الجامعة العربية توفد وفداً إلى طرابلس لتهيئة الأجواء للحوار الوطني
طرابلس – «وكالات»: اعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر تصميمه على مواصلة عمليته ضد «المجموعات الارهابية» في بنغازي غداة اشتباكات في المدينة الواقعة شرقًا اسفرت عن سقوط 24 قتيلًا.
وقال حفتر لقناة ليبيا اولًا ان «العملية ستستمر حتى تطهير بنغازي من الارهابيين». وكانت بنغازي مهد الثورة التي انطلقت شرارتها في فبراير 2011 وادت الى الاطاحة بنظام معمر القذافي. وساد هدوء حذر في بنغازي غداة يوم دام شهد مواجهات عنيفة بين مجموعة مسلحة موالية لحفتر وميليشيات اسلامية، وشاركت فيها طائرات ومروحيات قتالية.
وتقول مصادر محلية ان جهود وساطة تجري لضمان عدم تجدد الاشتباكات. ففي ساعة مبكرة الجمعة شن حفتر هجوما على قاعدة لثوار سابقين، وتعهد «بتطهير» بنغازي من «المجموعات الارهابية».
,تأتي اعمال العنف التي ادت الى مقتل 43 شخصًا وجرح 150 آخرين، بعد اسابيع على اعتراف الحكومة في طرابلس وللمرة الاولى «بوجود مجموعات ارهابية» في ليبيا، وقالت انها تقوم بالتعبئة ضدهم. ويقود حفتر قوة تطلق على نفسها اسم «الجيش الوطني» شنت «عملية واسعة لتطهير بنغازي من الارهابيين»، بحسب المتحدث باسم القوة محمد الحجازي.
وقال الحجازي، الذي كان مثل حفتر ضابطا في جيش القذافي، قبل ان ينشق «هذه ليست حرب اهلية، انها عملية للجيش ضد المجموعات الارهابية». وقامت قوات حفتر بقصف ثوار سابقين في المدينة، وخصوصا انصار الشريعة، التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة ارهابية، بحسب الجيش الليبي.
ونفى الجيش النظامي اي مشاركة له في اشتباكات الجمعة، ودانت الحكومة العملية. ونفى عبد السلام جاد الله الصالحين رئيس اركان القوات المسلحة اي دور للجيش في اشتباكات بنغازي. وقال الصالحين في طرابلس ان «الجيش «النظامي» لا علاقة له بالاشتباكات. الجيش لم يعط اي اوامر باي عملية» في بنغازي. ووصف رئيس الوزراء عبد الله الثني قوة حفتر بانها «مجموعة خارجة عن القانون». وقال في مؤتمر صحافي في طرابلس ان الجيش «يسيطر على الوضع على الارض»، داعيا الى ضبط النفس.
وساد هدوء حذر في بنغازي بعد ظهر الجمعة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس، فيما تحدث شهود عيان عن انسحاب قوات حفتر. وتم تعليق الرحلات الجوية في بنغازي خلال النهار. وقال مسؤول ان مطار المدينة سيغلق 24 ساعة لدواع امنية.
وقال مدير مطار بنينا الدولي في بنغازي ابراهيم فركاش إن السلطات أغلقت المطار لضمان أمن وسلامة المسافرين نظرا لوقوع اشتباكات في المدينة. واضاف إن إعادة فتح المطار ستعتمد على الوضع الأمني.
سياسيا اعلن وزير خارجية ليبيا محمد عبدالعزيز امس أن جامعة الدول العربية قررت تشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية الفلسطيني الاسبق ناصر القدوة لتهيئة الاجواء للمصالحة الوطنية ببلاده.
وأكد عبدالعزيز في تصريح صحفي عقب اجتماع مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في اطار زيارته الحالية الى مصر اهمية الانطلاق نحو بدء مشاورات مع كافة النخب السياسية في ليبيا التي تضم المؤتمر الوطني العام والاحزاب السياسية والجهاز التنفيذي للحكومة ومنظمات المجتمع المدني وقيادات القبائل فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية والحوار الوطني.
وذكر ان الحوار في ليبيا يعد بالدرجة الاولى مسؤولية الليبيين انفسهم الا ان هناك ضرورة لإقحام الجامعة العربية بهذا الشأن باعتبارها المظلة السياسية الراعية للشأن الليبي من خلال التنسيق والتشاور مع الامم المتحدة ودول الجوار العربي والافريقي.
وأكد عبدالعزيز ترحيب ليبيا بالوفد واستعدادها لتأمينه معربا عن تفاؤله بان تشكل مبادرة الجامعة العربية قيمة مضافة للمسار الديمقراطي والدفع به قدما خاصة في اطار الحوار الوطني.
واشار الى انه اتفق خلال محادثاته بمصر على ارسال وفد من بلاده يضم مسؤولين من وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الامن الى القاهرة بهدف تفعيل التعاون الامني خاصة فيما يتعلق بتأمين الحدود.
وشدد على «ان مصر وليبيا يمثل كل منهما عمقا استراتيجيا للآخر وهناك مسؤولية مشتركة بين الجانبين» مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق تم الاتفاق على ايفاد وفد امني ليبي الى القاهرة خلال ايام للتشاور مع نظرائهم في مصر بشأن تفعيل التعاون الامني والمشاركة في مؤتمر امن الحدود الاقليمي الذي ينتظر أن يعقد بالقاهرة قريبا.
وقال انه بحث خلال زيارته اوضاع المصريين في ليبيا والذين يصل عددهم الى نحو مليون شخص خاصة في ظل الاعتماد على العمالة المصرية لإعادة الاعمار بليبيا.
واضاف ان مباحثاته تناولت تطورات الاوضاع السياسية في ليبيا ومصر بالإضافة الى القضايا العربية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك وكذلك ملف النازحين الليبيين وكيفية التعامل مع هذا الملف بكافة ابعاده.
وفى رده على سؤال بشأن تكرار حوادث يتعرض لها المصريون في ليبيا اشار عبدالعزيز الى «تصرفات مجموعات مارقة مسلحة تستغل الظرف الاستثنائي للإساءة الى العلاقات المصرية الليبية».