عواصم – وكالات : قدمت الحكومة الليبية المؤقتة عقب أجتماع طارئ لها مساء امس الاول مبادرة لرأب الصدع والوصول الى توافق وطني عبر التأكيد على التمسك بالأعلان الدستوري المؤقت وشرعية الهيئات والمؤسسات الدستورية المنبثقة عنه.
وتأتي المبادرة بعد ان تدهور الوضع الامني في البلاد وتعرض مقر المؤتمر الوطني العام «البرلمان» في العاصمة طرابلس امس الاول الى هجوم بالتزامن مع مواجهات مسلحة دامية في بنغازي بين مجموعات اسلامية ولواء سابق في الجيش الليبي انضمت اليه امس الاول قوات خاصة ووحدات من الجيش.وتنص المبادرة على أعادة التصويت على رئيس الحكومة الجديد في جلسة علنية بطريقة الأقتراع السري المباشر وفي حال فشل المؤتمر في ذلك تستمر الحكومة الحالية في تسيير الأعمال الى حين أنتخاب برلمان المقبل في فترة أقصاها 15 أغسطس.
وقالت الحكومة في مبادراتها أنه وبعد أقرار ميزانية الدولة للسنة الحالية يبدأ المؤتمر الوطني العام أجازة برلمانية لحين أنتخاب البرلمان القادم الذي تسلم لة السلطة التشريعية وعند ذلك تتقدم كامل الحكومة المؤقتة بأستقالتها في أول جلسة للبرلمان الجديد.
ودعت كافة أفراد الشعب الليبي بمختلف فئاتة وأنتماءتة السياسية الى التمسك بالوحدة الوطنية وتحريم سفك دماء الليبين وأحترام سيادة الدولة وحماية مقدرات الشعب الليبي والتعاون معها حتى تجاوز الازمة.
ميدانيا أكد آمر قوات “درع ليبيا 1” محمد العريبي، امس أن عناصر الدرع وصلت إلى مدينة بنغازي قادمة من العاصمة طرابلس.
وقال العريبي في تصريحات صحفية امس إن عناصر “درع ليبيا 1” سيساهمون في حفظ الأمن داخل مدينة بنغازي ولن يتعرضوا لجهة بعينها.
وأضاف “سنعقد اجتماعاً خلال الساعات القليلة القادمة مع عدة جهات داخل بنغازي للوصول إلى حل جذري لما يحصل في المدينة، والخروج بخطة توافق”.
يذكر أنه قتل 75 شخصاً وأصيب أكثر من 141 آخرين جراء الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة بنغازي الجمعة الماضية.
وعلي صعيد ردود الافعال المترتبة علي تطور الاحداث في ليبيا قال اللواء العناني حمودة مدير أمن محافظة مطروح التي تقع في أقصى غرب مصر إن بلاده اوقفت سفر مواطنيها إلى ليبيا اعتبارا من يوم الثلاثاء وتمنع دخول الليبيين إلى أن تستقر الأوضاع في جارة مصر الغربية.
وأضاف في بيان أن حركة الشاحنات بين البلدين ستستمر بحسب الاتفاق المنظم لها والموقع من كل من طرابلس والقاهرة.
من جانبها نصحت تونس مواطنيها بعدم السفر إلى ليبيا “إلا للضرورة القصوى” بسبب تأزم الوضع الأمني الذي تعيشه جارتها الجنوبية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بيان “في ظل هذه الظروف الأمنية تدعو الوزارة كافة أفراد الجالية التونسية في ليبيا إلى توخي أعلى درجات الحيطة والحذر في جميع تنقلاتهم”.
وأضاف البيان “كما تدعو المواطنين التونسيين إلى عدم التحول إلى الأراضي الليبية في الوقت الراهن إلا للضرورة القصوى وذلك حفاظا على سلامة وأمن جاليتنا ومواطنينا وتفاديا لكل طارئ في مثل هذه الظروف الاستثنائية”. واتخذت الجزائر ومصر والسعودية ودول أخرى خطوات مشابهة إما باستدعاء السفير لأسباب أمنية أو بإغلاق السفارة أو بتحذير المواطنين من السفر إلى ليبيا.
وأكدت وزارة الشؤون الخارجية في تونس أنها” تتابع ببالغ الاهتمام وعميق الانشغال التطورات الأخيرة التي تشهدها الشقيقة ليبيا”.
وقال مسؤولان أمريكيان يوم الاثنين إن الولايات المتحدة زادت عدد مشاة البحرية والطائرات التي ترابط في صقلية والتي يمكن استدعاؤها لإجلاء الأمريكيين من السفارة الأمريكية في طرابلس مع تزايد الاضطرابات في ليبيا.
وأضاف المسؤولان قولهما إن نحو 60 جنديا آخر من مشاة البحرية وأربع طائرات أخرى من طراز أوسبري يجري إرسالهم إلى القاعدة البحرية الجوية سيجونيلا في صقلية من قاعدتهم في أسبانيا. وعلي صعيد متصل شنت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين هجوما قاسيا على اللواء الليبي خليفة حفتر، متهمة إياه بأنه يكرر “مشهد الانقلاب” الذي قام به المشير عبدالفتاح السيسي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، واتهمت وسائل إعلام مصرية بدعم تحرك من وصفته بـ”سيسي ليبيا.”
واستعرض تقرير عبر موقع حزب “الحرية والعدالة” الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، متابعة وسائل الإعلام المصرية لأخبار التطورات في ليبيا قائلا إن الأيام الماضية أظهرت “احتفاء” من وصفها بـ”وسائل الإعلام الانقلابية في مصر” بـ”الانقلاب العسكري الذى يحاول اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية بالجيش الليبي، تنفيذه حاليا.”
واتهم التقرير الصحف الحكومية المصرية بالتوسع في تغطية تلك الأخبار بـ”تأييد مستتر” لحفتر، ومهاجمة معارضيه الذين اعتبرتهم “مليشيات إرهابية”.
وشن الموقع أيضا هجوما على الخطاب الأخير لحفتر، وذلك في خبر حمل عنوان “على خطى السيسي.. حفتر مدعيا: لم نتحرك طمعا في السلطة” وقالت الموقع: “زعم اللواء خليفة حفتر -قائد محاولات الانقلاب في ليبيا- أنه لن يمارس العمل السياسي، وسيلتزم بالمسار الديمقراطي وسيحترم الدستور وسيحترم خيار الشعب الليبي، مدعيا أنهم لم يتحركوا طلبا للسلطة أو رغبة في الحكم، مذكرا بتصريحات سبق أن أطلقتها قيادات الانقلاب العسكري في مصر العام الماضي.”
من جانبه، قال علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه المرجع الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، الداعية يوسف القرضاوي، إن “فشل” ما وصفه بـ”انقلاب حفتر” سيكون من تداعياته اضعاف “الانقلاب في مصر فالعلاقة بينهما طردية كلما قوي أحدهما قوي الآخر “ مضيفا: “اللهم لا تُمَكِّن لهم في الأرض “
وتابع القره داغي عبر حسابه بموقع تويتر قائلا إن حفتر أعلن بأن هدفه “تنظيف ليبيا من الإخوان” وأضاف أنه “سيترشح للرئاسة إذا طلبت الجماهير” وأردف قائلا: “يحاولون تكرار مخطط انقلاب مصر في ليبيا” وأضاف: “ما يحدث في ليبيا هو حلقة من سلسلة متواصلة من دعم بعض الدول العربية والغربية لفلول الأنظمة البائدة من أجل إفشال الثورات العربية