عواصم – «وكالات»: قالت رئيسة البعثة الدولية التي تشرف على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية سيجريد كاج يوم السبت إن سوريا أرسلت إلى الخارج أو دمرت ما يقرب من 80 في المئة من مواد الأسلحة الكيماوية التي أعلنتها.
وقالت كاج المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنه إذا استمر العمل بهذه الوتيرة فإن سوريا ستتمكن من تسليم جميع المواد الكيماوية المعلنة بحلول الموعد النهائي لتسليمها في 27 أبريل.
وكان المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ذكر الأسبوع الماضي أن سوريا قدمت قائمة «أكثر تفصيلا» بأسلحتها الكيميائية إلى المنظمة بعدما أفاد مفتشون على الأرض بوجود اختلاف في البيانات الموجودة عند الجانبين.
كما أكد مايكل لوهان تقديم قائمة خضعت للمراجعة، وأضاف أنه «بالنسبة لبعض المخزون كانت تقديرات تقريبية للكميات قد قدمت، والآن حلت محلها كميات محددة» لكنه شدد على أن القائمة التي خضعت للمراجعة لا تشمل أي مواد كيميائية جديدة.
وأضاف أن الأضواء سلطت على الكميات المحددة بعدما زار مفتشون المواقع ووضعوا قائمة مفصلة وجهزوا المواد لنقلها إلى مدينة اللاذقية الساحلية، ولم يتسن للمسؤولين تقديم تفاصيل محددة بشأن الاختلافات بين الأرقام التقديرية والأرقام المأخوذة من الواقع.
ولم تعلن سوريا تفاصيل القائمة المحددة للمواد الكيميائية، لكن مسؤولين قالوا إنها تشمل أكثر من خمسمائة طن متري من الأسلحة الكيميائية الشديدة السمية مثل غاز الخردل ومواد أساسية لتصنيع غاز السارين السام، بالإضافة إلى أكثر من سبعمائة طن متري من المواد الكيميائية الصناعية.
واتفق الرئيس السوري بشار الأسد مع الولايات المتحدة وروسيا على التخلص من الأسلحة الكيماوية -وهي ترسانة لم تعترف دمشق رسميا بوجودها قط- بعد مقتل مئات السوريين في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق في أغسطس.
وقالت واشنطن وحلفاؤها الغربيون إن قوات الأسد هي التي شنت هذا الهجوم في أسوأ هجوم بالأسلحة الكيماوية في 25 عاما. وتتهم دمشق مقاتلي المعارضة بشن الهجوم.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» إن فرنسا تملك بعض العناصر التي تفيد عن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ولكن من دون أن تملك أدلة على هذا الأمر.
وأضاف: «ما أعلمه أن هذا النظام أظهر الوسائل المخيفة التي يستطيع استخدامها وفي الوقت نفسه رفض أي انتقال سياسي».
وتابع الرئيس الفرنسي في المقابلة: «فرنسا تسعى إلى أن تستعيد سوريا الحرية والديمقراطية.. أردنا أن يجري تدمير الأسلحة الكيماوية ونبذل كل ما هو ممكن للسماح بإجراء مفاوضات لإفساح المجال أمام انتقال سياسي».
وعلي صعيد منفصل أفاد المركز الإعلامي في القلمون بأن قوات الأسد وبعد استكمالها السيطرة على خط يبرود-رنكوس تحاول فتح طريق عسكري من مستودعات دنحا باتجاه بلدة النبي شيت اللبنانية.
وتهدف هذه الخطوة لتأمين الأسلحة النوعية الموجودة داخل تلك المستودعات باتجاه معقل حزب الله اللبناني عبر حرف وادي الهوى الموجود على أطراف قرية طفيل اللبنانية.
وعلي صعيد منفصل زار الرئيس السوري بشار الاسد لمناسبة عيد الفصح امس بلدة معلولا المسيحية في شمال دمشق والتي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل نحو اسبوع، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي.
وبث التلفزيون خبرا في اسفل شاشته قال فيه «في يوم قيامة السيد المسيح ومن قلب معلولا، الرئيس الاسد يتمنى فصحا مباركا لجميع السوريين وعودة السلام والامن والمحبة الى ربوع سورية كافة»، من دون ان يبث مشاهد عن الزيارة.
واضافت القناة ان «الرئيس الاسد تفقد دير مار سركيس وباخوس واطلع على اثار الخراب والتدمير الذي لحق بالدير على يد الارهابيين». وهذا الدير الذي شيد في نهاية القرن الخامس هو احد الاقدم في الشرق الاوسط.
ونشرت على صفحة الرئاسة السورية على موقع فيسبوك صورة للاسد الى جانب رجل دين مسيحي يحمل بين يديه ايقونة للسيد المسيح والعذراء مريم اصيبت باضرار. والاثنين، تمكن الجيش السوري النظامي ومقاتلو حزب الله اللبناني من استعادة السيطرة على هذه البلدة المسيحية في شمال دمشق.
وكان مسلحون من جبهة النصرة الاسلامية التي تعتبر فرع القاعدة في سوريا سيطروا على معلولا في بداية ديسمبر وخطفوا 13 راهبة تم الافراج عنهن في مارس في اطار عملية تبادل مع مقاتلين معارضين معتقلين لدى النظام.
وفي مارس 2012، تفقد الرئيس السوري حي بابا عمرو الذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة في مدينة حمص «وسط» بعد سقوطه في ايدي القوات النظامية. وفي اغسطس الفائت زار الاسد بلدة داريا في ريف دمشق.
