناتو» بنهاية العام القادم.
وبعد أن أعلنت كابل أنها تريد التوقيع على الاتفاقية الأمنية بعد الانتخابات الرئاسية المتوقعة في أبريل القادم، طالبت واشنطن بالتوقيع قبل نهاية السنة، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «قلنا منذ أمد بعيد أنه لا بد من الحصول على اتفاق أمني ثنائي هذا العام»..
واعتبر كارني أن عدم التوقيع على الاتفاقية في الموعد المطلوب سيجعل من المستحيل على الولايات المتحدة وحلفائها التخطيط لوجود في أفغانستان بعد 2014.
بدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي، أمس الاول إن تأخير توقيع الاتفاقية لما بعد نهاية العام الحالي «لن يكون مقبولا». واعتبرت أن التأخير سيعطي إشارة إلى أن أفغانستان مستعدة للمخاطرة بالمساعدة المالية والعملية التي تم تقديمها لها.
وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد قلل لدى افتتاحه اجتماع لويا جيرغا يوم الخميس من التوقعات الأميركية، وقال إن الاتفاقية الأمنية لن تصبح سارية المفعول إلا بعد الانتخابات الرئاسية في الخامس من أبريل المقبل، والتي لن يستطيع الترشح فيها.
وينتشر حاليا حوالى 75 ألف جندي أجنبي بأفغانستان في إطار القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان «إيساف» التي تقودها واشنطن، وسينسحب القسم الأكبر من هذه القوات بحلول 2014، ويثير هذا الانسحاب مخاوف من ارتفاع وتيرة العنف في البلد الذي يسيطر مسلحو حركة طالبان على جزء منه.
ووفق مشروع الاتفاق الذي كشفت عنه كابل فإن الاتفاق الأمني الثنائي سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير 2015، وسيبقى ساري المفعول لعشر سنوات على الأقل.
وتفيد هذه الوثيقة أن الجنود الأميركيين الذين سيبقون في أفغانستان بعد 2014 سيستفيدون من الحصانة القضائية التي كانت نقطة الخلاف الأساسية بين البلدين.