بغداد - «كونا»: باشر الجيش العراقي امس قصف واقتحام ما يعتقد أنها معسكرات لمسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في صحراء محافظة الانبار غربي العراق في الوقت الذي طوقت قوات أخرى ساحة الاعتصام في مدينة سامراء شمالي بغداد .
وذكر مصدر في قيادة عمليات الانبار لوكالة الانباء الكويتية «كونا» امس ان تعزيزات إضافية من قوات الجيش وصلت اليوم لدعم قوات الفرقة العسكرية العراقية السابعة التي لم تتمكن من منذ أمس الاول من اقتحام ما معسكرات مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في «وادي حوران» والمناطق المجاورة بصحراء الانبار .
وأكد ان القوات العسكرية توغلت في الصحراء بغطاء جوي من مروحيات الدفاع الجوي العراقي حيث قصفت ودمرت ما يعتقد انه معسكر كبير لتنظيم القاعدة هناك في حين لم يكشف المصدر عن أي حصيلة للقتلى في هذه الاشتباكات مشيرا الى ان العمليات مازالت متواصلة .
على صعيد متصل طوقت قوات من قيادة عمليات سامراء ساحة الاعتصام في المدينة وباشرت في رفع الحواجز الاسمنتية المحيطة بها في الوقت الذي اعتقل أربعة أشخاص حاولوا منع القوات من أداء عملها هناك .
وكان قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء محمد الكروي قد لقي مصرعه في كمين نفذه له مسلحون حيث عين العميد محمد قاسم طالب قائدا للفرقة التي تنفذ عملية عسكرية ضخمة في المنطقة الغربية للقضاء على المسلحين هناك
ودفع هذا الهجوم رئيس الوزراء، نوري المالكي للقول، الأحد، إن ساحة الاعتصام المناهضة له في الأنبار تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحاً المعتصمين فيها منذ عام «فترة قليلة جداً» للانسحاب منها قبل أن تتحرك القوات المسلحة لإنهائها.
وفي كلمة ألقاها المالكي بعد مراسيم تشييع الكروي وعدد من مساعديه -الذين قتلوا أثناء تعقب عدد من عناصر تنظيم القاعدة في وادي حوران غرب المحافظة حسب رواية المصادر الأمنية- وصف ساحات الاعتصام في الأنبار «غرب» بأنها تحولت إلى مقر لقيادات تنظيم القاعدة لا يمكن القبول بها.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن عملية قتل الكروي، لكن موقعا إلكترونيا تابعا لجماعات إسلامية وصف مقتل الكروي بأنه رد على مقتل أكثر من خمسين متظاهرا جراء اقتحام قوة من الجيش العراقي ساحة اعتصام المحتجين في الحويجة غرب كركوك في أبريل الماضي. وكان الكروي آمرا للواء 47 الذي أشرف على تلك العملية.
وأمهل رئيس الوزراء المعتصمين أسبوعا لإخلاء ساحات الاعتصام بالأنبار التي تسكنها غالبية من السنة وتشهد منذ نحو عام اعتصاما مناهضا للحكومة. وقال المالكي «أقول بكل وضوح وصراحة إن ساحة الاعتصام في الأنبار قد تحولت إلى مقر لقيادة القاعدة»، مضيفا «منها بدأت عمليات تفخيخ السيارات والأحزمة الناسفة والتفجيرات في مختلف مناطق العراق».
ودعا المالكي «كل الذين يتواجدون معهم في هذه الساحة من الذين لا يريدون التخريب والذين لديهم مطالب مشروعة أو غير مشروعة ، أن ينسحبوا من هذه المخيمات، أن ينسحبوا من هذه الساحة لتبقى القاعدة فقط، ولتبقى القاعدة فقط المستهدفة من قبلنا، لأننا لن نسكت بعد».
وطالب المالكي «القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بأن تتخذ جنبا إلى جنب مع أهل الأنبار الشرفاء الموقف الحازم بإنهاء مقر القاعدة الذي أصبح يشكل خطرا ليس على الأنبار فقط وإنما على العراق بشكل عام».
وقتل عدد من المتظاهرين المعتصمين منذ نهاية العام الماضي في مواجهات مع قوات الأمن التي حاولت أكثر من مرة على مدار السنة الماضية إنهاء الاعتصام.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء السابق إياد علاوي الأحد إن العراق يقف على أبواب الانتخابات العامة التشريعية التي ستجرى في أبريل المقبل وهو منقسم على نفسه «جراء السياسات المنحرفة للحكومة العراقية».
وقال علاوي في بيان صحفي «من الاحتمالات التي قد تحصل للانتخابات هو تأجيلها أو إلغاؤها في أجزاء من العراق لأسباب واضحة أو أن تحصل انتخابات صورية، لكنها للأسف ستكون دموية تفوق التصور أو أن تجري الانتخابات الصورية وتأتي بقوى سياسية متعددة يتعذر معها تشكيل حكومة بفترة معقولة من الزمن».
وتابع «مع غياب رئاسة الجمهورية وانتهاء مجلس النواب حسب الدستور في 15 يونيو 2014 ستكون هذه الاحتمالات إن حصلت كارثية على العراق وعلى المنطقة».
ووصف علاوي الحكومة الحالية بالعاجزة التي لا تمتلك الرغبة ولا الإرادة ولا الإيمان بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ولا القدرة على تقديم مشاريع القوانين الأساسية إلى مجلس النواب لإصدارها أو المحافظة على الأمن والاستقرار وكل همها البقاء في السلطة مهما كلف الأمر».
ويشهد العراق منذ اقتحام القوات الأمنية لساحة اعتصام مماثلة في الحويجة غرب كركوك «240 كلم شمال بغداد» في إبريل، في عملية قتل فيها أكثر من 50 شخصاً، موجة عنف غير مسبوقة منذ العام 2008 قتل فيها أكثر من 500 شخص منذ بداية ديسمبر.
وفي حادث منفصل قتل أربعة ضباط في الجيش العراقي، بينهم ضابط رفيع المستوى، في هجوم بقذائف هاون على ثكنتهم غرب بغداد، امسبحسب ما أفادت مصادر أمنية.
وأوضح مصدران مسؤولان في وزارة الداخلية أن «آمر الفوج الرابع» من اللواء 23 للفرقة 17، وثلاثة ضباط آخرين وجنديين قتلوا في هجوم بقذائف هاون على ثكنتهم في منطقة أبوغريب.