الاراضي المحتلة – «وكالات»: قتل فتى فلسطيني من القدس الشرقية بعد خطفه في وقت مبكر من صباح الأمس في ما يبدو عملاً انتقامياً رداً على مقتل ثلاثة إسرائيليين في الضفة الغربية، بحسب ما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وقالت الإذاعة أن الفتى شوهد وهو يرغم على الدخول إلى سيارة في حي شعفاط وتم العثور على جثته بعد عدة ساعات في حي آخر في المدينة، واصفة الحادث بأنه «يشتبه بأنه هجوم انتقامي».
وقال مراسلون إنه يبدو أن قتل الفتى الفلسطيني جاء انتقاما لقتل الإسرائيليين الثلاثة، وإن هذا يحمل مؤشرات على تأثير ذلك على العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل عام..
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة أُبلغت عن شاب «أرغم على ركوب سيارة وربما خطف» وأن حواجز تفتيش أقيمت للبحث عن المشتبه بهم.
واضاف روزنفيليد قوله إنه في وقت لاحق «عثرت الشرطة على جثة في غابة القدس وانها تجري تحريات لمعرفة هل توجد صلة بين الشاب المفقود والجثة التي عثر عليها».
وقال مصدر أمني طلب ألا ينشر اسمه إن إسرائيل تشتبه بأن الشاب خطف وقتل وربما يكون ذلك انتقاما من قتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة.
من جانبه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بادانة خطف وقتل الفتى مثلما ادان هو خطف الاسرائيليين الثلاثة في يونيو الماضي.
وقال مكتب عباس في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا» «يطالب الرئيس عباس نتانياهو بان يدين خطف وقتل الفتى محمد ابو خضير من القدس كما ادنا نحن خطف وقتل» الاسرائيليين الثلاثة.
وبالفعل دان نتانياهو العملية ووصفها بالجريمة «الشنيعة».
وقال مكتب نتانياهو في بيان ان «رئيس الوزراء نتانياهو تحدث قبل ظهر اليوم «الاربعاء» مع وزير الامن الداخلي اسحق اهرونوفيتش وطالب بفتح تحقيق من اجل العثور باسرع وقت ممكن على منفذي هذه الجريمة الشنيعة». ودعا عمدة القدس نير بركات إلى ضبط النفس.
ووقع الحادث بعد يوم من دفن إسرائيل ثلاثة شبان خطفوا بالقرب من مستوطنة يهودية في 12 من يونيو وعثر على جثثهم في الضفة الغربية الاثنين.
وقال سكان فلسطينيون لرويترز إنهم رأوا شابا يرغم على ركوب سيارة خارج متجر سوبرماركت تابع لوالده في منطقة شعفاط بالقدس الأربعاء.
وقال الأهالي إن اسم الشاب محمد أبو خضير ويبلغ من العمر 16 عاما، إلا أن الشرطة الإسرائيلية لم تعلن عن شخصيته..
وشارك عشرات الاسرائيليين الثلاثاء في تشييع الشبان الثلاثة الذين ألقت إسرائيل بمسؤولية خطفهم وقتلهم على حركة المقاومة الاسلامية «حماس» وتوعدت بمعاقبتها.
وكان نتنياهو تعهد بإتخاذ إجراءات قوية ضد حركة حماس الفلسطينية التي تلقي عليها مسؤولية قتل المراهقين بعد اختطافهم وتوعدت بمعاقبتها، إلا أن الأخيرة تنفي أي تورط لها بعملية خطف وقتل المستوطنين.
وشيع الآلاف الاسرائيليين الشبان الثلاثة القتلى الثلاثاء في مستوطنة مودعين بعد العثور على جثث الشبان مساء الاثنين بعد مرور اسبوعين على فقدانهم.
وعقد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر مرتين بعد العثور على جثث الشبان الثلاثة نفتالي فرنكل، جلعاد الشعار وعيال يفراش تحت كومة من الصخور قرب بلدة حلحول الفلسطينية.
ودارت اشتباكات في وقت لاحق امس بين فلسطينيين وأفراد من الشرطة الإسرائيلية بالقرب من منزل الفتى، وألقى شبان فلسطينيون الحجارة على رجال الأمن الإسرائيلين الذين ردوا بإطلاق القنابل الصوتية وقتابل الغاز. واصيب 12 فلسطينيا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في حي «شعفاط» بالقدس خلال المواجهات العنيفة فيما هدمت القوات منزل معتقل فلسطيني قرب الخليل.
وقال شهود عيان ان مواجهات عنيفة دارت بعد الاعلان عن مقتل الفتى محمد ابو خضير حيث استخدم جيش الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي ما ادى الى اصابة 12 فلسطينيا بينهم مصور ومراسلة تلفزويون فلسطين.
واصيب خمسة شبان في مدينة «جنين» شمال الضفة الغربية خلال اقتحام عدد كبير من قوات جيش الاحتلال.
واعتقل 32 فلسطينيا في الضفة الغربية من بينهم اسرى محررون وفتاة وهي بشرى الطويل التي افرج عنها قبل اشهر. واقدم مستوطنون على احراق منشآت زراعية قرب مدينة نابلس وخطوا شعارات «دفع الثمن» تدعو الى الانتقام من الفلسطينيين والعرب.
ومن جانب اخر قال رئيس بلدية بلدة «اذنا» هاشم الطميزي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان «قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت البلدة امس وقامت بتفجير منزل المعتقل زياد عواد غرب مدينة الخليل».
واضاف الطميزي ان مواجهات وقعت بين شبان في القرية وقوات الاحتلال التي هدمت المنزل بعد زرعه بالمتفجرات.
وأوضح ان «قوات الاحتلال اغلقت مداخل القرية وشددت الخناق عليها منذ اختفاء اثار المستوطنين الثلاثة ما انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي».
وكانت المحكمة العليا في اسرائيل رفضت يوم امس الاول استئنافا تقدمت به عائلة عواد ومؤسسات حقوقية اسرائيلية واقرت هدم المنزل واتهمت سلطات الاحتلال عواد بقتل ضابطا اسرائيليا قبل ثلاثة اشهر. ومن جهتها قالت المديرة التنفيذية للهيئة المستقلة لحقوق الانسان رندة سنيورة ل»كونا» ان سياسة هدم المنازل عقوبة جماعية مخالفة للقانون الدولي وهي عقوبة مستمرة تطال افراد الاسرة. واضافت سنيورة ان الاحتلال يتذرع بحجج كثيرة لهدم المنازل لكنها عقوبة جماعية من قوة احتلال غير شرعية مشيرا الى انه يهدم المنازل ويمنع اصحابها من اعادة ترميمها او بنائها من جديد.
يذكر انه خلال سنوات الاحتلال اتبعت اسرائيل سياسة هدم المنازل كعقوبة رادعة للمقاومين او للضغط على عائلات المطلوبين للادلاء بمعلومات عن اماكن وجود ابنائهم.