
عواصم – «وكالات»: قال متحدث باسم قوات البشمركة امس إن القوات الكردية تسيطر تماماً على مدينة كركوك النفطية العراقية بعد أن تخلى الجيش الاتحادي عن مواقعه.
وقال جبار ياور إن كركوك بأكملها توجد بأيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك.
جاء ذلك بعد سيطرة مسلحين على ناحيتي الصينية وسليمان بيك، بعد وقت قصير من دخولهم مناطق في محافظة كركوك، ومحافظة نينوى التي سقطت بأكملها في أيدي المسلحين المناهضين للحكومة.
وحقق المسلحون تقدما كبيرا الأربعاء بمدينة بيجي التي توجد فيها أكبر مصفاة نفطية في العراق.
وكان مسلحون قد سيطروا الثلاثاء على ناحيتين في محافظة صلاح الدين العراقية، وفقا لمصدر في الجيش ولمسؤول محلي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية عراقية امس قولها إن مسلحين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطروا على ناحيتين تقعان على بعد أقل من مائة كلمتر من شمال العاصمة بغداد.
وسيطر المقاتلون على ناحية الضلوعية التي تقع على بعد تسعين كلمترا شمال بغداد، وعلى ناحية المعتصم القريبة مساء الأربعاء.
وبالامس صدر تسجيل صوتي يعتقد أنه لأبو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يتحدث عن الغزوات الاخيرة للجماعة ويحث المقاتلين على الزحف إلى العاصمة بغداد. وفي التسجيل الذي يستغرق نحو 17 دقيقة يعتقد انه حمل عبر حساب على موقع تويتر تابع لمؤسسة الاعتصام الاعلامية واصدرته جماعة سايت لمراقبة المواقع الإسلامية على الانترنت قال العدناني ان هناك حسابا يجب تصفيته ودعا المقاتلين للزحف الى بغداد. وقال العدناني «شمروا عن ساعد الجد ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه ولا يطأه الروافض ثانية الا على أجسادكم واشلائكم وازحفوا الى بغداد الرشيد بغداد الخلافة فلنا فهيا تصفية حساب صبحوهم على أسوارها.. لا تدعوهم يلتقطوا الانفاس وكونوا على يقين بنصر الله ما اتقيتموه فان الروافض امه مخذولة حاشى لله ان ينصرهم عليكم وهم مشركون عبدة البشر والحجر». وأضاف «ماذا فعلت بقومك يا احيمق وما احمق منك الا من رضي بك رئيسا وقائدا.. تبقى بائع ملابس داخلية.. مالك وللسياسة والقيادة العسكرية لقد اضعت على قومك فرصة تاريخية في السيطرة على العراق ولتلعنك الروافض ما بقيت لهم باقية.. حقا ان بيننا تصفية للحساب صدقت وانت الكذوب حساب ثقيل طويل ولكن تصفية الحساب لن يكون في سامراء او بغداد وانما في كربلاء». واجتاح مسلحون سنة من جماعة منشقة على تنظيم القاعدة مدينة تكريت أمس الاربعاء وأطبقوا على أكبر مصفاة نفط في البلاد وحققوا مزيدا من المكاسب في تقدمهم العسكري السريع على الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد. جاء التهديد الذي تواجهه مصفاة بيجي بعدما استولى مسلحون من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة الموصل في شمال العراق ليتقدموا صوب هدفهم لإقامة الخلافة الإسلامية.
و دعا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» جنوده إلى الزحف إلى العاصمة العراقية بغداد وأكد في الوقت نفسه أن «تصفية الحساب» مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ستكون في كربلاء والنجف حيث المراقد المقدسة للشيعة.
