
عواصم – «وكالات»: قالت وسائل اعلام رسمية إن وزيرا بالحكومة السورية نجا من هجوم على سيارته امس لكن سائقه قتل.
وقالت قناة تلفزيون الاخبارية ان سيارة وزير المصالحة الوطنية علي حيدر استهدفت اثناء مرورها على طريق سريع بمحافظة طرطوس احد معاقل الرئيس بشار الأسد.
ولم تذكر القناة تفاصيل عن طبيعة الهجوم.
وينتمي حيدر لما تسميه حكومة الأسد «المعارضة الوطنية» وهي جماعات سياسية تعتبر نفسها منافسة لحزب البعث الحاكم بزعامة الأسد لكنها لا تدعم الانتفاضة المستمرة ضد حكمه منذ أكثر من عامين ونصف العام.
لكن المنضمين الى الانتفاضة يعتبرون تلك الشخصيات مثل حيدر أدوات في ايدي النظام يستخدمها لتقويض شخصيات المعارضة. وحيدر واحد من قادة «المعارضة الوطنية» الذين شغلوا مناصب حكومية.
وقال مصدر حكومي إن حيدر لم يكن في السيارة اثناء الهجوم لكنه لم يقل أين كان الوزير.
ويأتي هذا الهجوم فى وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة بين القوات الحكومية ومعارضيها وبالامس قال نشطاء إن مسلحين إسلاميين يقودهم مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة سيطروا على أكبر حقل نفطي في شرق سوريا وقطعوا امكانية وصول قوات الرئيس بشار الأسد لاحتياطي النفط المحلي بشكل شبه كامل.
ولم يرد تعليق فوري من الحكومة. وفقدان حقل العمر النفطي سيعني أن قوات الأسد ستعتمد بشكل كامل تقريبا على النفط المستورد في قتالها لانهاء الصراع المستمر منذ عامين ونصف العام في البلاد.
ولم يعرف على الفور مدى تأثير هذا التطور على قدرة قوات الاسد العسكرية لكن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب التطورات في سوريا قال ان هذا الهجوم يمثل ضربة كبيرة.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد ان نحو كل احتياطيات النفط السورية ستكون في أيدي جبهة النصرة ووحدات اسلامية اخرى.
وقال ان رقبة النظام اصبحت الان في ايدي جبهة النصرة.
ويعتقد ان الاسد يحصل أيضا على وقود من ايران حليفه الرئيسي في المنطقة. وتمول طهران قتال الحكومة السورية ضد المعارضين وتقدم دعما عسكريا.
وأظهر تسجيل فيديو وضع على الانترنت مقاتلي المعارضة يقودون عربة صهريج تحت لافتة كتب عليها «شركة نفط الفرات - حقل العمر». وقال المتحدث ان الحقل تم الاستيلاء عليه فجر السبت لكن لم يتسن التحقق من صحة اللقطات من جهة مستقلة.
وفي تطور لافت على صعيد الصراع وحد مقاتلون إسلاميون في سوريا قواهم لتشكيل ما قد يصبح أكبر جيش للمعارضة في البلاد وهو ما يزيد من تقويض نفوذ القادة العسكريين المدعومين من الغرب وقد يشكل تحديا للقاعدة.
وتزامن الإعلان يوم الجمعة عن تشكيل قيادة مشتركة للجبهة الإسلامية - وهي اندماج لستة فصائل إسلامية كبرى في المعارضة كانت أعلنت في وقت سابق أنها تعتزم الاندماج - مع روايات عن اندلاع معركة عند الحدود التركية بين فصائل إسلامية متنافسة انتهت بسيطرة جماعة متحالفة مع القاعدة على بلدة أطمة.
وعرقل التشرذم والاقتتال بين الفصائل الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد الانتفاضة ولم تظهر أحدث محاولة لتوحيد المعارضة حتى الآن قدرتها على إحداث تنسيق فعال بين الجماعات التي تسيطر معا على مناطق كبيرة من سوريا وعشرات الآلاف من المقاتلين.
وأدت المكاسب التي حققها الأسد منذ تراجعت الولايات المتحدة عن التدخل في أعقاب هجوم بالغاز السام على مناطق تسيطر عليها المعارضة في أغسطس الماضي إلى تقوية موقف كثير من مقاتلي المعارضة المسلحة على حساب الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والمكلف نظريا بتنسيق الحرب وحفزت في الوقت نفسه بعض الفصائل الكبرى من أجل توحيد صفوفها.
