
عواصم – «وكالات»: تتواصل التحضيرات والمشاورات لعقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا المقرر في 22 يناير ، بينما لا تزال الخلافات قائمة يبن الأطراف المعنية بالأزمة السورية بشأن مشاركة إيران في ذلك المؤتمر الذي تقول فرنسا إنه لن يكون ناجحا إذا أكد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة.
وفي ختام اليوم الأول من المشاورات التي جرت أمس الاول بجنيف أخفق المفاوضون الروس والأميركيون في التوصل إلى اتفاق حول مسألة دعوة إيران إلى المؤتمر، إلا أن المبعوث العربي والأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي أكد أن طهران ليست مستبعدة من القائمة بعد، لكنه أكد أنه سيواصل العمل مع المسؤولين الإيرانيين ولو لم يُدعَوْا رسمياً إلى المؤتمر.
وبشأن تفاصيل المشاركة في جنيف2، كشف الإبراهيمي أن 26 دولة ستشارك في المؤتمر، فضلا عن الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بجنيف -عقب اجتماعه بمسؤولين روس وأميركيين- إن من بين الدول التي ستشارك السعودية وقطر والجزائر ومصر وعُمان وإندونيسيا وتركيا والعراق والأردن وغيرها.
وأضاف أنه «بالنسبة لإيران لم نتوصل إلى اتفاق بعد، وليس سرا أننا في الأمم المتحدة نرحب بمشاركتها، ولكن شركاءنا بالولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بعد بأن هذه المشاركة ستكون أمرا صائبا».
وفي هذا الإطار، صرح مسؤول بارز بالإدارة الأميركية للصحافيين طلب عدم الكشف عن هويته «نجد صعوبة في تخيل وجود الإيرانيين في هذا المؤتمر» مشيرا إلى أن طهران يمكن أن تقوم بدور حتى دون مشاركتها.
وقال المسؤول أيضا «لم يقل أحد إن الأمم المتحدة لا تستطيع استشارة إيران، ولا أحد قال إنه لا يمكنها أن تقوم بخطوات تحسن وضعها».
وبالامس أجرى الإبراهيمي، اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، لبحث أحدث التطورات فيما يتعلق بمؤتمر «جنيف 2».
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن وزير الخارجية الإيرانى شدد على ضرورة الاهتمام بالسبل السياسية لحل الأزمة السورية والتركيز على الحوار السوري, وتعلن طهران دومًا استعدادها بدون شروط مسبقة للمشاركة فى هذا المؤتمر بهدف التوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، أوضح الإبراهيمي أن الحكومة السورية أبلغته استعدادها المشاركة، لكنها لم ترسل أسماء وفدها بعد، في حين أبلغه الائتلاف السوري المعارض بأنه يعمل على تشكيل وفده للمؤتمر، معتبرا أن محادثات جنيف قد تدوم طويلا، وتنفيذ بنودها يستغرق وقتا طويلا أيضا، ونفى وجود مواعيد نهائية لتحديد أسماء أعضاء وفد المعارضة.
ودعا الإبراهيمي، أطراف النزاع إلى «اتخاذ تدابير أحادية الجانب لاظهار أنهم قادمون إلى جنيف لإنهاء الصراع»، مضيفاً: «المفاوضات بين الطرفين لن تدوم يوم ولا اثنين ولا ثلاثة، إذا كان سيكتب لها النجاح ستطول أكثر من ذلك بكثير.»
وقال الإبراهيمي إنه يريد من طرفي الصراع الإفراج عن السجناء من النساء والأطفال وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لتكون بادرة حسن نية قبل المؤتمر.
من جهته، قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده إلى محادثات «جنيف2».
ويقول مراقبون إن أهمية الاجتماع تكمن في تقييم التقارب الروسي الأميركي بخصوص الخيارات المطروحة لحل القضية السورية،.
ونقل مراسلون عن عضو بالائتلاف السوري قوله إن الاستعدادات لتحديد الأسماء المشاركة بلقاء جنيف2 باتت في مراحلها الأخيرة، معبرا عن أمله في ألا تعرقل القوى الموجودة على الأرض عمل المشاركين باللقاء، في حال حصل الائتلاف على الضمانات الضرورية لتحقيق مطالب المعارضة السورية.
على صعيد متصل، أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا -في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية في أربيل شمال العراق الجمعة- أن أكراد سوريا سيشاركون بمؤتمر جنيف2 ضمن وفدين: الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام.
وبشأن نقل السلطة في سوريا، حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أن مؤتمر جنيف2 للسلام لن يكون ناجحا إذا أكد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
وقال هولاند -إثر قمة أوروبية بحثت بشكل سريع الملف السوري- إن مؤتمر جنيف2 لا يمكن أن يكون هدفا لذاته، معتبرا أنه إذا كان سيشكل تكريسا لسلطة الأسد «فسنكون إزاء فرص قليلة لاعتبار أن هذا الموعد شكل الحل السياسي للقضية السورية».
في مقابل موقف فرنسا، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن الغرب بدأ يدرك أن بقاء الأسد في السلطة أقل خطرا على سوريا من الإسلاميين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله الجمعة «إن قلق الدبلوماسيين الغربيين يزداد، وإنهم يقولون إن بقاء الأسد بالسلطة هو خيار أفضل لسوريا من أن يحكمها متشددون إسلاميون».
وقال لافروف في المقابلة إن «المكاسب التي حققها المعارضون الإسلاميون في ساحة المعارك السورية تسبب تغييرا في الموقف الغربي بشأن الأسد». ووصف الموقف في سوريا بأنه «وضع يزيد فيه الجهاديون والإرهابيون نفوذهم سريعا ويسيطرون على أراضٍ، ويفرضون على الفور أحكام الشريعة الإسلامية هناك».