عواصم – «وكالات»: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس إنه ما زال مهتما بتمديد محادثات السلام مع إسرائيل بعد أن علقتها إسرائيل بسبب إعلان مصالحة وقعه عباس مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الأسبوع الماضي.
وكان عباس يتحدث أمام اجتماع لكبار القادة في منظمة التحرير الفلسطينية مدته يومان لتقييم الاستراتيجية الفلسطينية من أجل إقامة دولة بعد أن بدأت المحادثات التي تجري بوساطة أمريكية تنهار الشهر الحالي.
وبحث المجلس المركزي الفلسطيني امس العديد من الملفات في مقدمتها المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وتعثرها والخيارات الفلسطينية المتاحة حول هذا الخصوص.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل ابو يوسف لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان الاجتماع الذي يستمر حتى اليوم الاحد سيخرج بقرارات هامة على مستوى القيادة الفلسطينية.
واوضح انه سيتم بحث العقوبات التي فرضتها اسرائيل على الفلسطينيين في اعقاب اتفاق المصالحة الذي وقعته حركتا «فتح» و«حماس» بالاضافة الى مناقشة طلب فلسطين الانضمام الى معاهدات في الامم المتحدة.
ويأتي هذا الاجتماع بعد ايام من الاعلان عن التوصل الى اتفاق ينهي الانقسام وقبيل ايام من انتهاء المدة المحددة للمفاوضات مع اسرائيل في 29 من ابريل الجاري.
يذكر ان المجلس المركزي يعتبر حلقة وصل بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية كما يعمل على اتخاذ القرارات في حال تعذر اجتماع المجلس الوطني
وعلي صعيد ذا صلة قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» إن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله قدم استقالته يوم الجمعة في خطوة قد تمهد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة تم الاتفاق بشأنها بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس.
وعلقت إسرائيل يوم الخميس محادثات السلام مع الفلسطينيين قائلة إنها لا تستطيع التفاوض مع إدارة تتوافق مع جماعة متشددة تتعهد بتدمير إسرائيل.
ونسبت الوكالة إلى الحمد الله قوله في الاستقالة «حرصا على إتمام عملية المصالحة فإنني أضع استقالتي والحكومة بين يدي فخامتكم متى شئتم.»
وكان الحمد الله الذي يقتصر دوره على الحكم المحلي قدم استقالته في العام الماضي خلال نزاع على سلطاته ولكنه عاد عن الاستقالة بعدها بوقت قصير.
وتتضمن المصالحة التي تم الاتفاق عليها بين حماس ومنظمة التحرير التوافق على تشكيل حكومة توافقية خلال خمسة أسابيع وإجراء انتخابات بعدها بستة شهور على الأقل.
ولم تجر انتخابات عامة في المناطق الفلسطينية منذ أن فازت حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006. وفي العام التالي وقعت مواجهة مسلحة بين حماس وحركة فتح تمكنت على إثرها حماس من السيطرة على قطاع غزة.
وفي وجود فراغ سياسي في السلطة الفلسطينية عين عباس الحمد الله وسلفه سلام فياض على رأس حكومة فلسطينية في الضفة الغربية بينما أبقت حماس على رئيس وزرائها إسماعيل هنية في القطاع.
من جانبها قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إن جهود إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين توقفت ولكن دون إقرار بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيخفق في الوفاء بموعد 29 إبريل المحدد لإبرام اتفاق إطار للسلام.
وبدا على مدى شهور أن المحادثات بين الفلسطينيين وإسرائيل لا تحرز أي تقدم.
وسعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى إلقاء المسؤولية على كاهل الفلسطينيين والإسرائيليين كي يقرروا ما إذا كانوا سيتوصلون إلى وسيلة لمواصلة المفاوضات التي قادها كيري وكرس لها كثيرا من وقته وأسفاره.
وقالت للصحفيين «هذه لحظة انتقالية وهي جزء من عملية. نحن في حالة ترقب حيث يحتاج الطرفان أن يفكرا في الخطوة المقبلة... اعتقدنا على الدوام أنه يمكن أن تكون هناك نقطة نحتاج فيها للتوقف ويحتاج فيها الطرفان أن يدرسا ما هو ممكن. ومن الواضح أننا وصلنا إلى هذه النقطة الآن.»
واضافت «ربما يظل بالطبع على اتصال معهم والأمر كذلك بالنسبة لفريقنا التفاوضي.» وأشارت إلى أن كيري تحدث أمس إلى رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس كل على حدة.
وتابعت قائلة في تصريحها الصحفي اليومي «ولكن فيما يتعلق بما يتوجب عمله الآن.. نعم.. بالطبع نحن عند نقطة يحتاج فيها الطرفان ليقررا الخطوة التالية. سنظل على تواصل معهما ولكن الأمر منوط بهما.»