
القاهرة - «وكالات»: بدأت مع انتصاف ليل القاهرة يوم الجمعة فترة الصمت الانتخابي التي تتوقف فيها الدعاية للمرشحين الرئاسيين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي. وبحسب المادة «55» من قانون انتخابات الرئاسة فان كل من خالف الأحكام الدعاية الانتخابية المنصوص عليها في المادة «19» من هذا القانون، يعاقب بغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد على 200 ألف جنيه كل من خالف الأحكام المنظمة، بحسب ما أوره تقرير التلفزيون المصري.
ونقل التقرير التلفزيون المصري على لسان قال المستشار طارق شبل عضو الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية قوله: إن قانون الانتخابات الرئاسية نص في المادة 18 على «أن تبدأ الحملة الانتخابية اعتبارا من تاريخ إعلان القائمة النهائية للمرشحين حتى قبل يومين من التاريخ المحدد للاقتراع.»
ويبدأ إدلاء الناخبين بأصواتهم في التاسعة صباح يوم غد الاثنين بالتوقيت المحلي ويستمر إلى التاسعة مساء نفس اليوم ثم يستأنف في التاسعة صباح اليوم التالي حتى التاسعة مساء نفس اليوم.
وقال السيسي في كلمة للناخبين قبل سريان فترة الصمت الانتخابي بساعتين يدعوهم فيها للإقبال على الاقتراع «مصر دلوقتي بتمر بلحظة فارقة في تاريخها. ومصر كمان بتدعونا جميعا ان احنا نتحرك بكل قوة وبكل فاعلية وبكل تجرد عشان نحميها ونحمي مستقبلها.»
وأضاف «نزول المصريين جميعا عشان يدلوا بأصواتهم هتبقى رسالة قوية وتعبير حقيقي عن إرادة هذا الشعب اللي لما بيعوز يعمل حاجة بيعملها.»
ويتوق مصريون كثيرون لعودة الاستقرار لبلادهم بعد اضطراب مستمر منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 والتي أعقبها أيضا تدهور اقتصادي ومشاكل أمنية ولذلك يتوقع أن يكون الإقبال كبيرا.
وناشد صباحي في كلمة في حشد من مؤيديه أمام قصر عابدين الرئاسي في وسط القاهرة الشباب التوجه إلى لجان الانتخاب وأن يصوتوا له ليتحقق له الفوز.
ويصف صباحي نفسه بأنه «مرشح الثورة» في إشارة للانتفاضة.
وقال «يا ايها الشباب.. يا اغلبية المصريين عددا وأكثرهم تضحية.. ويا أيها الجيل الذي أعرف احلامه ومرارة حياته... هذه فرصتكم لا تفوتوها. ويحق لأكثر من 53 مليون مصري الاقتراع في ثاني انتخابات رئاسية منذ الانتفاضة.
ويتوقع على نطاق واسع فوز السيسي الذي استقال في مارس من منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي وترك قيادة الجيش ليتاح له خوض الانتخابات وفقا للقانون الذي يمنع العسكريين العاملين من الاشتغال بالسياسة.
وجاء صباحي وهو سياسي يساري ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة عام 2012 التي فاز فيها محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وأعلن السيسي عندما كان في منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي في يوليو عزل مرسي بعد احتجاجات حاشدة طالبت بتنحيته.
ويتوقع أن يدلي ملايين الناخبين بأصواتهم سعيا وراء الاستقرار.
من جانبه وجه الجيش المصري تحذيرا غير مسبوق للناخبين المحتملين بعدم حمل أي امتعة شخصية خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
ويواكب تحذير الجيش استعدادات أمنية واسعة النطاق
ونصح الجيش المصري الناخبين عدم حمل أي متعلقات شخصية أو حقائب في أثناء وجودهم داخل مقار التصويت. وهذه هي المرة الأولى التي يوجه مثل هذا التحذير للناخبين في مصر. وطالبت القوات المسلحة بعدم انتظار السيارات والدراجات النارية والباعة الجائلين في محيط اللجان الانتخابية.
ونشرت وسائل إعلام مصرية ما وصفت بـ «أرقام الاستغاثة» في حالة وقوع أي أحداث تستدعي تدخل الجيش. ويمكن للمواطنين عن طريق هذه الأرقام الاتصال بغرفة العمليات الرئيسة للقوات المسلحة، فضلا عن مراكز العمليات بالمناطق التي توجد فيها الجيوش الميدانية.
وأصدر مفتي الديار المصرية شوقي علام بيانا دعا فيه الناخبين المصريين للمشاركة بقوة وايجابية في الانتخابات الرئاسية القادمة مراعاة لمصلحة البلاد واستقرارها.
وندد علام بإطلاق بعض الاشخاص لفتاوى وصفها بالباطلة لتحريم المشاركة في الانتخابات، معتبرا أنها محاولة منهم لفرض آراء وصفها بالشاذة وان الهدف منها هو بث الفتنة وروح الفرقة على حد تعبيره.
واعتبر المفتي ان هذه الاقوال التي تطلق تحت مسمى الفتوى هي في الأصل دعوات تخريب وتحريض على الفوضى على حد وصفه.
كما اكد علام في بيانه ان مصر تمر بفترة حاسمة من تاريخها الآن وتنتظر من المصريين ان يتكاتفوا ويتعاملوا بإيجابية مع هذه الاستحقاقات الانتخابية المهمة.
وحث علام المواطنين على تحكيم ضمائرهم في اختيار من تتوافر فيه شروط القيادة في إدارة شؤون البلاد والالتزام بما ستسفر عنه نتائج هذه الانتخابات وما ستقرره اللجنة العليا للانتخابات.