عواصم – «وكالات»: أكدت وكالات أنباء روسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف التقي امس بجنيف كلا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث العربي والأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، وذلك خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان.
ولم تورد الوكالات تفاصيل أخرى عن هذا اللقاء الذي يأتي بعد أيام قليلة من الإعلان رسميا عن فشل مفاوضات جنيف2. وكانت فرنسا قد طلبت من روسيا الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة بعد فشل الجولة الثانية من مؤتمر جنيف2 في تحقيق تقدم بهذا الاتجاه، في حين أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن بلاده لا تزال تعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لإنهاء الحرب في سوريا، لكنها تبحث كل الخيارات. واتهمت أطراف دولية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا النظام السوري بإفشال محادثات جنيف2، بينما اعتذر الإبراهيمي للشعب السوري عن فشل المفاوضات.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وقت سابق أن عدم إحراز أي تقدم في جنيف يدفع بلاده إلى إعادة النظر في خياراتها السياسية، مؤكدا أن الرئيس باراك أوباما طلب من إدارته التفكير في خيارات متعددة للتعامل مع الملف السوري.
وأدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موقف النظام السوري واتهمه بعرقلة كل تقدم نحو تشكيل حكومة انتقالية وتكثيف أعمال العنف بحق السكان المدنيين، وأشاد في المقابل بـ»شجاعة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وحس المسؤولية لديه عبر تبني موقف بناء طيلة المفاوضات».
فيما حمل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ نظام الرئيس الأسد مسؤولية فشل المفاوضات، وأضاف أن ما حدث يجب ألا يكون نهاية الطريق.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وقتها إلى أن الخطوة التالية بعد فشل جنيف2 هي التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي. وتحدث العربي عن خلاف كبير بين النظام السوري والمعارضة حيث يصمم «أحد الطرفين» على مناقشة مكافحة الإرهاب فقط، في إشارة إلى النظام السوري، بينما يطالب الطرف الثاني «المعارضة» بالعمل على إنشاء هيئة انتقالية تتولى حكم البلاد.
وشكل بيان جنيف1 أساس المفاوضات التي عقدت جلستها الأولى أواخر يناير الماضي، وتضمن بنودا عدة بينها ضرورة «وقف العنف بكل أشكاله» وتشكيل هيئة انتقالية بـ»صلاحيات كاملة».
ميدانيا قالت الهيئة العامة للثورة السورية امس ان المعارك الواقعة في مدينة «يبرود» في القلمون بريف دمشق اشتدت في يومها العشرين وشهدت استخدام اصناف مختلفة من الأسلحة الثقيلة.
واوضحت الهيئة في بيان صحافي ان مدينة «يبرود» تتعرض في الوقت الحاضر لقصف عنيف من جانب قوات النظام ومقاتلي «حزب الله» اللبناني.
واشارت الى ان عدد الذين قتلوا امس الاول في سوريا بلغ 59 مدنيا على الأقل معظمهم في حلب ودمشق وريفها وحمص جراء قصف نفذته قوات النظام بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة.
وذكرت الهيئة ان الاشتباكات عادت مجددا الى مخيم اليرموك القريب من دمشق بين قوات المعارضة السورية من جهة وقوات النظام مدعومة بقوات الجبهة الشعبية - القيادة العامة الفلسطينية من جهة اخرى.
ولفتت الى ان هذه الاشتباكات تعود وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين حول خرق هدنة المخيم ومبادرة انهاء الازمة فيه.
وقالت الامم المتحدة امس إن المعارك في اليرموك عطلت توزيع المساعدات على آلاف اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين. واندلعت الاشتباكات يوم الاحد في اليرموك التي فيها 20 ألف محاصر منذ أشهر في الحرب الاهلية السورية. وهم يعتمدون على المساعدات التي توزعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن سائق سيارة إسعاف قتل في قصف بالمورتر يوم الاحد وتحدث السكان عن انفجارات عدة. وألقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي تؤيد الرئيس السوري بشار الاسد اللوم في المعارك على جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا.
وقالت الجبهة الشعبية ان «جماعات ارهابية من جبهة النصرة» وإخوانهم «التكفيريين» تسللوا الى مخيم اليرموك يوم الاحد.
وقال كريس جونيس المتحدث باسم أونروا إن الوكالة التابعة للامم المتحدة لم تتمكن من توزيع حصص الطعام في اليرموك يوم الأحد ودعت كل أطراف الصراع إلى السماح فورا باستئناف عمليات توزيع المساعدات.
وقال «أونروا مازالت قلقة للغاية بشأن الموقف الإنساني البائس في اليرموك ومن أن زيادة التوترات واللجوء إلى القوة المسلحة عطلا جهودها لتخفيف محنة المدنيين.»
واليرموك من بين عدد من الأحياء المحاصرة في دمشق كما توجد أحياء محاصرة في مدن سورية أخرى. ويطوق أغلب هذه المناطق قوات الرئيس السوري التي تحاول التغلب على قوات المعارضة السورية وغالبيتهم من السنة أو على أقل تقدير تأليب المدنيين ضدهم.
لكن قوات المعارضة تحاصر بدورها بلدتين شيعيتين في محافظة حلب الشمالية. وينتمي الاسد الى الطائفة العلوية الشيعية.
وأمكن من خلال تطبيق وقف لإطلاق النار في اليرموك وأحياء أخرى في دمشق وأيضا في مدينة حمص بوسط البلاد السماح لبعض المدنيين بالخروج وإدخال كميات محدودة من الأغذية لكن هذه الاتفاقات هشة وفي بعض الأحوال استؤنف الحصار مرة اخرى.
وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي كل الأطراف بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية. على صعيد متصل اشتدت وتيرة المواجهات في محيط سجن مدينة حلب المركزي بين الثوار وقوات النظام المتحصنة بالسجن.
وفي الحسكة شمال شرق سوريا سيطر الثوار على مستودع للاسلحة والذخيرة في بلدة مركدة بعد ان طردت قوات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» منها.