وقال أعضاء في جماعات أخرى إنه جرى تعين أحمد عيسى الشيخ قائد ألوية صقور الشام زعيما للجبهة الجديدة.
وقال الشيخ في تسجيل فيديو يعلن عن تشكيل الجبهة الجديدة بثته قناة الجزيرة الإخبارية إن الجبهة «تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف الى اسقاط النظام الأسدي في سوريا اسقاطا كاملا وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعا وحاكما وناظما لتصرفات الفرد والدولة.»
وعين أبو عمر الحريتاني نائبا للشيخ. والحريتاني من ألوية التوحيد وهي تشكيل رئيسي آخر للمقاتلين الإسلاميين قاد هجوما للمعارضة في حلب العام الماضي. ومن بين الجماعات الأخرى التي انضمت إلى الجبهة أحرار الشام ولواء الحق والجيش الإسلامي.
وقد تتحدى الجبهة الإسلامية النفوذ المتزايد لجماعتين كبيرتين للمعارضة الإسلامية المسلحة مرتبطتين بالقاعدة وانضم إليهما آلاف الأجانب للقتال في سوريا هما الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.
ولم تنضم الجماعتان إلى الجبهة الإسلامية رغم تعاونهما مع بعض الجماعات المكونة للجبهة. وفي حين يطالب أعضاء الجبهة الجديدة بإقامة دولة إسلامية سنية فإن معظهم أكثر تسامحا مع الآراء الأخرى من الجماعات المرتبطة بالقاعدة.
وقال المحلل تشارلز ليستر من مؤسسة آي.اتش.إس جينز في لندن «هذا تطور مهم للغاية من حيث دلالته الرمزية وكذلك التأثير العسكري الذي من المرجح أت تتمتع به على الأرض.» وقدر أن الجبهة الجديدة قد تضم 45 ألف مقاتل على الأقل.
وقال عضو في ألوية صقور الشام لرويترز «إنني متحمس للغاية وأشعر بسعادة غامرة» معبرا عن شعور عام بين المقاتلين بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية.
وأضاف «اعتقد أن هذا سيكون بداية نقطة تحول كبيرة في سوريا.» وفي الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية الكبرى المنقسمة دفع المعارضة والحكومة إلى المحادثات لم يبد المقاتلون على الأرض اهتماما يذكر بالتفاوض مع الأسد. وقال ليستر إن الجبهة ستوفر تمثيلا أفضل للقوى التي تعمل على الأرض وستقوض بالتالي قيادة الائتلاف الوطني السوري في المنفى. ولا يتوقع أن تشن الجبهة حربا على الجماعات المتحالفة مع القاعدة إلا أنه يرى أن تشكيلها قد يبعد الإسلاميين السوريين عن تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة حيث يضطلع الأجانب بدور أكبر.
ومما يبرز الصراعات بين الفصائل قال نشطاء في المعارضة إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطر على بلدة أطمة وهي نقطة عبور للأسلحة والمعارضين السوريين على الحدود التركية وطرد منها مقاتلي جماعة صقور الإسلام وهي جماعة إسلامية صغيرة معتدلة تخضع لقيادة هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر التي تتخذ من تركيا مقرا لها.
وقاتلت جماعة صقور الإسلام وحدات أخرى موالية للجيش السوري الحر في وقت سابق هذا الأسبوع ولمح الناشط المحلي المعارض عبد الله الشيخ إلى احتمال تواطؤ قادة الجيش السوري الحر مع الدولة الإسلامية في العراق والشام لطرد مقاتلي صقور الإسلام من أطمة. وقال نشطاء إن مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية أسروا قائد صقور الإسلام وأكثر من 20 من رجاله.»
وامتنعت القوى الغربية التي تدعم الانتفاضة السورية منذ عام 2011 عن تقديم مساعدات عسكرية للجماعات المعادية للغرب. لكن نفوذ الإسلاميين غطى على الفصائل العلمانية التي عرقلتها الخصومات داخل سوريا وبين معارضي الأسد في المنفى.
