واشنطن - «وكالات»: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة إن الصراع الدائر في العراق هو نتيجة الانقسامات الطائفية التي سمح لها بالتفاقم وإن حل هذه الخلافات يعود إلى الشعب والزعماء العراقيين.
وفي مقتطفات من مقابلات أطول مع عدة شبكات تلفزيونية شدد أوباما على إن الدعم الأمريكي سيكون محدودا ومشروطا.
وأشار أوباما إلى إن عدم الإعتراف بمخاوف الأقليات بالاضافة إلى الغموض في تشكيل حكومة بعد الانتخابات في إبريل ترك العراق عرضة للمخاطر.
وقال أوباما لبرنامج نايتلي نيوز في شبكة «إن.بي.سي» إن «بعض القوى التي ربما دائما تقسم العراق أصبحت أقوى الآن وتلك القوى التي يمكن أن تحافظ على وحدة البلاد أصبحت أضعف.
«المسألة تعود في نهاية الأمر للقيادة العراقية أن تعيد الامور السياسية في البلاد لنصابها مرة آخرى».
وسيرسل أوباما مستشارين عسكريين للعراق كما هدد بشن ضربات جوية مع سيطرة إسلاميين سنة على شمال البلاد وتحقيق تقدم نحو بغداد. وقال أوباما إن تزايد عدم الثقة بين الشيعة والسنة عزز التوترات في العراق.
وتعرض أوباما لانتقادات من بعض الجمهوريين بسبب قراره بسحب القوات الأمريكية من العراق عندما فعل ذلك. ودافع أوباما عن قراره.
وقال «مجرد استقرار شيء ما قبل عامين أو أربعة أعوام لا يعني أنه مستقر الآن.»
وقال أوباما إن التحدي الذي يواجه العراق هو تشكيل حكومة يشعر فيها السنة والشيعة والأكراد بأنهم ممثلون فيها بشكل كاف.
وقال أوباما لمحطة «سي.إن.إن» «جزء من المهمة الآن هو رؤية مااذا كان الزعماء العراقيون مستعدين للسمو فوق الدوافع الطائفية والتجمع معا والتوصل لحل وسط.
«إذا لم يستطيعوا لن يكون هناك حل عسكري لهذه المشكلة. ليس هناك كم من قوة النيران الأمريكية يستطيع أن يوحد البلاد.»
وقال أوباما إن المستشارين الأمريكيين سيحددون ماإذا كان يوجد في الجيش العراقي تسلسل قيادة عامل. المساعدة الأمريكية في إقامة عمليات مشتركة تعتمد على التعاون بين الجماعات العرقية والدينية.
وأضاف أوباما إن «الشروط التي نرسل على أساسها أي مستشارين تعتمد على رؤيتنا إنه مازال يوجد داخل الجيش وفي الهيكل السياسي التزام بحكومة عراقية وقوات مسلحة موحدتين وشاملتين. »
وفي السياق قال مسؤولان أمنيان أميركيان إن وكالات المخابرات الأميركية حذرت مرارا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن سياساته تجلب عداء شديدا من العراقيين السنة.
وأضاف المسؤولان أن هذه التحذيرات تضمنتها تقارير وتحليلات سرية لأجهزة المخابرات قدمت في العامين الأخيرين لمسؤولين عن صنع السياسة من بينهم أوباما.
وخلصت التقارير إلى أن المالكي وحكومته يسببان قدرا كبيرا من العداء بين العراقيين السنة، وأنها تعطي قوة وتشجّع جماعات وصفتها بالمتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال مسؤول أمني كبير لوكالة رويترز إن المخابرات سبق أن حذرت المالكي من التقاعس عن تسوية الخلافات الطائفية المتفاقمة، مضيفا أن المسؤولين العراقيين أحوج ما يكونون اليوم لمعالجة هذه التوترات.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» أعلنت أنها تعمل حاليا على تقييم الوضع في العراق وجمع المعلومات الاستخباراتية عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام