عواصم – «وكالات»: مازالت الازمة السورية تراوح مكانها دون حل يلوح فى افقها فى وقت اعربت فيه فرنسا عن تشاؤمها حيال «جنيف 2» وادارت الجماعات الاسلامية ظهرها لواشنطن.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تشاؤمه حيال الوضع في سوريا، وقال إن لديه شكوكا قوية في نجاح مؤتمر جنيف2 المزمع عقده الشهر المقبل لإيجاد حل للأزمة السورية، خاصة أن المعارضة تواجه «صعوبات»، وسط تعهد أميركي بدعمها وتحذير من «سيناريوهات مرعبة» في سوريا.
وقال فابيوس أمس الاول في مؤتمر السياسة العالمي المنعقد في موناكو بفرنسا في إطار تعليقه على الأوضاع بسوريا إنه متشائم جدا، وقلل من سقف التوقعات المحتملة لمؤتمر جنيف2، قائلا إن الرئيس السوري بشار الأسد له أخطاء كثيرة ولكنه ليس غبيا، موضحا «لا نستطيع أن نرى سببا يجعله يسلم كل سلطاته».
وأضاف المسؤول الفرنسي -الذي كانت بلاده أول دولة غربية تعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قبل عام، وأول دولة غربية تقدم مساعدات عسكرية له- أن المعارضة تواجه «صعوبات كبيرة» في ظل تراجع نفوذها أمام ما سماها جماعات إسلامية متطرفة.
تصريحات فابيوس تأتي بعد أيام من تعليق لندن وواشنطن مساعداتهما العسكرية غير المميتة للمعارضة السورية بعد استيلاء إسلاميين على معبر حدودي هام مع تركيا ومقار الجيش الحر ومخازن أسلحته.
يأتي ذلك في وقت أعرب فيه القيادي في المعارضة منذر أبكيك عن الاستعداد لضم ممثلين عن مقاتلين إسلاميين في الوفد الذي سيتوجه إلى جنيف.
وقال أبكيك للصحفيين في لندن إن المعارضة تسعى «لتشكيل وفد موسع» وإن الجبهة الإسلامية -التي تشكلت الشهر الماضي من سبعة فصائل أخرى- ستكون محل ترحيب في الوفد.
يشار إلى أن المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمهل طرفي الصراع هناك حتى يوم 27 ديسمبر الجاري لتحديد وفديهما إلى مفاوضات السلام بمؤتمر جنيف2 المزمع عقده الشهر المقبل.
ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي يوم العشرين من الشهر الجاري مسؤولين من روسيا وأميركا لمتابعة تحضيرات المؤتمر الذي قد يشارك فيه أكثر من ثلاثين بلدا، بينها السعودية التي تقف إلى جانب المعارضة، وإيران الداعمة لنظام الأسد، وفق دبلوماسيين غربيين.
وكانت واشنطن قد تعهدت في الأيام الأخيرة بالاستمرار في دعم المعارضة السورية «المعتدلة»، ولكن مسؤولا سابقا في الاستخبارات الأميركية حذر من «سيناريوهات مرعبة» للصراع في سوريا.
وقد تعهد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قبل يومين بمواصلة دعم بلاده للجيش السوري الحر ومن وصفها بالمعارضة المعتدلة.
وقال هيغل في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الأميركية إن ما حدث مؤخرا يعكس بوضوح مدى تعقد هذا الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به، في إشارة إلى سيطرة إسلاميين على مقار للجيش الحر في شمال البلاد، مضيفا أن واشنطن «ما زالت تدعم قائد الجيش السوري الحر سليم إدريس وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية».
من جانبه حذر المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية مايكل هايدن من أن انتصار الرئيس الأسد قد يكون «الأفضل بين ثلاثة سيناريوهات مرعبة جدا جدا» في سوريا، لا يتضمن أي منها انتصار المعارضة.
والسيناريو الثاني هو تفتيت البلاد بين فصائل متقاتلة وما يلي ذلك من تبعات خطيرة على المنطقة برمتها.
وقال أيضا إن هناك سيناريو آخر محتملا وهو «استمرار المعارك إلى ما لا نهاية مع متطرفين سنة يحاربون متعصبين شيعة والعكس بالعكس»، مشيرا إلى أن الكلفة الأخلاقية والإنسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جدا.
من جانبها نفت «الجبهة الإسلامية» في سوريا أن تكون قد شاركت في اجتماع ضم ممثلين عن قيادة أركان الجيش الحر والإدارة الأميركية، وذلك بعد أن أفادت مصادر بحدوث الاجتماع الذي يأتي عقب أنباء عن سيطرة الجبهة على مناطق حدودية مع تركيا، وهو ما دفع واشنطن إلى تجميد مساعداتها للمعارضة المسلحة.
وكانت تلك المصادر أكدت أن الاجتماع جرى بين رئيس هيئة الأركان التابعة للجيش السوري الحر سليم إدريس وممثلين عن الجبهة الإسلامية والسفير الأميركي السابق روبرت فورد.
ووصفت المصادر ذاتها هذا الاجتماع بأنه الأول بين ممثلين عن الولايات المتحدة والجبهة الإسلامية منذ تشكيلها الشهر الماضي.
وفي وقت سابق، قالت مصادر في المعارضة السورية إن محادثات ستعقد قريبا في إسطنبول بتركيا بين الجبهة الإسلامية المسلحة ومسؤولين أميركيين لبحث إمكانية تسليحها في مواجهة تنامي نفوذ الجماعات المرتبطة بالقاعدة, خاصة في ظل تشتت الفصائل المشكلة للجيش الحر.
وصرح مقاتل في الجبهة -التي تشكلت من عدة فصائل مسلحة- بأنه يتوقع أن تبحث المحادثات ما إذا كانت واشنطن ستساعد على تسليح الجبهة, وتعهد إليها بمسؤولية الحفاظ على الأمن في المناطق الخاضعة للمعارضة المسلحة شمالي سوريا.
وتضم الجبهة كلا من حركة أحرار الشام الإسلامية, وجيش الإسلام, وألوية صقور الشام, ولواء التوحيد, ولواء الحق, وكتائب أنصار الشام، والجبهة الإسلامية الكردية. ويقدر خبراء أنها تضم عشرات آلاف المقاتلين المنتشرين في جلّ المحافظات.
وتأتي الأنباء عن المحادثات بعد أيام من تداول تقارير عن سيطرة مقاتلي الجبهة على مقار ومستودعات سلاح تابعة للمجلس العسكري الأعلى التابع للائتلاف الوطني المعارض عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.