بغداد - «كونا»: أعلنت وزارة الدفاع العراقية امس عن استهداف موكب وزير الدفاع سعدون الدليمي بعبوة ناسفة في محافظة الانبار غربي البلاد.
وقال المستشار الاعلامي للوزارة الفريق الركن محمد العسكري في بيان ان موكب الدليمي تعرض فجر امس لانفجار عبوة ناسفة على الطريق العام بين الفلوجة والرمادي في محافظة الانبار.
ولم يكشف البيان عما اذا كان الوزير ضمن الموكب اثناء استهدافه ام لا مكتفيا بالاشارة الى ان الانفجار تسبب بجرح اثنين من افراد الحماية وتضرر احدى العجلات.
يذكر ان الدليمي يزور الانبار حاليا للاشراف على العمليات العسكرية التي تستهدف تنظيم القاعدة في صحراء المحافظة
وتأتي محاولة الاغتيال هذه غداة هجوم شنه أربعة انتحاريين علي محطة «صلاح الدين» التلفزيونية في مدينة تكريت شمال العاصمة العراقية بغداد ، واسفر الهجوم عن مقتل خمسة من الصحفيين العاملين في المحطة حسبما افادت مصادر امنية.
وأفادت التقارير بأن الذين لقوا حتفهم في الهجوم هم رئيس قسم الاخبار ومراجع ومنتج اخبار ومدير الارشيف ومقدم برامج.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر في شرطة محافظة صلاح الدين قولها إن قوات الأمن شنت هجوما لتطهير المبنى من المهاجمين، وانها قتلت اثنين منهم فيما فجر الانتحاريان الآخران العبوات التي كانا يحملانها.
وفيما تمكن عدد من العاملين في المحطة من الهرب من المبنى، ما زال عدد منهم عالقين داخله.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن احد الصحافيين الذين تمكنوا من الفرار قوله «نجحت في الافلات وانا الآن خارج المبنى الذي تلتهم النيران اثنين من طوابقه الثالث والرابع.»
واضاف «ان عددا من زملائي مازالوا عالقين في المبنى ومنهم صحفيتين. اتصلت بهم على هواتفهم النقالة ولكن لم يجب احد منهم.»
وقال صحافي يعمل في قناة «العراقية» الرسمية التي لها مكتب في المبنى نفسه إنه تمكن من الهرب ايضا.
وتبنى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ««داعش»» الهجوم ، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع تعنى باخبار الجماعات الجهادية.
واوضح البيان الذي حمل تاريخ الاثنين، انه «بتوجيه من وزارة الحرب في الدولة الاسلامية في العراق والشام انطلق فارسان من فرسان دولة الاسلام مدججين بأسلحتهم صوب مقر فضائية صلاح الدين التي ما فتأت تدس السموم وتشوه الحقائق وتحارب اهل السنة». واضاف البيان الذي نشر على عدة مواقع بينها «المنبر الاعلامي الجهادي» ان «الفارسين انغمسا فيه بعد تصفية الحرس فقطفوا الرؤوس واسالوا الدماء ثم اقتحما مكتب قناة الحكومة الصفوية «العراقية» فسيطرا على المقرين بعد قتل عشرات المرتدين واصابة العشرات».
وتعرض العراق مؤخرا إلى أسوأ موجة من الهجمات التي تستهدف الصحفيين خلال أعوام حيث قضى 12 صحافيا على الأقل منذ أكتوبر.
وينتقد العراق بصورة مستمرة بسبب التضييق على وسائل الاعلام وحرية التعبير إضافة الى ارتفاع نسبة جرائم قتل الصحفيين التي لم تتمكن الشرطة من حل لغزها.
وتجد القوات العراقية نفسها في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخما من النزاع في سوريا المجاورة، ومن استياء الاقلية السنية التي تشكو من تعرضها لتهميش واستهداف من قبل الاكثرية الشيعية الحاكمة.
وتخوض القوات العراقية، بعد الانسحاب الامريكي، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد اعمال العنف التي بلغت معدلات لم يشهدها العراق منذ عام 2008.