عواصم – «وكالات»: أطل تنظيم القاعدة والتنظيمات المتحالفة معه علي مسرح المشهد الاقليمي المضطرب بقوة وبدأ تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام «داعش»يقوي نفوذه فى سوريا والعراق بشكل بات يشكل تهديدا متعاظما لاستقرار المنطقة.
ففي العراق تضاربت الأنباء امس حول سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الفلوجة
وأعلن رئيس مؤتمر الصحوة أن «داعش» تسيطر على وسط الفلوجة والعشائر على اطرافها، في حين أكدت مصادر أمنية عراقية لوكالة «فرانس برس» أن مدينة الفلوجة أصبحت خارج سيطرة الدولة وهي في أيدي تنظيم القاعدة.
ولكن اكدت تقارير صحافية أن ثوار عشائر الأنبار أعادوا السيطرة على الفلوجة وسط انهيار أمنى كامل.
وتواصلت الاشتباكات في مدينتي الفلوجة والرمادي بين مسلحي «داعش» من جهة وعشائر الأنبار من جهة أخرى، لليوم الثالث على التوالي. وأفادت مصادر مطلعة بأن الاشتباكات وصلت إلى أطراف بغداد. ونقل مراسلون عن مصادر أمنية تأكيدها وقوع اشتباكات عنيفة بين مسلحي «داعش» ومجموعة من أبناء العشائر في مركز السلام الواقع بين منطقة البوعيفان وعامرية الفلوجة.
تأتي هذه الاشتباكات بينما أعلن زعيمُ الصحوات، الشيخ أحمد أبو ريشة، حربا مفتوحة على «داعش»، متحدثاً عن مقتل 71 من عناصر التنظيم بينهم زعيمه في الرمادي.
ومن جانبها، كشفت وزارة الداخلية العراقية عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً سقطوا إثر هذه الاشتباكات في مدينتي الفلوجة والرمادي، مشيرةً إلى أن من بين القتلى أطفال ونساء.
أما محافظ الأنبار أحمد الدليمي، فأعلن أن الاشتباكات لا تزال متواصلة بين قوات العشائر ومسلحي «داعش» في مختلف مناطق الرمادي والفلوجة، مؤكداً أن «داعش» باتت تتكبد خسار كبيرة.
واقتحم المسلحون الذين شددوا سيطرتهم على منطقة الانبار القريبة من سوريا على مدى شهور مراكز للشرطة في المدينتين يوم الاربعاء. وفي اليوم التالي أبرم رجال عشائر سنة اتفاقا مع الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة لمكافحتهم. وأفادت تقارير بمقتل عشرات المسلحين يوم الجمعة. وقال شيخ عشيرة طلب عدم ذكر اسمه «لا مجال للسماح للقاعدة بالاحتفاظ بأي موطئ قدم في الأنبار.»
وأضاف «المعركة ضارية وليست سهلة نظرا لأنهم يختبئون في مناطق سكنية.» ويسعى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام لإقامة دولة اسلامية على الحدود بين العراق وسوريا ووحد صفوفه مع جماعات قوية تقاتل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت مصادر طبية وعشائرية إن 40 مسلحا على الاقل قتلوا في الرمادي وكانوا يستخدمون في القتال الاسلحة الآلية والشاحنات المزودة بمدافع مضادة للطائرات. ولم يرد تقدير للخسائر البشرية في صفوق رجال العشائر او قوات الامن.
وقالت مصادر إن الجيش بعد أن انسحب من الأنبار يوم الاثنين انتشر على مشارف الرمادي والفلوجة لدعم رجال العشائر في مواجهة مسلحي القاعدة.
ويعيد الاتفاق مع رجال العشائر لمواجهة تنظيم القاعدة الى الأذهان القرار الذي اتخذته العشائر عام 2006 للتعاون مع القوات الامريكية ضد مسلحي القاعدة الذين سيطروا على معظم المناطق السنية في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
وفي نهاية المطاف هزمت القوات الامريكية والعشائر القاعدة بعد زيادة القوات الامريكية بين عامي 2006 و2007.
وزادت حدة التوتر في الانبار التي تمثل ثلث مساحة العراق منذ فضت الشرطة اعتصاما للسنة يوم الاثنين. وقتل 13 شخصا على الاقل في اشتباكات.
