عواصم – وكالات : دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الأطراف في ليبيا إلى الامتناع عن أي عمل يمكن أن يقوض العملية الديمقراطية واستئناف الحوار. وتأتي الدعوة بعد يوم من تعبير الولايات المتحدة ودول أوروبية عن القلق العميق تجاه العنف المتصاعد في ليبيا. في غضون ذلك اعتبر اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن المظاهرات التي جرت الجمعة الماضية تعد “تفويضا” أعطاه إياه الشعب “لمكافحة الإرهاب”.
وفي بيان صدر مساء أمس الاول، حث بان قادة التشكيلات العسكرية الليبية إلى احترام واجبهم الأخلاقي والقانوني بحماية المدنيين. وأعرب عن قلقه من التعبئة العسكرية المتزايدة بالعاصمة طرابلس ومحيطها.
وحذر من أن اندلاع اشتباكات مسلحة ما قد يقوض التضحيات التي قدمها الشعب الليبي في كفاحه من أجل الحرية والكرامة، مؤكدا أن ليبيا بلغت “نقطة تحول في عملية الانتقال السياسي”.
وقبل يومين، عبرت الولايات المتحدة ودول أوروبية عن القلق العميق تجاه العنف المتصاعد في ليبيا، وحذرت من أن هذا البلد يقف على “مفترق طرق” بين مواصلة الطريق نحو تحول سياسي سلمي أو مواجهة الفوضى والانقسام والإرهاب.
وأعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بيان مشترك عن القلق البالغ إزاء “أعمال العنف” المستمرة في ليبيا، ويدعوان كل الأطراف لعدم استخدام القوة وتسوية الخلافات بالسبل السياسية.
وعرض البيان المشترك أيضا دعم الغرب لعملية مصالحة شاملة بمساعدة الأمم المتحدة، وحذر من أن “الانقسامات المستمرة بين الليبيين ستؤثر بشكل كبير على قدرة المجتمع الدولي على تقديم المساعدة”.
وقال أيضا إن العملية التي تقود إلى نقل سلمي للسلطة يجب أن تقوم على توافق واسع وتجنب أي أعمال تستهدف تقويض هذه العملية. وطالب الاتحاد الأوروبي وواشنطن في بيانهما ليبيا بالمضي قدما نحو إجراء انتخابات برلمانية بأسرع ما يمكن.
من جانبه، قال معاون آمر قوة درع ليبيا الوسطى العقيد حسن شاكة إن اتصالات تجري مع أهم الأطراف في طرابلس للتوصل إلى تسوية للأزمة.
من جهة أخرى، شهدت منطقة صلاح الدين في جنوب طرابلس سقوط قذائف أطلقت عشوائياً على منزل ومزرعة دون أن تسفر عن ضحايا.
وأمس الاول اعتبر اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر الذي يقود عملية عسكرية منذ منتصف الشهر الجاري ضد كتائب من الثوار أن المظاهرات التي جرت الجمعة الماضية بطرابلس ومدن أخرى أبرزها بنغازي «شرقي البلاد» دعما لتحركه هي “تفويض” أعطاه إياه الشعب “لمكافحة الإرهاب”.
ومن المقرر أن تجري في ليبيا يوم 25 يونيو انتخابات تشريعية، في حين تشهد البلاد أعمال عنف.
وفي مؤتمر صحفي، تعهد حفتر بمحاربة ما سماه الإرهاب في ليبيا، وقال إن حربه مستمرة ضد من يرتكب جرائم قتل ضد الشعب الليبي وحوّل ثورته من وعد بالحرية إلى وعيد بالموت.
ودعا كذلك أبناء الشعب إلى مساندة القيادة العامة للجيش الليبي، وعدم الاكتراث بالبيانات التي تصدر من الجهات الرسمية وغير الرسمية التي تدعو إلى وقف العنف.
وتعليقا على الوضع، اعتبر رئيس حكومة تسيير الأعمال عبد الله الثني أن ما حدث في بنغازي مؤخرا من عمليات عسكرية استغلال لذريعة الإرهاب بهدف تحقيق مآرب سياسية وشخصية، على حد تعبيره.