وتقوم دول الخليج العربية - لاسيما السعودية وقطر - بتسليح ومساعدة فصائل بالمعارضة لكن لم يتضح بعد حجم النفوذ الأجنبي على التشكيل الجديد.
وقال مصدر مرتبط بجبهة النصرة إن الجماعة تعتقد أن قطر ساعدت بالوساطة والتمويل في اندماج الجماعات في الجبهة الإسلامية وإن الجماعات المرتبطة بالقاعدة تشعر بقلق من التحالف الجديد.
وأضاف «أخشى أننا نتهيأ لانقسام خطير... بين الجبهة الجديدة وجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.»
سياسيا التقى المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في جنيف، وذلك قبل لقاء مع مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة الأميركية ضمن المساعي المبذولة للتوافق حول تاريخ لعقد مؤتمر جنيف 2 من أجل السلام في سوريا.
وقالت خولة مطر الناطقة باسم الإبراهيمي إن اللقاء الذي نظم أمس الاول كان متابعة لاجتماعات الإبراهيمي بطهران في 26 و27 أكتوبر الماضي، وفرصة لاستعراض الوضع حول مؤتمر جنيف 2.
وأوضحت أن الطرفين ناقشا -في اللقاء الذي نظم على هامش المباحثات بشأن ملف إيران النووي- الاستعدادات لعقد مؤتمر جنيف 2 بصفة عامة وليس مشاركة إيران على وجه التحديد.
وتثير مشاركة إيران -حليفة النظام السوري- في هذا المؤتمر، والتي تطالب بها روسيا ويرغب بها الإبراهيمي، معارضة الغربيين والمعارضة السورية.
ومن المحتمل أن يلتقي الإبراهيمي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل إلى جنيف مساء أمس الاول.
من جانب آخر يعقد الإبراهيمي غدا الاثنين في جنيف اجتماعا مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة، يتوقع أن يتوج بالإعلان عن موعد مؤتمر جنيف 2. كما سيجري المبعوث الدولي محادثات ثلاثية مع ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف نائبي وزير الخارجية الروسي إلى جانب وكيلة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان. وتأمل الأمم المتحدة أن يعقد مؤتمر جنيف 2 منتصف ديسمبر المقبل،»والذي يهدف إلى البناء على اتفاق توصلت إليه القوى العالمية بجنيف في يونيو 2012 تحت رعاية الوسيط السابق كوفي أنان ويدعو إلى انتقال سياسي بسوريا، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام مسألة مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد بدور في العملية الانتقالية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاول إن على الدول الغربية إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المحادثات مع حكومة الأسد.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمدينة سان بطرسبرغ، عبر بوتين عن أمله بعقد مؤتمر جنيف2 في أقرب وقت ممكن، وقال إن بلاده حملت على عاتقها مسؤولية إقناع السلطات السورية، ويتعين على الشركاء الغربيين إقناع المعارضة بذلك أيضا.
من جهته قال أردوغان إن بلاده منذ البداية دعمت فكرة عقد مؤتمر جنيف2، مضيفا أنه في حال عقد المؤتمر سيجري التوصل إلى حل للأزمة السورية.
واعتبر أن تأخير عقد مؤتمر السلام يتيح وقتا للأسد، وأضاف «يجدر بنا عدم إضاعة الوقت.. نحن منذ البداية دعمنا عقد مؤتمر دولي حول سوريا، ولكن للأسف لم يؤد المؤتمر الأول إلى النتائج المرجوة، لكن جنيف2 سيؤدي إلى نتائج ملموسة». من جهة أخرى نفت السعودية أن تكون قد عبرت لروسيا عن استعدادها للمساعدة في عقد مؤتمر جنيف 2.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله مساء أمس الاول إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الروسي لم يتضمن اتفاقا بينهما على «استعداد المملكة للمساعدة على عقد مؤتمر جنيف 2 «. وأكد المصدر أن الرياض مستمرة في موقفها الثابت من الأزمة السورية.
وكان الكرملين أعلن أن الملك عبد الله أعرب خلال اتصال هاتفي مع بوتين، عن استعداده للمساعدة على عقد مؤتمر جنيف 2. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس قوله إن الاتصال الهاتفي جرى في 10 نوفمبر.