
عواصم – «وكالات» : قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني امس الاول إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لإنهاء الحرب في سوريا، لكنها تبحث كل الخيارات.
ودعت الولايات المتحدة الامريكية امس المجتمع الدولي الى التحرك قدما والاستفادة من الوقت بشكل اكثر فعالية لكي يقدم حلا سياسيا للازمة السورية بينما تأخذ محادثات جنيف «عطلة».
وقال كارني في ايجاز صحافي «ان وجهة نظرنا لاتزال هي انه لا يمكن حل الصراع في سوريا عسكريا وان التسوية عبر التفاوض هو الطريق الوحيد وان مفاوضات جنيف هي طريقة يمكن تحقيقها في هذا الوقت» مشيرا الى انه لا شك في أنه لم يكن هناك قدر كبير من التقدم.
واكد كارني ان المجتمع الدولي يحتاج الى ان يعمل معا لدفع العملية قدما وتوفير قناة ديبلوماسية وقناة تفاوض أكثر انتاجية بحيث تقدم حلا يسمح لسوريا باحراز تقدم وحل الصراع العسكري والعنف حتى تكون هناك عملية انتقال سلمي في سوريا بعيدا عن الحرب الاهلية.
وذكر ان علينا الا ننسى ان العائق امام التقدم يبقى هو نظام الرئيس السوري بشار الاسد مشيرا الى ان المعارضة السورية حضرت الى محادثات جنيف وتصرفت بشكل ملائم في حين اوضح النظام انه يضع العراقيل امام احراز التقدم.
واوضح المتحدث «ليس هناك مراجعة جديدة للسياسة الأمريكية بشأن سوريا» مضيفا «علينا أن نلاحظ أنه عندما يتعلق الأمر بالحاجة الملحة للسماح بتوفير المساعدات الانسانية للشعب السوري فاننا نعمل مع الشركاء في مجلس الأمن للوصول الى قرار من شأنه احراز تقدم في هذه القضية في الوقت الذي ترفض روسيا والصين ذلك.
وقال «اذا كنت تعبر عن قلقك إزاء مصير الشعب السوري فان هناك طريقة واحدة لازالة القلق وهو عدم عرقلة التقدم في مجلس الأمن بشأن مشروع قرار يمكن ان يوفر المساعدة الانسانية للشعب السوري الذي هو في أمس الحاجة اليها».
واشار الى ان المسؤولين الامريكيين يدركون ان الوضع على الارض رهيب وان الشعب السوري لايزال يتعرض لهجوم مستمر من نظام الأسد.
واضاف «اننا نشعر بالألم لما نراه في سوريا والإحباط بشكل كبير بسبب العرقلة التي يقوم بها النظام السوري والنهج غير المفيد الذي اتخذته روسيا في مجلس الأمن عندما يتعلق الأمر بقرار حول المساعدات الإنسانية».
وتابع «ما تبقى هو الحالة التي نحن نبحث فيها عن سبيل لدفع السياسة التي تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة وتساعد سوريا على احراز تقدم نحو تسوية سياسية تفاوضية».
وقال ان «سياسة الولايات المتحدة تتمثل في أن مستقبل سوريا لا يمكن أن يشمل الأسد» موضحا ان القرار بهذا الشأن هو ما يتخذه الشعب السوري الذي عانى في السنوات القليلة الماضية على أيدي الأسد ونظامه الوحشي.
واكد ان «المخاوف تبقى بشأن وقوع الاسلحة في الايدي الخطأ مما يمكن أن يشكل تحديا أو تهديدا لمصالح أمننا القومي أو مصالح الأمن القومي لحلفائنا في المنطقة».
وجاء ذلك بعدما انفضت جولة ثانية من مفاوضات السلام السورية في جنيف2 بين النظام والمعارضة قبل أيام دون تحقيق تقدم. وتتزامن هذه التصريحات الأمريكية مع دعوة فرنسية لروسيا بالضغط على الرئيس بشار الأسد من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي الأزمة السورية، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية التي لم تقدم تفاصيل إضافية عن فحوى الاتصال.
وتبادل الطرفان في الأيام الماضية التهم بالمسؤولية عن فشل محادثات جنيف2، فقد اتهم كيري روسيا بتشجيع الأسد على «المزايدة» والبقاء في السلطة، وقال إن النظام السوري يمارس العرقلة، وإن كل ما قام به هو الاستمرار في إلقاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده.
وطالب كيري روسيا بأن تكون جزءا من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة والمساعدات على النظام السوري. في المقابل رفض لافروف اتهامات كيري، وقال إن بلاده فعلت كل ما وعدت به لحل هذه الأزمة.
من جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موسكو لاستخدام نفوذها والضغط على نظام الأسد بغرض إحراز تقدم في المفاوضات.
وقال «نطلب خصوصا من الروس، وهم بلد كبير، استخدام كل نفوذهم بحيث يتمكن هذا البلد «سوريا» -الذي يضطهده زعيمه وعائلته- من إحراز تقدم».
واتهم فابيوس -في حديث لإذاعة راديو كلاسيك ومحطة إل سي آي التلفزيونية- وفد النظام السوري بإفشال محادثات جنيف2 التي اختتمت جولتها الثانية خلال الأسبوع الماضي، واعتبر أن موسكو وافقت على أن مفاوضات جنيف تهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية، غير أن ذلك لم يتم.
وندد الوزير الفرنسي بتزويد موسكو النظام السوري بالأسلحة وبمشاركة حزب الله اللبناني بالمعارك في سوريا إلى جانب القوات النظامية، واعتبر أن الأسد ما كان ليقوم بما قام به لو لم يكن يحظى بدعم الإيرانيين والروس. وفي ظل هذه الوضعية أكد فابيوس أن الغرب لن «يخوض حربا عالمية في سوريا» لكنه في المقابل سيدعم «الرأي المعتدل المسؤول».
وفي الاثناء، قال الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس إن «الهيئة السياسية للائتلاف عقدت اجتماعها الثلاثاء في إسطنبول لتقييم مفاوضات جنيف الأخيرة وأهمية استمرار المعارضة في هذه المفاوضات من عدمه، إذا تمت الدعوة لها من جديد».
وأضاف جاموس في حديث هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية أن الاجتماع يتمحور حول تقييم مفاوضات جنيف ومعرفة نقاط القوة والضعف وتطوير آليات العمل في هذا الاتجاه ولا سيما المستجدات والمواقف الدولية التي أعقبته وركزت جميعها على أن النظام السوري هو من عطل مفاوضات جنيف.
وذكر جاموس أن الائتلاف سيدرس كل الخيارات المتاحة بما في ذلك تقوية الخيارات الميدانية في الداخل السوري والتحركات السياسية والدبلوماسية والتظاهر السلمي في العالم أجمع عبر الجالية السورية.