الاراضي المحتلة – «وكالات»: أدانت الرئاسة الفلسطينية قرار إسرائيل يوم الجمعة بناء 1800 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية, واعتبرت القرار دليلا على استمرار «التعنت الإسرائيلي» في تعطيل الجهود الأمريكية التي تسعى إلى الدفع من أجل عقد اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات, أن العطاءات الإسرائيلية الجديدة للبناء الاستيطاني تشكل «لطمة قوية» لجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وللمجتمع الدولي. وفي بيان صحافي قال عريقات إن الحكومة الإسرائيلية تؤكد أن خيارها أولا وأخيرا هو المستوطنات والإملاءات وليس السلام والمفاوضات, وشدد على «ضرورة التوقف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون».
من جانبه قال السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور ان السنة الجديدة بدأت مع إعلان اسرائيلي جديد لبناء مزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة داعيا مجلس الأمن الى إرسال رسالة واضحة وحازمة تبين ان هذه الأنشطة من شأنها أن تؤدي الى انهيار محادثات السلام.
وقال السفير منصور في رسالة بعث بها الى رئيس مجلس الامن مساء امس الاول انه على الرغم من الآمال المعقودة على هذه السنة الجديدة والتي من شأنها أن تجلب السلام الذي طال انتظاره فان الحكومة الإسرائيلية عازمة على بناء مئات من الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنات في القدس الشرقية وأماكن أخرى من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد ان الوقت حان بالنسبة لجميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن للوقوف بوجه مثل هذه القرارات بوضوح وحزم قائلا انه يجب أن تستند هذه الاستجابة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة واعتبار ما تقوم به اسرائيل «أنشطة استيطان غير شرعي».
وطالب مجلس الامن بان «يرسل رسالة واضحة إلى إسرائيل تؤكد ان هذه الأنشطة الاستيطانية غير شرعية ويجب أن تتوقف والا ستكون هناك عقوبات على اسرائيل لسعيها المستمر للقيام بمثل هذه الإجراءات غير القانونية بما يهدد السلام ويؤدي إلى انهيار جهود السلام وانتهاء مشروع حل الدولتين» وكانت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية أصدرت يوم الجمعة عطاءات لتسويق 1800 وحدة سكنية جديدة في شرق القدس ومناطق في الضفة الغربية.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الحكومة الإسرائيلية كانت أعلنت عن نيتها إصدار هذه العطاءات بالتزامن مع الإفراج عن الدفعة الثالثة من السجناء الأمنيين الفلسطينيين في 31 ديسمبر الماضي، إلا أنها قررت تأجيل هذه الخطوة إلى ما بعد زيارة كيري للمنطقة التي انتهت الاثنين الماضي.
وفي وقت سابق قال متحدث باسم منظمة «ليو أميحاي» غير الحكومية لوكالة الصحافة الفرنسية إن وزارة الإسكان نشرت خططا لبناء 1076 وحدة سكنية بالقدس و801 وحدة بالضفة. وأوضح أن عددا من هذه المساكن ستبنى بمستوطنتي إفرات وأرييل بالضفة وفي أحياء رامات شلومو وراموت وبيسغات زئيف بالقدس الشرقية. وكان كيري قد أنهى يوم الاثنين الماضي جولته العاشرة في المنطقة, والتي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن والسعودية، وذلك منذ مارس الماضي عندما شرع في جهوده لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين التي استؤنفت نهاية يوليو الماضي. في غضون ذلك، أكدت الولايات المتحدة يوم الجمعة أن المستوطنات غير شرعية, وأن هذه الخطوة لا تساعد على تحقيق تقدم في عملية السلام.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر ساكي إلى أنه ليس من المفيد على الإطلاق اتخاذ خطوات لا تساعد في عملية السلام, لكنها شددت على أن الطرفين لا يزالان ملتزمين بمناقشة الإطار والتحرك إلى الأمام.