واعتبر الاسد في 13 ابريل ان الازمة المستمرة منذ ثلاثة اعوام في سوريا دخلت في «مرحلة انعطاف» لصالح النظام، وذلك بعدما تعرض مقاتلو المعارضة السورية في الاسابيع الاخيرة لهزائم عسكرية وخصوصا في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان.
ميدانيا أكد ناشطون سوريون أن الجيش السوري الحر قتل ثلاثين عنصرا من القوات النظامية أثناء محاولتهم -مدعومين بعناصر من مليشيات عراقية- اقتحام مدينة مورك بريف حماة، بينما قالت وكالة مسار برس إن قوات المعارضة تمكنت من قتل ثمانية عناصر من قوات النظام في كمين قرب بلدة تل بزام بريف حماة الشمالي.
وذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي قصف قرية القسطل في ريف حماة، بينما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي طريق حلب بحماة، كما استهدفت قواته المتمركزة في دير محردة بالمدفعية قرية لحايا في ريف حماة.
وفي دمشق، أفادت وكالة مسار برس بأن قوات المعارضة قتلت عنصرين من حزب الله اللبناني خلال الاشتباكات في محيط بلدة البلالية بريف دمشق، بينما تحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى جراء سقوط ثلاث قذائف هاون على مخيم فلسطين بدمشق.
وأكدت شبكة شام سقوط جرحى جراء إطلاق ثماني قذائف هاون على حي منطقة الدويلعة بدمشق، كما قال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ حرف هريرة في وادي بردى بريف دمشق.
وفي حلب، قال اتحاد التنسيقيات إن الجيش الحر نفذ عملية نوعية داخل ثكنة هنانو بحلب وسط اشتباكات هي الأعنف داخل هذه الثكنة، في حين قتل شخصان جراء قصف ببرميلين متفجرين على حي قاضي عسكر بحلب.
وتحدث ناشطون عن مقتل عنصرين من قوات النظام وجرح ثلاثة آخرين خلال اشتباكات مع مقاتلي «غرفة عمليات أهل الشام» قرب دوار السبع بحرات في حلب، بعد أن حاولت قوات النظام اقتحام المنطقة فتصدى لها مقاتلو الكتائب.
وأفادت شبكة شام بسقوط صاروخ أرض-أرض على أطراف بلدة بسراطون في ريف حلب، وبقصف قوات النظام قرية كدار بريف حلب الجنوبي بالمدفعية.
من جهة أخرى، قال بيان موقع من مدير الكهرباء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بحلب، إنه تم فصل كامل للكهرباء عن جميع مناطق محافظة حلب حتى وقف القصف الجوي على المدينة وريفها، وذلك بتفويض من الفصائل العسكرية الثورية والهيئة الشرعية في حلب.
وأشار البيان إلى إمكانية التوسع في هذا الإجراء ليشمل قطع الكهرباء عن العاصمة دمشق ومناطق الساحل إذا لم يتم تنفيذ شروط حددها البيان، ومنها وقف القصف الجوي على المدنيين في كامل محافظة حلب، وفك الحصار عن المدن المحاصرة، ووقف النظام استهداف محطات الكهرباء في المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقد بث ناشطون صورا لوزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أسعد المصطفى مع عدد من الضباط بحلب في جولة ميدانية على عدد من المواقع قرب خطوط المواجهة بين قوات النظام والمعارضة.
وأجرى الوزير لقاءات مع مقاتلين من فصائل المعارضة, وعقد اجتماعا مع أعضاء المجلس العسكري وغرفة العمليات في حلب للاطلاع على أحوال المعارك والاحتياجات اللازمة لها.
وفي حمص، قال ناشطون إن قوات النظام خسرت عدداً آخر من عناصرها حيث قتل وجرح عشرات منهم ظهر السبت جراء انفجار سيارة مفخخة في حي جب الجندلي.
وأضاف الناشطون أن أحد مقاتلي جبهة النصرة فجر سيارة مفخخة بحاجز تابع للفرقة الرابعة داخل الحي، وتبعت ذلك اشتباكات عنيفة سيطر خلالها عناصر جبهة النصرة ومقاتلو الجيش الحر على أجزاء من الحي، وانسحبت على إثرها قوات النظام إلى حي الزهراء الخاضع لسيطرتها.
وذكرت وكالة مسار برس أن قتيلين وعددا من الجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام حي الوعر في حمص بقذائف الهاون، كما دمر الثوار دبابة خلال الاشتباكات على مدخل الجزيرة السابعة في نفس الحي، بينما أكد ناشطون مقتل أربعة أشخاص جراء انفجار سيارة ملغمة في طريق زيْدَل شرقي مدينة حمص.
وقالت شبكة شام إن قصفا نفذته قوات النظام العنيف على مدينة تلبيسة بريف حمص أدى إلى وقوع جرحى، كما قصفت هذه القوات بالمدفعية عدة قرى في محيط مدينة الحولة في نفس الريف.
وفي درعا، تحدثت وكالة مسار برس عن أن قوات المعارضة دمرت دبابة وقتلت طاقمها خلال الاشتباكات في بلدة النعيمة بريف درعا، في حين أكدت شبكة شام أن قوات النظام قصفت بالهاون الحي الشرقي لمدينة بصرى الشام في ريف درعا.