واثار تدهور المناخ السياسي مخاوف الكثير من العراقيين من اتجاه بلادهم نحو موجة من إراقة الدماء بين السنة والشيعة يمكن أن تقسم البلاد على أساس طائفي.
وتجددت هذه المخاوف يوم الخميس حين اشتبك رجال عشائر غاضبون من الحكومة المركزية في بغداد وما يعتبرونه تهميشا للسنة على الساحة السياسية مع القوات العراقية التي كانت تحاول استعادة السيطرة على الفلوجة والرمادي. لكن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في وقت متأخر الخميس بين العشائر والحكومة عقد فيما يبدو مساعي المسلحين الإسلاميين لبسط سيطرتهم على هذه المنطقة.
وقال الشيخ رافع عبد الكريم البوفهد الذي يقود معركة العشائر ضد مسلحي القاعدة في الرمادي «هؤلاء مجرمون ومتطفلون ويريدون الاستيلاء على المدينة لقتل المجتمع.»
وأضاف أن نحو 60 مسلحا قتلوا في الاشتباكات وأحجم عن ذكر عدد للخسائر البشرية في صفوف الجانب الآخر. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذا العدد من مصدر مستقل.
وقال البوفهد إن القتال يزداد صعوبة لأن المسلحين نشروا قناصة على أسطح المباني. ويزداد الموقف تعقيدا لأن ليس كل رجال القبائل مستعدين للانضمام للقتال ضد تنظيم القاعدة في الأنبار حيث الروابط العشائرية قوية.
وقال زعيم عشائري طلب عدم نشر اسمه «بعض العشائر ضد هذا القتال. لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لكنهم لا يتعاونون وحسب.»
وقال شهود إن رجال العشائر لم يشتبكوا مع المسلحين في الفلوجة لكن مسلحين ملثمين يسيطرون على أجزاء كبيرة من المدينة وأقاموا عدة نقاط تفتيش بها.
وأضافوا أن مسلحين اسلاميين في المدينة استخدموا مكبرات الصوت بعد صلاة الجمعة ليدعوا المصلين لمساندتهم.
وفي سياق آخر، زادت معارك الفلوجة والرمادي من حدة الانتقادات السياسية لحكومة نوري المالكي التي باتت مرتبكة في قراراتها، حسب تحليل المراقبين.
واتهمت بعض الأطراف أطراف الحكومة وقوات المالكي بفشل عملهما الاستخباراتي، خاصة وأن العشرات من مسلحي «داعش» ظهروا فجأة رغم الحملة الأمنية الطويلة للبحث عنهم.
والي سوريا حيث قال ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في اشتباكات بحلب وإدلب بين فصائل سورية وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي تتهمها المعارضة بأنها أداة بيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 16 من مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية» الموالية للقاعدة قتلوا في اشتباكات داخل مدينة حلب وفي بلدات بريفها بينها الأتارب. وأضاف أن أربعين آخرين من مقاتليها أصيبوا في اشتباكات مع فصائل سورية في بلدات بمحافظة إدلب. وتمكنت الفصائل التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» من استعادة بلدات في محافظة إدلب, وتسعى إلى إنهاء سيطرة التنظيم على بلدات في حلب.
وبدأ القتال بين فصائل معارضة بينها الجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سوريا من جهة, وبين مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى إثر مقتل الطبيب حسين السليمان «أبو ريان» تحت التعذيب بعد احتجازه من قبل مقاتلي «الدولة الإسلامية».
وأثار قتل السليمان غضب الفصائل السورية المعارضة التي باتت تتهم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بخدمة أهداف النظام من خلال افتعال معارك جانبية معها.
وقال المرصد وناشطون إن قتالا بين الطرفين دار في أحياء داخل حلب وفي محيط بلدة الأتارب. كما حدثت اشتباكات في بلدات بريف إدلب بينها كفر تخاريم.
ووفقا للمرصد السوري, فإن تنظيم «الدولة الإسلامية» استقدم الجمعة تعزيزات من دوار قاضي عسكر إلى دوار جسر الحج بحلب للاشتباك مع «جيش المجاهدين» الذي تشكل حديثا.