وقال أبو محمد العدناني الشامي المتحدث الرسمي باسم «داعش» في تسجيل صوتي تناقلته مواقع جهادية امس وقالت إنه من إنتاج «مؤسسة الفرقان» : ازحفوا إلى بغداد الرشيدة. . بغداد الخلافة. . لنا فيها تصفية حساب. . صبحوهم على أسوارها. . لا تدعوهم يلتقطون الأنفاس. وقال مخاطبا المالكي «ماذا فعلت بقومك يا أحمق. . وما أحمق منك إلا من رضي بك رئيسا وقائدا. . مالك والسياسة والقيادة العسكرية. . أضعت فرصة تاريخية لقومك للسيطرة على العراق. . بيننا تصفية حساب طويل. . ولن يكون هذا في سامراء أو بغداد وإنما. . في كربلاء والنجف».
وحث المتحدث أتباعه إلى عدم التنازل «عن شبر حررتموه إلا على أشلائكم». وأكد أنهم سيطروا على «دبابات وطائرات ومدافع وذخيرة وعدة وعتاد»، ودعا أنصاره إلى العفو عن السنة والصفح عن العشائر انطلاقا من مبدأ «العفو عند المقدرة». بالمقابل فشل البرلمان العراقي في الاجتماع لإعلان حالة الطوارئ لعدم اكتمال النصاب
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن النائب عمار طعمة قوله إن «البرلمان فشل في عقد جلسة اليوم»الخميس» بسبب عدم اكتمال النصاب» المطلوب، بينما أكد مصدر برلماني حضور 128 نائبا فقط. علما بأن النصاب يتطلب حضور 163 نائبا.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد دعا في وقت سابق البرلمان لتبني قانون الطوارئ لمواجهة المسلحين الذي سيطروا على مدن عراقية عديدة، وأصبحوا على بعد مائة كيلومتر من العاصمة بغداد.
وكان مفتي الديار العراقية رافع طه الرفاعي قد حذر نواب البرلمان من التصويت على إعلان قانون الطوارئ في البلاد، معتبرا كل من يصوت لصالح هذا القانون خائنا لأهله، على حد تعبيره.
كما دعا أمير قبائل الدليم في العراق علي الحاتم مسلحي ثوار العشائر إلى الصفح عن الجنود وتأمين وصولهم إلى أهليهم في الجنوب, وطالب الكتل السياسية بإقالة المالكي وتشكيل حكومة مؤقتة، محذرا من تصويت البرلمان على إعلان حالة الطوارئ في البلاد. من جهته، وصف العضو في كتلة الكرامة ناجح الميزان ما حصل في الموصل ومدن عراقية أخرى بأنه تمرد على القائد العام شارك فيه الجيش والعشائر، مشيرا إلى أن ضباط الجيش العراقي السابق هم من يحركونه، وأن نسبة مشاركة تنظيم «الدولة» فيه تعد ضئيلة.
وعلى خلفية تردي الوضع، أعربت الحكومة العراقية الأربعاء، عن رغبتها في أن ينفذ الجيش الأمريكي غارات جوية ضدّ المتشددين الإسلاميين. وقال عدة مسؤولين أمريكيين إنّ بلادهم تنظر إلى الوضع على أنه «طارئ جدا» وأنها تدرس سبل الدعم الأخرى التي يمكنها أن توفرها للحكومة العراقية، زيادة على الأسلحة والمركبات التي زودتها بها.
وجزء من هذا الدعم سيكون إمداد الحكومة العراقية بمعلومات استخباراتية يمكنها استخدامها لتعقب «داعش.» كما يمكن أن يكون من ضمن المساعدة عمليات تدريب ونشاط «متحركا» من مسؤولين أمريكيين، لكنهم لم يشيروا إلى ما إذا كانت الخيارات تتضمن غارات جوية. وأوضح مسؤول أمريكي أنّه من الواضح أن الوضع الأمني في العراق شهد ترديا كبيرا ولكن واشنطن تعتقد أنّ ذلك يعود لعدة أسباب من ضمنها أن القوات العراقية ظلت حبيسة نجاح محدود ضدّ «داعش» في محافظة الأنبار.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بيرناديت ميهان إنّ «التركيز الحالي» للبيت الأبيض، في مناقشاته مع حكومة بغداد، منصب على «بناء قدرة العراقيين على التعامل مع تهديدات «داعش» ومواجهتها بنجاح» مضيفة أن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس عدة خيارات.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت في البداية نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار ان العراق لمح إلى أنه سيسمح للولايات المتحدة بشن هجمات جوية على أهداف لمتشددي القاعدة في العراق.
