دمشق – «وكالات»: أوقعت عمليات القصف الجوي التي يشنها الطيران السوري النظامي على مدينة حلب وريفها 401 قتيل خلال عشرة أيام. في غضون ذلك وقع انفجار ضخم قرب مطار دمشق الدولي تلاه انقطاع للكهرباء بمعظم أحياء العاصمة وريفها، في حين سرى اتفاق للهدنة في معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق بين قوات النظام والمعارضة للتمكين من وصول المساعدات الإنسانية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى جراء قصف القوات النظامية خلال الأيام الماضية لمدينة حلب وريفها بالبراميل المتفجر 117 طفلا و34 امرأة.
وأمس الاول، تواصل قصف النظام لحلب وريفها، لكنْ بوتيرة أقل من الأيام الماضية، وخلف مزيدا من الضحايا والدمار، حيث تعرض حي السكري فيها وبلدة حريتان في ريفها لغارات جوية خلفت مزيدا من الضحايا والدمار.
كما تعرض حيا الصاخور وجبل بدرو بالمدينة لقصف من الطيران الذي استهدف كذلك بلدتي النقارين وماير وقرية الزيارة في ريف حلب، وفق المرصد.
وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية النظام الحاكم باستخدام «البراميل المتفجرة» المحشوة بأطنان من مادة «تي أن تي» والتي تلقى من دون نظام توجيه، في استهداف المناطق الخارجة عن سيطرته في حلب.
من جهته، بين مصدر أمني في النظام السوري لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطيران يستهدف مراكز لمقاتلي المعارضة، عازيا ارتفاع الحصيلة لوجود هذه المراكز في مناطق سكنية.
وفي دمشق، أفاد ناشطون بوقوع انفجار ضخم بمنطقة قريبة من مطار دمشق الدولي تلاه انقطاع تام للكهرباء في معظم أحياء العاصمة وريفها.
من جانبه اكد وزير الكهرباء السوري عماد خميس انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق الجنوبية في بلاده نتيجة تفجير خط الغاز العربي.
واكد خميس ان انفجارا استهدف «خط الغاز العربي» في منطقة «البيطرية» بريف دمشق المغذي لمحطتي توليد كهرباء «تشرين» و»دير علي» ما ادى الى توقف المحطتين عن العمل.
ومن جانب متصل أعلن وزير النفط سليمان العباس امس السيطرة على الحريق الذي اندلع في مكان الانفجار مشيرا الى انه تم عزل الجزء المتضرر من الخط تمهيدا لاعادة تزويد محطة «تشرين» بالغاز خلال ساعات.
وكان الخط المذكور تعرض لتفجيرين سابقين خلال هذا الشهر ما ادى الى انقطاع الكهرباء عن مدينة دمشق والمنطقة الجنوبية.
وأوضح مجلس قيادة الثورة في دمشق بأن الانفجار وقع في خط الغاز المغذي لمحطة تشرين الحرارية بمنطقة البيطارية الواقعة قرب المطار، وأسفر عن اشتعال للحرائق بشكل ضخم حيث شوهدت ألسنة اللهب في أغلب أحياء دمشق.
وقال المجلس إن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر من «الشبيحة» على أطراف حي القابون بالعاصمة، في حين واصلت طائرات النظام قصفها على أحياء برزة والقابون وجوبر.
كما تعرض مخيم اليرموك والقدم جنوب دمشق لقصف عنيف مع استمرار الاشتباكات في المخيم، مع تواصل حملات دهم في ركن الدين والميدان وانتشار لقوات النظام في منطقة الصالحية.
من ناحية أخرى، قال مراسلون إن قوات المعارضة سيطرت على حاجز اللواء 68 في خان الشيح قرب الطريق بين دمشق والقنيطرة، وأفادت أنباء بتوصل قوات النظام ومقاتلي المعارضة إلى هدنة في معضمية الشام جنوب غرب دمشق.
وفي معضمية الشام جنوب غرب دمشق، دخلت هدنة بين النظام ومقاتلي المعارضة حيز التنفيذ أمس الاول، وفق ما أفاد مسؤول في المجلس المحلي.
حيث وافق السكان على رفع العلم السوري النظامي على خزانات المياه بالمدينة كبادرة حسن نية، لمدة 72 ساعة، بهدف سماح النظام بدخول مواد غذائية امس.
وأضاف نشطاء أنه وفقا للاتفاق ستسلم الأسلحة الثقيلة إلى القوات النظامية «إذا تمت الأمور على ما يرام خلال الأيام الثلاثة» مضيفين أن الاتفاق يقضي بألا يدخل جيش النظام معضمية الشام التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن دمشق.
ويلي تسليم الأسلحة عودة سكان المدينة التي نزحوا عنها، وانسحاب الحواجز العسكرية من مداخل المدينة.
كما أكد مصدر مقرب من النظام حصول الاتفاق، من دون أن يشير إلى سحب الحواجز، بل أشار إلى أن القوات النظامية ستدخل المدينة في وقت لاحق للتأكد من تسليم كل الأسلحة الثقيلة.
وتشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الصراع في سوريا أدى إلى مقتل أكثر من 126 ألف شخص، وتهجير الملايين إلى الدول المجاورة وفي داخل سوريا.