وذكر المرصد أن عنصرا من «الدولة الإسلامية» قتل في الاشتباكات بمحيط بلدة الأتارب, بينما أكد ناشطون مقتل الصحفي السوري عامر حسيب الشون خلال تغطيته تلك الاشتباكات.
وأضاف المصدر ذاته أن اشتباكات مماثلة تدور في محيط بلدة مارع بريف حلب بين تنظيم «الدولة الإسلامية» والجبهة الإسلامية, مشيرا إلى أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين.
وخرجت أمس الاول مظاهرات في بلدات بحلب وإدلب ومناطق سورية أخرى للتنديد بقتل الطبيب حسين السليمان في جمعة حملت اسمه, وقال المركز الإعلامي السوري إن مقاتلي الجبهة أطلقوا النار على متظاهرين في بلدتي مارع وكفر تخاريم بإدلب.
وقد طالبت الجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سوريا مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» بمغادرة بلدة الأتارب وبلدات أخرى بريف محافظتي حلب وإدلب. وفي لقاء مع الجزيرة, شن قائد جبهة ثوار سوريا جمال معروف هجوما قويا على تنظيم «الدولة الإسلامية» قائلا إنها تعتدي منذ أكثر من شهر على قواته وعلى الجبهة الإسلامية وغيرها من الفصائل.
وقال معروف إن تنظيم «الدولة الإسلامية» تسبب في مقتل العديد من الضباط المنشقين عن النظام.
من جهته, قال رئيس الهيئة السياسية بالجبهة الإسلامية حسان عبود إن على مسلحي «الدولة الإسلامية» أن يندمجوا في المجتمع, وأن يحذوا حذو جبهة النصرة في سبيل حقن الدماء. وفي بيان أصدرته قبل يومين, اتهمت الجبهة الإسلامية تنظيم «الدولة الإسلامية» باقتراف تجاوزات خطيرة تهدد الثورة. وفي الأثناء، قال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد: «آن الأوان لأن تعود داعش أدراجها إلى معاقلها الأساسية المتمثلة بالأفرع الأمنية لبشار الأسد، والتي أشرفت على صناعتها ومحاولة دسها بين صفوف الثورة».
واعتبر المقداد أنه: «من غير المنطق الظن بأن محاربة داعش يعني أنه انحراف عن مسار الثورة، أو أنه ضرب من ضروب الاستنزاف الذاتي للمقاتلين، لأن داعش هي جزء من نظام الأسد والنظام جزء من داعش، ولم تكن يوماً أحد مكونات الثورة السورية».
وأضاف: « داعش طعنة غرسها النظام في ظهر الثورة، وغابت عن جميع المعارك الحقيقية التي خاضها الجيش الحر بالتعاون مع الكتائب القتالية الأخرى ضد عصابات الأسد.»
كما اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، عبد الباسط سيدا « أن داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وميليشيا حزب الله الإرهابي أدوات بيد نظام الأسد يسخرها من أجل الحفاظ على بقائه بالتنسيق مع إيران»، طبقاً للائتلاف الوطني.
في الأثناء، أكد مراسلون سيطرة مقاتلي المعارضة بالكامل أمس الاول على المشفى الوطني في مدينة جاسم بريف درعا.
وسيطرت المعارضة على المشفى ومحيطه بعد تفجيرات واشتباكات قتل فيها ما يصل إلى مائة من الجنود النظاميين وفق ناشطين, فضلا عن عدد غير محدد من مقاتلي المعارضة.
واندلعت السبت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في جبل عزان بريف حلب وفقا للمرصد السوري.
وقتل امس شخصان برصاص قناصين في حي القدم بدمشق وحي الوعر بحمص وفق المرصد السوري, في حين تحدثت شبكة شام عن قصف عنيف لحي التضامن بالتزامن مع اشتباكات بمحيطه.
بدورها, قالت شبكة «سوريا-مباشر» إن مقاتلي المعارضة فجروا خط الغاز الواصل إلى محطة تشرين الحرارية الكهربائية بريف دمشق.
وقالت وكالة سانا الرسمية إن «إرهابيين» استهدفوا خط الغاز في منطقة البيطرية بريف دمشق ما أدى إلى نشوب حريق وانقطاع الكهرباء عن المنطقة الجنوبية. وفي ريف حمص، قال ناشطون إن حرائق اندلعت داخل شركة للغاز قرب قرية الزارة.