
عواصم – «وكالات»: احتضنت العاصمة الفرنسية باريس امس اجتماعا جديدا لأصدقاء الشعب السوري ركزعلى بحث استعدادات مؤتمر جنيف2 في وقت لم تحسم فيه بعد المعارضة السورية موقفها من المشاركة في هذا المؤتمر.
وشارك في هذا اللقاء الوزاري رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا وكل من وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس، بالإضافة إلى بقية وزراء المجموعة المكونة من 11 دولة وهي إلى جانب الولايات المتحدة، وفرنسا، بريطانيا، وألمانيا وإيطاليا، وتركيا، والسعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن.
وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان ان «الاجتماع سيكون فرصة لتأكيد دعمنا الكامل للائتلاف الوطني السوري مع قرب انعقاد مؤتمر جنيف2 لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري في تشكيل هيئة رئاسية انتقالية مع سلطات تنفيذية كاملة وهو الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف2».
وتناول الاجتماع بحث سبل تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للائتلاف الوطني والشعب السوري خصوصا في المناطق المحررة في ظل تفاقم الازمة الانسانية مع مواصلة حملة القمع من جانب قوات النظام السوري. وكانت اجتماعات مجموعة أصدقاء الشعب السوري على مستوى السفراء في باريس قد توصلت إلى وثيقة سميت بوثيقة باريس، تم عرضها امس على الاجتماع الوزاري للمجموعة.
وأفادت مصادر أن الوثيقة، التي وصفها الائتلاف بالمتقدمة جدا، تعطي ضمانات جزئية للمعارضة لحضها على المشاركة في مؤتمر السلام.
كما تنص الوثيقة على بحث موضوع انتقال السلطة في سوريا والجرائم المرتكبة والإشارة إلى معاقبة مرتكبيها.
الي ذلك قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف سيجتمع في باريس مع الجربا إضافة إلى كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس والمبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي في إطار السعي لتعزيز جهود السلام في سوريا.
وكان دبلوماسيون أميركيون أعلنوا الجمعة أن الولايات المتحدة تأمل إقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر جنيف2 بشأن الأزمة السورية المقرر انعقاده أواخر الشهر الجاري بسويسرا.
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بأن «هناك أشخاصا في كل أنحاء العالم يبذلون كل جهودهم لحمل المعارضين السوريين على اعتماد موقف موحد» في سويسرا.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف2 هو تطبيق البيان المشترك الصادر في مؤتمر جنيف1 -الذي عقد عام 2012- وينص على تشكيل حكومة انتقالية سورية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة. وجاءت تصريحات بان ردا على تصريحات لمسؤولين بالنظام السوري تقول إن هدف المؤتمر هو «مكافحة الإرهاب».
يأتي ذلك بينما طالب المشاركون في لقاء تشاوري للمعارضة السورية اختتم أمس الاول في قرطبة بإسبانيا بتوحيد مواقف سائر مكونات المعارضة، ومواجهة ما وصفت بالأخطاء التي أخرت انتصار الثورة. وأكدت جماعات المعارضة السورية في إعلان أصدرته في ختام اللقاء، أن حلا سياسيا يجب أن يتضمن وضع نهاية لنظام الرئيس الأسد وتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطة كاملة.
وصدر الإعلان من جانب نحو 150 من ممثلي المجموعات المعارضة في ختام الاجتماع الذي استمر يومين في جنوب إسبانيا.
وأضاف الإعلان أن موقف المعارضة مع اقتراب مؤتمر جنيف2 المقرر أواخر الشهر الجاري، هو أن «الأعضاء الحاليين في النظام لا يمكن أن يلعبوا أي دور لا في الحكومة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا». ولم يحسم الائتلاف السوري الذي يشهد انقسامات عميقة أمر المشاركة وأرجأ إلى 17 يناير قراره في هذا الشأن. في سياق متصل، لم يستبعد إياد قدسي -نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة المعارضة لدمشق- مشاركة أعضاء الحكومة في مؤتمر جنيف2. وقال قدسي لوكالة الأنباء الألمانية «إن الحكومة الحالية برئاسة أحمد طعمة صورة مصغرة عن سوريا، لذلك لدينا خطة زيارات للدول الصديقة والشقيقة، ومن هنا أيضا لا أستبعد أن تشارك حكومتنا بطريقة ما في مؤتمر جنيف2».
وأضاف «هذا وارد لأن النظام سيشارك ممثلا بمسؤولين حكوميين في المؤتمر، أي إن مشاركة أعضاء في حكومتنا لا أعتقد أنها تتعارض مع مشاركة أعضاء الائتلاف». وقال قدسي «لدينا حاجة ملحة لإقناع الجميع أن البديل جاهز لنظام الأسد في حال انهياره». من جهة أخرى تقوم مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون هذا الأسبوع بجولة تشمل كلا من الإمارات والكويت والسعودية وسلطنة عمان وقطر.