
طرابلس – «وكالات»: اعلن الجيش الليبي امس حالة «النفير العام» في بنغازي ودعا «كافة العسكريين» إلى «الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري»، بعد مواجهات قتل فيها خمسة عسكريين بين الجيش وجماعة «أنصار الشريعة» السلفية الجهادية في كبرى مدن شرق ليبيا.
وأفادت مصادر من بنغازي بأن القوات الخاصة التابعة للجيش ستقصف أي أرتال عسكرية غير شرعية تتجه نحو بنغازي.
وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي «الحاكم العسكري للمدينة» إن رئيس الغرفة العقيد عبدالله السعيطي: «أهاب بكافة العسكريين الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يصحبه إعلان لحالة النفير.
وأضاف أن «كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونياً ويعد ذلك هروباً من حالة النفير والطوارئ القصوى».
وكانت اشتباكات قد اندلعت بين القوات الخاصة والصاعقة التابعة للجيش الليبي مع أنصار الشريعة «السلفية الجهادية» في مدينة بنغازي صباح الامس، على ما أفادت مصادر طبية وعسكرية لوكالة «فرانس برس»، ما أدى إلى مقتل 6 عسكريين على الأقل وإصاية أكثر من 14 شخصاً آخرين، بينهم مدنيين.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة والصاعقة، العقيد ميلود الزوي، إن «اشتباكاً دامياً يجري بين قواتنا وقوات جماعة أنصار الشريعة «السلفية الجهادية» لأول مرة منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي».
وأوضح الزوي أن «الاشتباكات بدأت بعد أن تم استهداف إحدى دوريات القوات الخاصة والصاعقة كانت متمركزة في جزيرة دوران منطقة البركة وسط المدينة بالقرب من مقر جماعة أنصار الشريعة».
وأشار إلى أن «قوات الصاعقة ردّت على مصدر النيران واندلعت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وفي الوقت ذاته اندلعت اشتباكات مماثلة بين القوتين في أرجاء مختلفة من المدينة بالقرب من مستشفى الجلاء في منطقتي رأس عبيدة والسلماني الغربي بالقرب من عيادة خيرية تابعة لأنصار الشريعة».
وأفادت التقارير الواردة من بنغازي، وهي المدينة الثانية الكبرى في ليبيا، بوقوع انفجارات وإطلاق نار صباح الاثنين في منطقة الفويحات.
وأفادت الأنباء بوقوع عدد من الإصابات بين أفراد الجيش وجماعة أنصار الشريعة، وهي المليشيات التي يشتبه في أنها قتلت السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفينز في عام 2012.
ومكث السكان في بنغازي في بيوتهم، وأغلقت المدارس، بحسب الأنباء الواردة من المدينة.
ولاتزال الحكومة الليبية تكافح من أجل احتواء المليشيات التي تسيطر على أجزاء من ليبيا.
وكان رئيس الوزراء الليبي علي زيدان قد طالب قبل عشرة أيام المليشيات جميعا بمغادرة العاصمة طرابلس، عقب اشتباكات دامية بين المحتجين وأفراد المليشيات. وتشهد ليبيا انفلاتاً أمنياً واسعاً منذ أشهر، وتسبب هذا الانفلات في اغتيال العديد من الشخصيات العسكرية والأمنية ورجال سياسية وإعلام ورجال دين إضافة الى شخصيات ناشطة في المجتمع المدني.
وعادة تنسب هذه العمليات إلى إسلاميين متطرفين، لكن السلطات التي تجاهد لخلق قوات جيش وشرطة قادرة على بسط الأمن لم تكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات الإجرامية الممنهجة.
وتعليقاً على الموضوع، قال عز الدين عقيل، رئيس الائتلاف الجمهوري الليبي، إن تلك الجماعات من أمثلة «أنصار الشريعة، تعتقد أنه لا حاجة لأن يكون هناك دستور بالبلاد. وأضاف بأن تلك الجماعات ليست قوية، إلا أن ضعف الجيش الليبي هو ما يظهرها قوية. وأضاف: «هم يحاولون إطلاق بالون اختبار ليروا كيفية تعامل القوات المسلحة معهم».
من ناحية أخرى أكد وزيرا خارجية أمريكا وبريطانيا استعداد بلديهما لمساعدة ليبيا على تحقيق الاستقرار الذي تحتاجه، بينما جدد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان تأكيد أهمية التعاون مع الحلفاء كي تصبح بلاده أكثر استقلالاً وإسهاماً في العالم.
وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في العاصمة البريطانية لندن، إثر لقائه هيغ وزيدان، إن ليبيا شهدت اضطرابات خطيرة في الأسابيع القليلة الماضية، وواجهتها تحديات اقتصادية وأمنية، مشيراً إلى أنه بحث مع زيدان كل ما يمكن القيام به لمساعدة ليبيا على تحقيق الاستقرار الذي تحتاجه.
من جهته أكد هيغ «التزام بريطانيا القوي جدا بمساعدة حكومة ليبيا وشعبها» من دون أن يعطي تفاصيل حول هذه المساعدة.
وشكر رئيس الحكومة الليبية كيري وهيغ على التزامهما ودعمهما المتواصل للشعب الليبي، مذكرا بأن الليبيين فعلوا أخيرا الكثير للتخلص من المليشيات. وقال زيدان إن زيارته إلى لندن هي دليل على العلاقة وتأكيد للصداقة التي بدأت في أول أيام النضال من أجل الاستقلال.
وأضاف أن «أصدقاءنا دعمونا خلال ثورتنا ونحن هنا لتجديد تأكيد أهمية هذا التعاون معهم، فقد التزموا بمساعدة ليبيا حتى تصبح دولة أكثر استقلالاً، وستكون مساهمة بشكل أكبر في الميدان العالمي».