ومن ناحية أخرى قالت صحيفة نيويورك تايمز إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب سرا من إدارة أوباما أن تبحث توجيه ضربات جوية على مناطق المتشددين مع تصاعد خطر المسلحين السنة في الشهر الماضي.
وقال مسؤول عراقي لرويترز إن العراق يريد الضربات الجوية الأمريكية لكنه يعتقد أن إدارة أوباما لا ترغب في القيام بذلك.
وقال المسؤول إن مثل هذه الضربات ستتم بموجب اتفاق اطار استراتيجي وقعته الولايات المتحدة والعراق في عام 2008. وأضاف المسؤول أنه بموجب هذا الاتفاق يمكن لقوات أمريكية محدودة ان تشن مثل هذه الهجمات.
وقال مسؤول أمريكي سابق عمل في قضايا العراق إن إدارة أوباما ترى أن العراق ليس نزاعا يؤثر على الولايات المتحدة بطريقة مباشرة وان واشنطن يجب ان تبتعد عن توريط نفسها فيه مباشرة.
وشكك مسؤول أمريكي آخر تحدث إلى رويترز شريطة عدم الافصاح عن اسمه في جدوى استخدام طائرات بدون طيار قائلا انه قد لا يتسن نشرها بفاعلية في توقيت مناسب للقضاء على الأزمة الحالية في العراق.
من جانبها نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله امس إن موسكو قلقة بشأن الاضطرابات التي تهدد وحدة أراضي العراق.
وقال لافروف «نشعر بقلق إزاء ما يحدث في العراق... وحدة أراضي العراق على المحك.»
من جانبه دعا سفير العراق لدى فرنسا مجلس الأمن الدولي امس إلى الموافقة على تقديم مساعدة عسكرية إضافية للعراق تشمل دعما جويا وطائرات بدون طيار.
ولدى سؤاله عما يريده العراق من مجلس الأمن الدولي قال فريد ياسين إن بلاده تحتاج إلى معدات وطيران إضافي وطائرات بدون طيار. وأضاف أنه على حد علمه لم تطلب الحكومة العراقية بعد أن تشن الولايات المتحدة هجمات جوية على مسلحين إسلاميين يزحفون فيما يبدو صوب بغداد.
وأوضح السفير إن القوات الخاصة العراقية تعمل الآن على استقرار الوضع في العاصمة.
من جانبه اكد الرئيس الايراني حسن روحاني امس ان ايران «ستكافح عنف وارهاب» المتمردين الجهاديين الذين شنوا هجوما في شمال غرب العراق.
ولم يذكر روحاني تفاصيل عن التحركات التي قد تقوم بها ايران لدعم جارتها الشيعية التي سيطر مسلحو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» على مناطق فيها.
من جانبه قال وزير العدل التركي بكير بوزداج يوم الخميس إن الحكومة لا تسعى لأي تفويض جديد لشن عملية عسكرية داخل العراق حيث يحتجز مسلحون 80 مواطنا تركيا رهائن. وقال بوزداج للصحافيين في أنقرة «مسألة ما إذا كان التفويض الحالي يكفي «لشن عملية عسكرية» أو أن هناك حاجة لتفويض جديد كانت بين القضايا محل النقاش. لكن حتى الآن لا نسعى لتفويض جديد.» وينقضي أجل التفويض البرلماني الذي يسمح لتركيا بشن عمليات عسكرية عبر الحدود في العراق في أكتوبر تشرين الأول. وكان التفويض يهدف إلى تمكين أنقرة من شن هجمات على قواعد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.