عواصم – وكالات : قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ان بلاده ترتبط بعلاقات استراتيجية وأمنية مع الدول العربية خاصة دول الخليج. وثمن فهمي فى حوار مع احدى القنوات الفضائية المصرية بثته الليلة قبل الماضية موقف الدول العربية التي دعمت مصر عقب احداث 30 يونيو مؤكدا أن هذه الدول اتخذت المسار الصحيح لها.
واعتبر أن «الدول التي ساعدت مصر كانت تهدف الى ابعاد الخطر الذي يهدد موازين القوى بالمنطقة وردع تمدد النفوذ الارهابي ونشاطاته». وذكر أن جماعة الاخوان المسلمين لجأت الى العنف في الاونة الاخيرة وأن كثيرا من الدول اتفقت على ذلك معتبرا أن الدول التي لم تتفق على ذلك ينقصها الكثير من المعلومات. وأوضح أن الدولة المصرية تحاول بذل أقصى جهودها في تنمية واحترام حقوق الانسان» واذا حدث تجاوز فعليها تصحيح الخطأ» مؤكدا قناعته بأن مصر تعيش حالة من التحدي ومحاولات عديدة لافشال العملية الديمقراطية. وعن العلاقات المصرية - الأمريكية قال فهمي ان العلاقة بين البلدين علاقة مصالح متبادلة موضحا أن هناك جدلا بين الكونغرس والادارة الأمريكية بخصوص المساعدات الأمريكية لمصر.
واشار الى أن الادارة الامريكية وافقت على اعطاء مبلغ مصر 650 مليون دولار وهو مبلغ تم اقراره مسبقا من جانب الكونغرس.
وحول علاقات مصر مع اثيوبيا ذكر فهمي أن البلدين بحاجة الى حوار ومفاوضات جادة بشأن مشكلة بناء «سد النهضة» الاثيوبي موضحا أن الجانب المصري طرح على الجانب الاثيوبي كافة الأسئلة المتاحة. واشار الى أن هناك عدة لجان للتفاوض بشأن السد لكن لم تصل الى أي نتيجة بعد مؤكدا استعداد بلاده لمساعدة اثيوبيا في بناء السد وايجاد التمويل حال تعاونها مع مصر والسودان. وأكد فهمي ان وزارته تبحث عن حل ايجابي ينفذ في أقرب وقت لافتا الى ان ما يراه البعض بأن بناء السد نوع من المؤامرة أو يستخدم كورقة للضغط على مصر «ليس صحيحا» وعلي صعيد مصري غير بيعد كشف تقرير جديد شامل اعدته مؤسسة بحثية رائدة في بريطانيا بعنوان «الإرهاب في سيناء» تطور التهديد الإرهابي في تلك المنطقة الحدودية منذ بدء الثورة المصرية قبل ثلاث سنوات مضت وحتى الان. ويركز التقرير الذي اعده مركز هنري جاكسون للدراسات وكشف عنه في مجلس العموم البريطاني الليلة قبل الماضية بحضور اكاديميين وباحثين وممثلي وسائل الإعلام على قضايا الأمن و»التهديد الإرهابي القادم من شبه جزيرة سيناء» ويقيم التقرير «وجود تنظيم القاعدة في سيناء والعلاقات الناشئة بين الجماعات الجهادية والمحليين ونجاح وفشل الجهود العسكرية الأخيرة للجيش المصري في مواجهة هذا التهديد».
ورأى التقرير ان هناك مؤشرات قوية تؤكد تدفق المقاتلين الأجانب والأسلحة إلى سيناء و»تهديد الدولة المصرية واسرائيل» مشيرا الى ان العناصر الارهابية باتت «أكثر تنسيقا وتطورا من أي وقت مضى». ومن بين نتائج التقرير الرئيسية ارتفاع معدل الهجمات منذ عزل الرئيس محمد مرسي عن السلطة في منتصف عام 2013 ما «أثار زيادة في هجمات المتشددين تشكل 15 ضعفا». واوضح انه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014 ارتفع معدل الهجمات ستة أضعاف مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وبالنسبة لنوع الهجمات أشار التقرير إلى «أنها أصبحت أكثر تنظيما وتطورا مع مجموعات متزايدة من المتشددين الذين يستخدمون شبه جزيرة سيناء كنقطة انطلاق لاستهداف البر المصري». ورجح التقرير ان تشهد الشهور المقبلة من العام الجاري و»على نحو متزايد» في العاصمة القاهرة وغيرها من المدن الكبرى هجمات بالقنابل والمتفجرات.
وحول وجود تنظيم القاعدة في سيناء قال التقرير ان «هناك أيضا دلائل قوية تشير الى تمركز تنظيم القاعدة في سيناء وان التنظيمات الأخرى للقاعدة مثل «القاعدة في جزيرة العرب» والدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام تحاول شق طريقها إلى شبه جزيرة سيناء».
ولفت الى انتقال مقاتلين اجانب من اليمن والصومال والسودان والجزائر وليبيا والسعودية وسوريا وأفغانستان إلى سيناء للانضمام إلى الجماعات المسلحة.
وفي اشارة الى الأسلحة لدى الجماعات المسلحة لاحظ التقرير أن تلك الأسلحة يعتقد أنها مهربة من خلال طرق التهريب من ليبيا والسودان وقطاع غزة وإيران.
وعلاوة على ذلك فان هناك اسلحة ترد من غزة اضافة الى وجود مرافق لإنتاج الصواريخ في شبه جزيرة سيناء. وحول تهديد تلك الجماعات لإسرائيل ذكر انه منذ عام 2010 تم استهداف إسرائيل 19 مرة على الأقل. واشار الى ان كلفة الهجمات المستمرة على خط أنابيب الغاز الطبيعي الذي يربط بين إسرائيل ومصر تقدر بنحو 166 مليون دولار. ولاحظ التقرير أن العمليات العسكرية الأخيرة في سيناء على الرغم من الاعتقالات الناجحة ومقتل عدد من المتشددين فانه «لا يبدو أنها تمكنت من كبح فعال للتهديد الإرهابي في سيناء».
ويقول أورين كيسلر المشارك في التقرير ان «الجماعات الجهادية السلفية المتشددة وبعضها من الخارج تستخدم بشكل متزايد شبه جزيرة سيناء كقاعدة رئيسية للعمليات». وخلص التقرير الى القول انه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مصر فان الهجمات ضد شخصيات سياسية وعسكرية في مصر سترتفع وكذلك الضربات عبر الحدود ضد إسرائيل مؤكدا انها «تشكل الان تهديدا أكبر من أي وقت مضى»