
عواصم – «وكالات»: أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية التي عقدت بالقاهرة امس الاول التمسك باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام مع رفض جميع الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جاء ذلك في ختام الاجتماع الطارىء للمجلس الذي عقد في مقر الجامعة العربية والذي جدد التأكيد على الدعم السياسي القوي الذي يجب أن يوفره وزراء الخارجية على كافة المستويات والمحافل واللقاءات الدولية والاقليمية ومواصلة الدعم تنمويا واقتصاديا لفلسطين.
واستمع المجلس خلال الاجتماع الطارئ الذي ترأسه وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز الى تقرير من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حول سير المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية التي تجري برعاية امريكية والعقبات التي تضعها اسرائيل في طريق هذه المفاوضات.
وطرح عباس الخيارات الفلسطينية للتعامل مع الواقع الراهن وسط المؤشرات المتوافرة حول عدم احراز تقدم في مسار المفاوضات في ظل اصرار اسرائيل على مواصلة الاستيطان والتهويد والحديث عن تواجد اسرائيلي امني على الحدود الفلسطينية - الاردنية في اطار خطة أمنية امريكية.كما استمع المجلس الى تقرير من الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حول جهود الجامعة المتعلقة بالسلام والوصول الى الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وشدد العربي وعبدالعزيز في مؤتمر صحافي مشترك عقب اختتام أعمال الاجتماع على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خاصة حقه في اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ورفض الاستيطان.
وحذر العربي من استمرار لعب اسرائيل على عنصر الوقت والذي تعتمده نهجا منذ حرب 1967 باعتباره هدفا استراتيجيا تسعى لتحقيقه مهما كانت الآليات موضحا انه لمواجهة هذا التوجه الاسرائيلي تم الاتفاق مع الولايات المتحدة على الاشراف على المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بحيث تنتهي خلال فترة زمنية تستغرق تسعة اشهر.
ولفت الى ان الولايات المتحدة لم تطرح على الجانب الفلسطيني مخططا امنيا انما افكارا لم تحظ بقبول فلسطيني بل ووجهت بإصرار على الا يبقى جندي اسرائيلي واحد على الاراضي الفلسطينية بعد التوصل الى اتفاق سلام.
ومن جانبه دعا وزير الخارجية الليبي في كلمته إلى ضرورة إعطاء أهمية خاصة للقضية الفلسطينية والتفاعل مع تحدياتها بطريقة أكثر فاعلية وحشد الدعم السياسي اللازم لحقوق الشعب الفلسطيني.
ولفت الى أن تحقيق السلام ليس مطلبا فلسطينيا فقط ولكنه مطلب اقليمي ودولي مؤكدا «أنه لا يمكن النظر للقضية الفلسطينية بمعزل عن التطورات التي تمر بها المنطقة العربية وكذلك التطورات الاقليمية والدولية» وأكد ضرورة المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني لتحقيق الهدف الاكبر ألا وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وشدد وزير الخارجية الليبي على «أن الاعتداء على القدس ومحاولة تهويدها هو اعتداء على العرب والمسلمين كافة باعتبارها تمثل قضية مركزية للعالمين العربي والإسلامي ونظرا لمكانتها الدينية والحضارية والثقافية».
واشاد بجهود الولايات المتحدة للدفع قدما بالمفاوضات من أجل سلام شامل ودائم من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني كما ثمن دور الاتحاد الأوروبي في دفع تلك المفاوضات معربا عن أمله في أن يكلل ذلك بالنجاح والتوفيق.
وفي معرض رده على سؤال حول وجود هواجس بامكان تكرار سيناريو اتفاق أوسلو والدخول في مفاوضات سرية علق وزير الخارجية الليبي بقوله ان عباس «اكد خلال الاجتماع انه سيبلغ الجامعة العربية والوزاري العربي بنتائج التواصل والمشاورات الامريكية الفلسطينية على صعيد المفاوضات مع اسرائيل» مشيرا الى ان رئيس السلطة الفلسطينية أكد أنه لن تكون هناك اجندة خفية في ما يتعلق بالتفاوض.
وردا على سؤال نفى وزير الخارجية الليبي تطرق وزراء الخارجية العرب للأزمة السورية من قريب أو بعيد مؤكدا ان الاجتماع خصص فقط للقضية الفلسطينية ومسار المفاوضات.
وكلف مجلس الجامعة وزير الخارجية الليبي «الرئيس الحالي للمجلس» والامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بتوجيه رسالة خطية الى وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية لتأكيد الموقف العربي تجاه حل القضية الفلسطينية.
وكان عباس اكد في كلمته التي استمع اليها الوزراء العرب ان «ممارسات كهذه ترتكبها اسرائيل اصبحت تشكل اهم العقبات أمام عملية السلام».
وشدد عباس على «رفضه الكامل للحلول الانتقائية والانتقالية والمرحلية» مشيرا الى ان «الحل يجب ان يكون شاملا لقضايا الوضع النهائي وضمن فترة تسعة اشهر التي لا يمكن تمديدها وتنتهي في 29 ابريل المقبل من جانبه رحب وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي امس بقرارات مجلس جامعة الدول العربية. وابلغ المالكي اذاعة «صوت فلسطين» الرسمية ان «هذه القرارات التي اتخذت على مستوى وزراء الخارجية العربية في اجتماعم بالقاهرة من شأنها دعمنا في مواجهة كافة الضغوط التي يتعرضون لها من جهات عدة». على صعيد متصل اكد المالكي ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري لم يقدم خلال زياراته المختلفة للمنطقة أي خطة سلام رسمية للجانب الفلسطيني او لغير الجانب الفلسطيني مشيرا الى ان ماجرى الحديث عنه من خطط عرضها كيري «لم تكن سوى محاولات استكشاف للمواقف الفلسطينية من بعض الافكار ليس اكثر من هذا».
واضاف ان «الجانب الفلسطيني تحرك سريعا عبر رسالة بعث بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للرئيس باراك اوباما قبل ايام حدد فيها ما يمكن قبوله فلسطينيا وما هو مرفوض « مبينا ان «هذا التصرف جرى كحالة استباقية» لما يمكن ان يحدث.
واشار الى ان «وجود حديث يتردد بأن الادارة الامريكية او الوزير كيري قد يتقدما بمقترح خلال شهر يناير او فبراير المقبلين» مشددا على ان «ما صدر عن اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة انما يحدد معالم رؤيتنا وما هو مقبول ومرفوض عربيا وفلسطينيا».