
القاهرة – وكالات : يتوجه المصريون اليوم الي صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في ثاني استحقاق من نوعه منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك في اعقاب ثورة شعبية.
وقال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور امس إن مؤسسات الدولة تقف على الحياد في انتخابات الرئاسة التي تبدأ اليوم الاثنين وتستمر يومين وحث المصريين على الإدلاء بأصواتهم حتى لا يحكمهم "من لا يرعى مصالحهم".
ويتوقع أن يكتسح قائد الجيش ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الانتخابات التي لا ينافسه فيها سوى السياسي اليساري حمدين صباحي.
وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي إن حصرا عدديا لأصوات المصريين في الخارج أعطى السيسي أكثر من 94 في المئة منها مقابل أكثر من خمسة في المئة فقط لصباحي الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012.
وأدلى نحو 318 ألفا بأصواتهم في 141 لجنة انتخابية بأغلب البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية على مدى خمسة أيام في وقت سابق هذا الشهر.
وقال منصور في كلمة نقلها التلفزيون المصري يوم الاحد "إن مؤسسات الدولة وفي القلب منها مؤسسة الرئاسة المصرية تقف على مسافات متساوية من مرشحي الرئاسة ولم ولن توجه مواطنا أو مواطنة لاختيار معين."
وتشكو الحملة الرسمية لصباحي من تجاوزات وتقول إن بعض أجهزة ومؤسسات الدولة تدعم السيسي.
وتولى منصور وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا منصب رئيس مصر المؤقت بعد إعلان السيسي عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في يوليو.
وعزل مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه الذي امتد عاما واحدا واتسم بالاضطرابات السياسية والاقتصادية.
وحذر منصور من عواقب العزوف عن المشاركة في التصويت بالانتخابات.
وقال "فمن يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون عرضة لأن يحكم بمن لا يرعى مصالحه."
وأضاف "لننزل جميعا غداً وبعد غد لنعبر عن خيارنا الحر لنختار دون توجيه أو إملاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة أيا كان هو."
وأضاف ان الشعب المصري ضرب للعالم بأسره مثلا يحتذى به في معاني الوطنية والوحدة والدفاع عن القيم الانسانية النبيلة والمطالبة بحقوق مشروعة "طالما تم إهدارها وذهبت لمن لا يستحق".
وأكد أن الشعب المصري أثبت أن لديه وعيا سياسيا ونضجا ديمقراطيا يتناسبان مع عراقة مصر وعظمة تاريخها وسجل كفاحها وانتصاراتها مشيرا الى انجاز الشعب المصري للاستحقاق الأول لخريطة مستقبل مصر في انجاز دستور جديد للبلاد واستعداده لانجاز جميع استحقاقات خريطة المستقبل والتي صاغتها القوى الوطنية في الثالث من يوليو 2013. وقال منصور إن كل المصريين مدعوون جميعا إلى الادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية للمساهمة في تشييد البناء الديمقراطي وإقامة قواعد حكمه على أسس من العدالة والمساواة والحقوق المشروعة للجميع مبينا أن ما شهدته مصر لم يكن ثورة مؤقتة استهدفت إسقاط نظام مستبد أو فاشل وإنما هي ثورة شعبية ناضجة ومكتملة تستهدف النجاح والبناء.
واعتبر ان المرحلة المقبلة أي ما بعد الانتخابات الرئاسية من عمر الأمة المصرية هي مرحلة البناء والتمكين وتتطلب عملا جادا دؤوبا متواصلا يحقق الصورة التي رسمها المصريون بدماء شهدائهم وعرق شبابهم لتحقيق غد أفضل .
وأوضح أن الديمقراطية عملية مستمرة متطورة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم اختزالها اختزالا مخلا في إسقاط أنظمة الظلم والاستبداد مضيفا أنه يتعين أن تتطور تلك العملية وتنضج ليجني الشعب ثمارها من خلال اختيار حر وواع ومسؤول لمن سيمثل رأس السلطة.
ويبلغ عدد المصريين المقيدين في الجداول الانتخابية نحو 54 مليون شخص من بين اجمالي عدد السكان البالغ 86 مليون نسمة.
ويأمل كثير من المصريين أن تسهم الانتخابات في إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي لمصر بعد سنوات من الإضطرابات منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011.
لكن مراقبين يتوقعون زيادة في الهجمات والتوترات التي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي إذا ما تولى السيسي حكم مصر.