عواصم – «وكالات»: نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله امس أن بلاده ستستخدم حق النقض «الفيتو» ضد مسودة قرار للأمم المتحدة يحيل ملف الحرب السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا طرحت للتصويت في مجلس الأمن.
ووزعت فرنسا مسودة القرار على أعضاء مجلس الأمن في 12 مايو ويطالب بإحالة ملف الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة محتملة للمسؤولين عن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
وعبرت روسيا من قبل عن معارضتها لإقتراح إحالة الملف السوري لكن تصريحات جاتيلوف هي أوضح تحذير حتى الآن بشأن إستخدام النقض.
ونقل عن جاتيلوف قوله «المسودة التي قدمت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير مقبولة لنا ولن نؤيدها. إذا طرحت للتصويت سنستخدم حق النقض ضدها.»
وقدمت روسيا أكبر دعم دبلوماسي للرئيس السوري بشار الأسد طوال الحرب واستخدمت هي والصين حق النقض ضد ثلاث قرارات كانت ستدين حكومته وتهددها بعقوبات وتطالب بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
وأطلقت روسيا والولايات المتحدة عملية سلام قادت إلى إجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة لكنها تعثرت وتسببت المواجهة الجارية بين موسكو والغرب بسبب أوكرانيا إلى تقليص فرص نجاحها أكثر.
وكانت حوالي 60 بلدا في مقدمتها سويسرا قد اعربت في وقت سابق عن تأييدها للاقتراح الفرنسي باحالة الجرائم التي يرتكبها اطراف النزاع في سوريا كما دعت مجلس الامن الدولي الى تحويل ملف تلك الحرب الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في احتمالات وقوع جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية.
وناشدت تلك الدول في بيان صدر عنها أمس الاول، الدول الاعضاء في الامم المتحدة، وعددها مئة وثلاث وتسعون دولة، الوقوف وراء هذا الجهد ، من خلال دعم ورعاية مشروع قرار صاغته فرنسا يسمح للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في مزاعم بوقوع جرائم شنيعة يقال ان كلا من الحكومة السورية، والمليشيات التابعة لها، وجماعات المعارضة المسلحة، قامت بها.
وكانت فرنسا دعت الى التصويت على مشروع القرار يوم الخميس الماضي، لكن السفير الروسي لدى المنظمة الدولية، قال ان بلاده تعارض مشروع القرار، وهو ما يعني استخدامها حق النقض ضده على الارجح، وربما تقف معها الصين، التي استخدمت الفيتو مع روسيا اربع مرات سابقة في الشأن السوري.
وتطالب هذه الدول المحكمة الجنائية بالتحقيق في مزاعم ارتكاب الحكومة السورية جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.
وكتب السفير السويسري لدى الامم المتحدة بول سيغر في رسالة باسم البلدان الـ 60 تدعو إلى تأييد مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا حول هذه المشكلة، إلا أنه عادة ما تستخدم كل من الصين وروسيا حق الفيتو»النقض».
ودعا سيغر مجلس الامن الدولي الى تبني مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا، والدول الاخرى الاعضاء في الامم المتحدة، سواء كانت عضوا في المحكمة الجنائية او لا، الى رعاية المشروع «بهدف توجيه رسالة دعم سياسي قوية».
وقال مراسلوان إنه في حال استخدام بكين وموسكو حق النقض ضد مشروع هذا القرار ، فإنها ستكون المحاولة الرابعة التي تستخدم حق النقض ضد اقرار مشروع القرار.
وسيصوت مجلس الامن الخميس المقبل على مشروع القرار الفرنسي وان كان بعض الدبلوماسيين يتوقعون فيتو جديدا من روسيا والصين.
وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011 الى اكثر من 162 الف شخص، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان الاشتباكات الدائرة بين الكتائب السورية المعارضة وقوات النظام اسفرت عن سيطرة الكتائب المعارضة على مناطق جديدة في «المليحة» بريف دمشق.
واعلن المرصد في بيان صحفي عن مقتل عنصر من القوات النظامية في الاشتباكات الدائرة في منطقة وادي عين ترما التي تتزامن مع اغلاق قوات النظام لمداخل ومخارج مدينة معضمية الشام بريف دمشق وتمنع دخول وخروج المواطنين او ادخال المواد الغذائية والطبية الى المدينة.
واضاف ان محيط بلدة «نوى» بريف درعا يشهد اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 17 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها بالاضافة الى مقتل ثمانية من مقاتلي الكتائب المعارضة.
وقال ان جبهة النصرة وكتائب متحالفة معها سيطرت على حاجز الزمل جنوب مدينة الرقة شمال شرق سوريا عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش».
وفي حلب شمال سوريا تشهد عدة احياء في المدينة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة السورية في وقت يتزامن مع قصف الطيران المروحي لمناطق في بلدة معارة الارتيق وسط انباء عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي ريف حلب قتل 10 مواطنين على الاقل معظمهم من عائلة واحدة جراء قصف قوات النظام بلدة مارع بصاروخ ارض - ارض. وقال المرصد ان انفجارا عنيفا هز صباح الامس المدخل الشرقي لمدينة اعزاز شمال غربي حلب جراء سقوط صاروخ حربي ما اسفر عن مقتل خمسة مواطنين على الاقل وجرح آخرين.
من جانبها اعلنت المعارضة السورية امس مقتل واصابة العشرات بحالات اختناق جراء استخدام الغازات السامة من قبل قوات النظام في قصف كفرزيتا بريف حماة وسط سوريا.
وذكر مركز حماة الاعلامي التابع للهيئة العامة للثورة السورية ان حصيلة حالات الاختناق جراء قصف النظام لكفرزيتا بالغازات السامة امس الاثنين ارتفعت الى أكثر من 130 شخصا بينهم 21 طفلا حالاتهم حرجة.
وسبق ان اتهمت المعارضة السورية قوات النظام السوري بقصف عدة مدن وقرى بمواد وغازات سامة ما ادى الى مقتل واصابة العشرات بحالات اختناق فيما اشار التلفزيون السوري الى ان جبهة النصرة نفذت الشهر الماضي هجوما بسائل الكلور السام على كفرزيتا.
وتبادلت السلطات السورية والمعارضة مرات عدة الاتهامات باستخدام مواد كيماوية في شن هجمات على مناطق خارجة عن سيطرة كل منهما.
وتأتي هذه الاتهامات في حين تشرف الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية بموجب اتفاق روسي امريكي وقرار من مجلس الامن الدولي على تدمير ترسانة سوريا من هذه الاسلحة المحظورة.
وكان المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية احمد اوزومجو اعلن امس الاول ان ما يقارب 8 في المئة من السلاح الكيماوي السوري لايزال على ارض ذات طبيعة امنية صعبة معربا عن أمله بأن تقوم السلطات السورية بازالة تلك الكمية في اقرب وقت.