عواصم- «وكالات» - قالت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية امس إن المرشح اليساري حمدين صباحي خالف ضوابط الدعاية الانتخابية عندما عقد مؤتمرا صحافيا يوم الأربعاء لإعلان برنامجه الانتخابي قبل بدء الحملة رسميا وإنها تبحث اتخاذ الإجراءت القانونية حيال المخالفة.
وقالت مصادر في اللجنة إن اللجنة عقدت اجتماعا يوم الأربعاء لبحث المخالفة.
وتبدأ الحملة الانتخابية رسميا اليوم الجمعة.
وقالت اللجنة في بيان صدر يوم الخميس إنها قررت «إخطار المرشح الرئاسي حمدين صباحي بأن قيامه بعقد مؤتمر صحافي قام فيه بشرح برنامجه الانتخابي يعد مخالفة صريحة لضوابط الدعاية الانتخابية.»
وأضاف البيان «اللجنة ستنظر في اتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذه المخالفة.»
ومن بين العقوبات الممكنة على المخالفة فرض غرامة مالية.
ويخوض الانتخابات التي ستجرى يومي 26 و27 مايو بجانب صباحي القائد السابق للجيش عبد الفتاح السيسي الذي يتوقع على نطاق واسع فوزه بالانتخابات.
وعلي صعيد مصري منفصل أكد وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل ومستشارة الامن القومي للولايات المتحدة سوزان رايس التزام الولايات المتحدة بتعزيز التعاون الامني مع مصر لا سيما في مواجهة الارهاب.
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين لوزير الخارجية المصري نبيل فهمي فى واشنطن الليلة قبل الماضية مع المسؤولين الامريكيين.
وقال السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الامريكية «بنتاغون» جون كيربي في بيان امس ان «هيغل اكد التزام الولايات المتحدة بالمصالح الامنية المشتركة في المنطقة لتشمل مكافحة الارهاب وامن الحدود وامن سيناء».
واضاف ان «هيغل وفهمي بحثا الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط وعلاقة الدفاع المصرية الامريكية وسبل خلق توازن سليم بين الامن والحرية في مصر».
ولفت كيربي الى ان هيغل وفهمي ناقشا دور المعارضة في العملية الديمقراطية حيث دعا هيغل الوزير المصري الى «تشجيع المعارضة السلمية والافراج عن النشطاء والصحفيين الذين تم احتجازهم».
وطالب هيغل الحكومة المصرية «بالالتزام بالاجراءات القانونية القضائية وضمان اجراءات التقاضي السليمة لجميع المصريين وذلك بعد صدور احكام الاعدام الجماعية من قبل القضاء المصري».
وفي سياق متصل ناقش الوزير المصري مع مستشارة الامن القومي للولايات المتحدة سوزان رايس عملية التحول السياسي في مصر وقضايا الامن الاقليمي.
وذكر البيت الابيض في بيان امس ان «رايس اكدت التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على المصالح الامنية المشتركة مثل مكافحة الارهاب والحفاظ على الاستقرار الاقليمي».
وقال ان «رايس اعربت عن قلقها العميق ازاء التطورات الاخيرة في مصر بما في ذلك احكام الاعدام الجماعية التي صدرت هذا الاسبوع واستمرار احتجاز الصحفيين والناشطين والقيود المفروضة على حرية التعبير والتجمع».
واشار الى ان الولايات المتحدة تثمن علاقتها مع الشعب المصري وستستمر في دعم الانتقال الى الديموقراطية التي تحترم حقوقهم وتحقق الاستقرار والنجاح للحكومة المصرية.
ويأتي هذا الاجتماع بعد ان رفض ممثل الولايات المتحدة باتريك ليهي الذي يرأس لجنة فرعية في مجلس الشيوخ للاشراف على اعتمادات المساعدات الخارجية تمرير 650 مليون دولار من المساعدات العسكرية.
وقال ليهي في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء الماضي انه «ليس مستعدا للتوقيع على ايصال مساعدات اضافية للجيش المصري حتى يرى أدلة مقنعة بالتزام الحكومة بسيادة القانون»
وعلي صعيد منفصل أدان اتحاد علماء المسلمين بقيادة الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر قرار محكمة مصرية أحالة أوراق 683 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر للمفتي لاستطلاع رأيه في اعدامهم واصفا إياه بأنه يهدف للنيل من المعارضين السياسيين.
وقد تعرقل التصريحات الصادرة على موقع القرضاوي مساعي انهاء أزمة دبلوماسية سببها خلافات بشأن أمن وسياسة الخليج في أعقاب الإطاحة برئيس مصر الإسلامي محمد مرسي في 2013.
واعتبرت تصريحات وخطب دينية سابقة للقرضاوي ضد الحكومة المدعومة من الجيش المصري التي تشكلت بعد الإطاحة بمرسي سببا من أسباب الخلاف بين بعض دول الخليج بقيادة السعودية ودولة قطر أدى إلى سحب سفراء من الدوحة في تحرك كان الأول من نوعه.
أحيلت أوراق المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع «70 عاما» و682 من أنصار الجماعة للمفتي يوم الاثنين تمهيدا للحكم بإعدامهم في تشديد لحملة ملاحقة قد تؤدي إلى اندلاع مظاهرات قبل الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها هذا الشهر.
وجاء في بيان اتحاد علماء المسلمين الذي نشر في موقع القرضاوي على الانترنت « تلك الأحكام غير القائمة على أي تحقيقات نزيهة ولا أجواء سياسية مستقرة في ظل سلطة الانقلاب الحالية في مصر تحجب أي مصداقية عنها وتؤكد أنها بمثابة نيل من المعارضين.»
وعبرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهم من الأحكام.
لكن تصريحات اتحاد علماء المسلمين قد ينظر لها باعتبارها تدخلا جديدا في الشؤون المصرية في وقت يحاول فيه القرضاوي أن يخفف من حدة الانقسام بالقول إن كل الآراء المطروحة هي آراؤه الشخصية وليست آراء قطر.
وتدعم قطر جماعة الإخوان المسلمين وتأوي عددا من أنصارها. وحذت السعودية حذو مصر في إعلان الاخوان المسلمين جماعة إرهابية. وترفض أيديولجية الجماعة فكرة حكم العائلات الملكية الذي يهيمن على منطقة الخليج.
وتحركت دول الخليج الشهر الماضي لرأب الصدع بالاتفاق على سبل لتطبيق اتفاق أمني أبرم العام الماضي لكنها لم تحدد موعدا لعودة السفراء.
واعتقلت السلطات المصرية آلافا من أنصار الإخوان منذ أن أطاح الجيش بمرسي العام الماضي في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد حكمه.
واعتقل كثيرون لمشاركتهم في مظاهرات ضد الحكومة ووجهت لهم اتهامات مثل إثارة الشغب ومهاجمة الشرطة وتكدير السلم العام. وتقول الجماعة إنها ملتزمة بالمقاومة السلمية.
ووجهت لبديع تهم التحريض على العنف في أعقاب الإطاحة بمرسي في يوليو تموز الماضي. ويحاكم مرسي نفسه في عدد من التهم.
وقضت المحكمة أيضا باعدام 37 من أنصار الاخوان وبالسجن المؤبد على مئات غيرهم في قضية أخرى بالمنيا.
وقالت الحكومة المصرية إن أحكام الأعدام صدرت عن هيئة قضائية مستقلة كما قالت إن الأحكام هي خطوة أولى في عملية قانونية يمكن استئنافها.