صنعاء – «وكالات» : شهد العديد من المدن اليمنية والعاصمة صنعاء تصعيدا أمنيا، امس حيث لقى أربعة طلاب فى معهد دار الحديث السلفى بمنطقة دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد مصرعهم وأصيب 13 آخرون، فى مواجهات وصفت بالعنيفة بين السلفيين والحوثيين.
وقال مصدر يمنى مسئول امس إن مواجهات عنيفة بالأسلحة الرشاشة اندلعت بين مسلحين قبليين وسط مدينة عتق مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 13 آخرين، لافتا إلى أن الوضع متوتر فى المدينة وقوات الأمن تحاول التدخل لفض الاشتباكات المسلحة.
وتشهد مناطق مختلفة فى اليمن حالة انفلات أمنى شديدة بالتزامن مع قرب اختتام «مؤتمر الحوار الوطنى الشامل»، المنعقد حاليا بصنعاء، تنفيذا لأحد بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية؛ لمناقشة قضايا رئيسية تتعلق بالعدالة الانتقالية والحريات والقضية الجنوبية، وغيرهما.
الى ذلك أعلن مصدر في لجنة الوساطة الرئاسية والبرلمانية في دماج أن اللجنة قررت العودة إلى صنعاء والانسحاب من مناطق الاشتباك في دماج بعد فشل كل المساعي من أجل وقف الحرب هناك.
ويفترضُ أن تسلم اللجنة تقريرها لاحقا إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لاتخاذ قرار بشأنها.
وتشير تقديرات اللجنة الرئاسية إلى أن أكثر من 120 شخصا قضوا جراء القتال بين الحوثيين ومسلحي القبائل شمال البلاد، فضلا عن إصابة العشرات.
وكانت اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع بين الحوثيين ومسلحي القبائل قد اتهمت جماعة الحوثي بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان طرفا النزاع قد وقعا قبل نحو ثلاثة أسابيع اتفاق هدنة يقضي بوقف إطلاق النار بإشراف لجنة تابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وشمل الاتفاق نشر مراقبين من الجيش اليمني وإخلاء الأسرى وفك الحصار الذي يفرضه الحوثيون على دماج.
ويعتبر هذا الاتفاق الثالث الذي يتم التوصل إليه بين الطرفين المتقاتلين في دماج منذ نهاية أكتوبر الماضي، وذلك إثر انهيار اتفاقين سابقين بعد ساعات قليلة من بدء سريان كل منهما.
يشار إلى أن المعارك في دماج -التي تقع قرب الحدود السعودية- قد اندلعت إثر هجوم شنه الحوثيون على مسجد للسلفيين الذين يتهمونهم باستضافة مسلحين أجانب.
الى ذلك أفادت تقارير صحفية بأن عددا من العسكريين اليمنيين المجندين حديثا اعتقلوا للاشتباه بعلاقتهم بالهجوم الذي استهدف مجمع وزارة الدفاع في العاصمة اليمنية صنعاء، بينما قتل مسؤول أمني يمني في هجوم مسلح امس في محافظة البيضاء جنوبي العاصمة.
وقال مدير أمن البيضاء العميد عادل الأصبحي -في تصريحات لصحيفة 26 سبتمبر اليمنية- إن أركان حرب فرع شرطة النجدة في البيضاء عبد الله ضيف الله محمد قتل صباح الاحد في كمين نصبه له مسلحون. وأوضح الأصبحي أنه يجري حاليا التحقيق في ملابسات الحادث وتعقب الجناة.
وفي سياق متصل، نفى يحيى العراسي السكرتير الصحفي للرئيس عبد ربه منصور هادي أن يكون هادي تواجد في المجمع لحظة وقوع الهجوم الذي أسفر عن مقتل 52 شخصا، بينهم 31 ضابطا يمنيا، منهم ثلاثة برتبة عقيد.
وأوضح العراسي أن «هادي أبلغ بالهجوم وتحرك إلى دار الرئاسة، ولما رأى أن العملية مستمرة توجه إلى المجمع للمتابعة بشكل مباشر». وأكد أنه «تمت تصفية 12 إرهابيا من منفذي الهجوم واعتقال ستة آخرين، بينهم قياديان بارزان من تنظيم القاعدة، الأول زعيم المجموعة والموجه والدليل لتنفيذ العملية، والثاني الذي أبلغ عن نجاح العملية».
وأشار إلى أن القياديين اعتقلا خارج صنعاء بالاستعانة بالأقمار الصناعية التي تعقبت اتصالاتهما عبر هواتف جوالة استخدماها في تنفيذ العملية, لافتا إلى أنه تم اعتقال أربعة من المهاجمين داخل مجمع الدفاع.
ورأى العراسي أن تفاصيل العملية تشير إلى وجود مؤشرات خطيرة، من بينها إتلاف «الحاسوب الخاص بالدائرة المالية الذي يضم بيانات ضباط وأفراد القوات المسلحة», وعبّر عن اعتقاده بأن الحادث يخدم أغراض وأهداف تنظيم القاعدة حسب تعبيره، ويهدف إلى «إسقاط هيبة الدولة وإفشال الحوار».
في المقابل، نفى تنظيم «القاعدة» أي علاقة له بأحداث وزارة الدفاع, معتبرا أن ما أعلن عن تحمله مسؤولية أحداث وزارة الدفاع «كذب». وتوعد التنظيم في بيان له الحكومة «بحرب من الله، وحرب من الناس»، متهما إياها بـ»الخروج عن الدين».
يذكر أن أحد أذرع تنظيم القاعدة المعروف باسم القاعدة في جزيرة العرب ينشط في اليمن منذ عدة سنين، ويخوض حرب عصابات منذ عهد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
سياسيا اكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، أن صنعاء تتطلع منذ سنوات إلى الانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي، قائلا إن بلاده استفادت كثيرا من مشاركاتها على هامش القمم الخليجية منذ سبع سنوات، فانضمت إلى المزيد من المنظمات التابعة للمجلس، ولكنها تترك «أمر الانضمام هذا للزمن ودول المجلس لتقرر فيه».
وقال إن اليمن طرحت أمام القمة الأمنية الإقليمية «حوار المنامة 2013»، جملة من المخاطر والمخاوف الأمنية التي يواجهها اليمن، ومن بينها تدفق اللاجئين بعشرات الآلاف من القرن الإفريقي على بلاده، واستغلال تنظيم القاعدة لتلك الظروف لتسريب عناصرها إلى الداخل، نقلا عن صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، امس.
وكشف أن بلاده تحتاج إلى دعم من أجل القيام بمهمة حماية أهم ممر يربط بين الشرق والغرب في خليج عدن وباب المندب.
وتحدث الوزير اليمني عن الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، وقال إن «دول الخليج واليمن أولى بالمشاركة في المفاوضات بشأنه».