عواصم – «وكالات» : قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية امس إن التفاوض بشأن تشكيل حكومة انتقالية تهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا يواجه عقبات وندد بموقف مجلس الأمن الدولي من الأزمة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة للتحضير للقمة العربية التي ستستضيفها الكويت في وقت لاحق الشهر الجاري.
وقال العربي «بكل أسف فإن فشل جولتي المفاوضات بين الحكومة «السورية» والمعارضة في جنيف يستدعي منا جميعا إعادة تقييم الموقف لأنه يبدو وأرجو أن أكون مخطئا.. يبدو أن فكرة التفاوض حول تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تعترضها الآن العديد من العقبات مما يدعو إلى القلق البالغ والأسف الشديد.»
واضاف «في الوقت الذي يقف فيه مجلس الامن عاجزا عن الاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذه المأساة.. وبالرغم من مرور ما يقرب من ثلاث سنوات فلم يصدر مجلس الأمن حتى الآن قرار يأمر بوقف اطلاق النار.»
وأجرت الحكومة السورية والائتلاف الوطني المعارض جولتين من المحادثات لم تسفرا عن نتائج في جنيف.
وتقول المعارضة والمبعوث الدولي للسلام في سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه يجب أن تعالج المفاوضات مسألة هيئة الحكم الانتقالي وهي عبارة يرى خصوم الأسد أن المقصود بها رحيله عن السلطة.
ميدانيا أعلنت قوات النظام السوري سيطرتها على بلدة الزارة الإستراتيجية بريف حمص الغربي، في حين اتهمها ناشطون بارتكاب مجزرة بحق العشرات من سكان البلدة لدى اقتحامها، في حين قصفت قوات الرئيس بشار الأسد مناطق بحمص وحماة وإدلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في يبرود بريف دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية فرضت سيطرتها على الزارة بريف تلكخ في حمص أمس الاول بعد قتال شرس بين تلك القوات النظامية وقوات المعارضة، وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن القوات قتلت وأسرت أعدادا كبيرة ممن وصفتهم بالإرهابيين.
وحسب القيادة العامة للجيش تعطي قوات النظام سيطرة على الطريق الدولي الذي يربط بين المنطقتين الوسطى والساحلية، في البلدة التي قالت إنها كانت معبرا رئيسيا «للمجموعات الإرهابية» القادمة من الأراضي اللبنانية.
في المقابل أفادت شبكة سوريا مباشر بأن قوات النظام ارتكبت ما وصفتها بالمجزرة بحق عشرات من أهالي بلدة الزارة عند اقتحامها.
وكان اتحاد تنسيقيات الثورة قالت إن قوات النظام قتلت أكثر من 20 شخصا بعد اقتحامها قرية الزارة بريف حمص.
وقد أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد مدعومة بمليشيا حزب الله اللبنانية في بلدة الزارة بريف حمص، مؤكدا أن «نظام الأسد قد أضاف اليوم جريمة جديدة إلى جرائمه في الزارة».
وحمل الائتلاف في بيان له السبت المجتمع الدولي مسؤولية تقاعسه في حماية المدنيين، رغم تحذيرات الائتلاف من وقوع المجزرة، معتبرا أن نظام الأسد “يستغل التلكؤ والتسويف على الصعيد الدولي من أجل الاستمرار في قتل المدنيين وتهجيرهم من مختلف بلدات ومدن سورية».
وجاءت سيطرة قوات الأسد على الزارة وسط قصف تشنه هذه القوات على مناطق متفرقة بالريف الحمصي منذ ساعات صباح أمس الاول، وأفادت مسار برس بمقتل طفلة جراء قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة حي القصور بحمص، كما سقط جرحى في قصف على مدينة تبليسة.
وحسب شبكة شام، شمل القصف أماكن أثرية في مدينة تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي، وبثت الشبكة صورا تظهر تصاعد الدخان من منطقة الأعمدة الرومانية في تدمر.
وفي حماة استهدف قصف مدفعي وصاروخي من المطار العسكري قرى وبلدات ريف حماة الشمالي.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في الحي الجنوبي لمورك بريف حماة، وأفادت المؤسسة الإعلامية بحماة بأن الجيش الحر دمر دبابة للنظام وأسر خمسة عناصر للنظام قرب مورك بريف حماة لدى محاولة القوات النظامية السيطرة على مورك.
في منحى آخر، أفاد ناشطون بأن معارك عنيفة تدور بين قوات المعارضة المسلحة والقوات النظامية في مزارع ريما ومناطق مختلفة في يبرود بريف دمشق، أسفرت عن مقتل عدد من جنود النظام وقادة بقوات حزب الله اللبناني.
وأضاف الناشطون أن قوات النظام تحاول السيطرة على منطقة فليطة لقطع الطريق على قوات المعارضة في يبرود.
وتشن قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله وأخرى عراقية منذ نحو شهر عملية عسكرية لاسترجاع يبرود من يد الثوار، وهي المنطقة الإستراتيجية في القلمون، وكانت أعلنت قبل يومين أنها تقدمت في بلدة السحل وكذلك في مزارع ريما. وقد شيع حزب الله في مناطق مختلفة من لبنان ستة من مقاتليه سقطوا أثناء مشاركتهم في المعارك داخل سوريا حيث كانوا يقاتلون إلى جانب النظام السوري.