عواصم – «وكالات» : استؤنفت فى فيينا امس جولة جديدة من المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة «5+1» في محاولة للتوصل الى اتفاق نووي شامل بشأن البرنامج النووي الايراني بحلول نهاية يوليو المقبل.
وبالامس قال دبلوماسي غربي إن إيران والقوى العالمية الست ستبدأ جولة جديدة من المفاوضات في فيينا يوم 13 مايو في مسعى للتوصل إلى اتفاق طويل المدى يقيد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف للعقوبات.
ويترأس المفاوضات عن الجانب الايراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف فيما يترأسها عن جانب مجموعة «5+1» مساعدة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي هيلغا شميت.
وشهد اليوم الاول من المفاوضات يوم امس الاول سلسلة من الاجتماعات المكثفة بين ظريف والممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وممثلي الدول الست الكبرى التي تتفاوض مع طهران اضافة الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واتسمت تصريحات الجانبين الايراني ومجموعة «5+1» بتفاؤل حذر ازاء النتائج المرجوة من وراء اجتماعات فيينا حيث لمح وزير الخارجية الايراني الى امكانية التوصل الى صياغة مسودة الاتفاق النووي الشامل مع الدول الست الكبرى خلال اسابيع بعد الانتهاء من اجتماعات فيينا.
من جانبه قال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ان محادثات اليوم الاول كانت تفصيلية وجوهرية مؤكدا ان هذه المفاوضات ترمي الى تحقيق تقدم في المفاوضات حول النقاط الخلافية في البرنامج النووي الايراني.
واكد مان "ان الجميع يعملون بشكل جيد ووثيق فيما بينهم لتحقيق تقدم في المحادثات " مشددا على ضرورة التوصل الى اتفاق نووي نهائي من خلال معالجة كل القضايا العالقة.
من جانبه اعلن عراقجي الليلة قبل الماضية انه تم تشكيل اللجنة المشتركة الاولى بين الدول الست الكبرى وايران حيث اجتمعت امس لبحث بقية العراقيل الموجودة التي تحول دون تطبيق اتفاق جنيف.
ويرى العديد من المراقبين ان اجواء الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة «5 +1» كانت افضل من الجولتين الماضيتين وذلك في ظل رغبة الاطراف المعنية في احراز تقدم نهائي لتسوية القضايا العالقة في البرنامج النووي الايراني.
وفي الوقت الذي تؤكد ايران سلمية برنامجها النووي وترفض التخلي عن عمليات التخصيب او تجميد محطتها النووية في «اراك» الا ان الطرف الاخر يطالب ايران بان تقرن اقوالها بالافعال من خلال تفكيك أو تخزين أكثر من 20 الف جهاز للطرد المركزي لاثراء اليورانيوم واستبدال الماء الثقيل الذي يسهل توليد البلوتونيوم الذي يدخل في صناعة الاسلحة النووية بالماء الخفيف حتى يتسنى النظر في رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وكانت ايران ومجموعة «5+1» توصلت في نوفمبر الماضي الى اتفاق مرحلي يفسح المجال للطرفين للتفاوض على اتفاق نهائي شامل يضمن سلمية البرنامج النووى الايراني مقابل الشروع في تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران
وعلي صعيد متصل نسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الزعيم الروحي للبلاد قوله امس إن على إيران مواصلة المحادثات مع القوى العالمية من أجل إنهاء الخلاف النووي المستمر منذ فترة طويلة ولكن دون التنازل عن أي مكاسب تحققت من البرنامج النووي. وأضاف آية الله علي خامنئي في تصريحات أدلى بها أمام علماء نوويين في طهران أن على المفاوضين النوويين الإيرانيين عدم الرضوخ لأي قضايا "تفرض عليهم".
وتابع أن واشنطن تعلم جيدا أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.
من جانبه قال يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس إن إيران تتعاون مع المفتشين النوويين التابعين للامم المتحدة الذين يسعون للحصول على اجابات بشأن صواعق يمكن ان تستخدم في تفجير شحنة نووية في اطار تحقيق أوسع في أنشطة طهران. ووافقت ايران في أواخر العام الماضي على دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواقع تتعلق بأنشطتها النووية وتقديم مزيد من المعلومات بشأن برنامجها النووي الذي تقول انه مخصص للاغراض السلمية. وبموجب اتفاق الاطار وافقت ايران على بدء المساعي لتبديد شكوك بأنها ربما تعمل على تصميم سلاح نووي في انفراجة محتملة في تحقيق متعثر منذ فترة طويلة في أبحاث يشتبه أنها تهدف لصنع قنبلة.
وبحلول منتصف مايو يفترض أن تقدم إيران معلومات إلى الوكالة الدولية بشان احتياجاتها أو طلبها تطوير ما يطلق عليه صواعق التفجير.
ولهذه الصواعق بعض الاستخدامات غير النووية لكنها يمكن ان تساعد في تنفيذ تفجير نووي.
وعندما سئل أمانو بشأن تنفيذ الاتفاق رد بقوله "نعمل على ذلك وهم متعاونون."
وقال لرويترز اثناء ندوة في أوسلو "موظفونا في إدارة السلامة يجرون اتصالات عن قرب معهم."
وقال أمانو أيضا "ان ايران تنفذ الاتفاق النووي المؤقت الذي تم التوصل اليه في العام الماضي مع القوى العالمية الست حسب الخطة."
وتلعب الوكالة دورا محوريا في التحقق من أن إيران ملتزمة ببنود الاتفاق الذي أبرم في 24 نوفمبر ووافقت طهران بموجبه على خفض أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات.
وقال أمانو "يمكنني أن أقول لكم ان هذه الإجراءات «في الاتفاق مع القوى الست» يجري تنفيذها وفقا للخطة."
وتصدر الوكالة التابعة للأمم المتحدة تحديثا شهريا يعرض على أعضاء الوكالة بشأن تنفيذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 20 يناير ويهدف إلى إتاحة وقت للمفاوضات بشأن تسوية نهائية للنزاع المستمر منذ عشرة أعوام بشأن نشاط إيران النووي. ومن المتوقع صدور التحديث التالي يوم 20 إبريل نيسان.
وقال أمانو "مشكلة ايران هي التأكيد على أن الانشطة المعلنة والمواد تقتصر على الاستخدام السلمي."