دولي

الاراضي المحتلة – «وكالات»: شن طيران الحرب الاسرائيلي سلسلة غارات جوية عنيفة ومتتالية طالت اهدافا عدة في مختلف انحاء قطاع غزة وذلك خلال الساعات الاولى من فجر الامس مما اسفر عن سقوط عشرة جرحى جراء الغارات.
وتركزت هذه الغارات في معظمها والتي اطلقت فيها صواريخ شديدة الانفجار على مواقع تدريب تعود لفصائل فلسطينية سبق وان تعرضت مؤخرا لغارات مماثلة ومناطق مفتوحة وارضي زراعية.
واسفرت هذه الغارات والتي جرت في وقت متزامن وفق ما نقلت محطات اذاعة محلية عن مصادر طبية عن «اصابة عشرة مواطنين بجراح متفاوتة والذين نقلوا الى مستشفيات قطاع غزة المتختلفة لتلقي العلاج الطبي».
وطالت اولى هذه الغارات الجوية ارضا زراعية في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع اطلق خلالها صاروخ احدث انفجاره حفرة كبيرة في الارض فيما تعرضت منازل قريبة من المكان لاضرار مادية.
وقالت المصادر الطبية « ان سبعة مواطنين اصيبوا في هذه الغارة من بينهم سيدة مسنة وثلاث فتيات تم نقلهم الى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لتلقي العلاج».
وشنت طائرات الاحتلال غارة اخرى في هذه البلدة استهدفت بثلاثة صواريخ موقع تدريب يعود لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» بالاضافة الى موقع تدريب يسمى «اليرموك» في غزة التابع لكتائب القسام كذلك.
واسفرت هذه الغارات عن اصابة ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة بشظايا صاروخ استهدف هذه المواقع وتم نقلهم إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة لتلقي العلاج.
واستهدفت غارات الاحتلال كذلك بثلاثة صواريخ موقع «السفينة» وهي الاسم الذي كان يطلق على مبنى ادارة المخابرات العامة الفلسطينية «المدمر تماما منذ سنوات» الواقع شمال غرب غزة.
وفي مدينة رفح باقصى جنوب قطاع غزة اغارت طائرات الحرب هذه على موقع «بيسان» التابع لكتائب القسام بشمال غرب مدينة رفح والذي استهدف بعدة صواريخ.
وعلي صعيد منفصل عم الاضراب الشامل مدينة القدس حدادا على استشهاد الفتى محمد ابو خضير بعد اختطافه وقتله على يد مستوطنين.
واغلقت المحال التجارية ابوابها في القدس وحي شعفاط وساد التوتر المدينة فيما استمرت المواجهات حتى فجر الامس.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان التحقيق في مقتل الفتى ابو خضير مستمر وان جثته تم تنقلها امس الى معهد الطب العدلي لتشريحها.
وطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم امس الاول الحكومة الاسرائيلية بانزال اشد العقاب على المستوطنين الذين قتلوا الفتى.
وقال الهلال الاحمر الفلسطيني في القدس ان اكثر من 80 شخصا اصيبوا خلال المواجهات في حي شعفاط.
وقال شهود عيان لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان المواجهات امتدت الى احياء عدة في القدس وان الجيش استخدم الرصاص الحي خلال المواجهات.
ودارت مواجهات صباح الامس بين الشبان وجيش الاحتلال في مخيم العروب وبلدة صوريف قرب الخليل اسفرت عن وقوع 3 اصابات.
واعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينيا في الضفة الغربية من بينهم عماد نوفل نائب عن حماس من مدينة قلقيلية واسرى محررون.
من جانبها توعدت حركة المقاومة الاسلامية حماس المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس المحتلة بالقتل والثأر لدماء الشهيد الطفل محمد أبو خضير.
وقال القيادي في الحركة طلال نصار خلال مؤتمر صحفي عقد عقب مسيرات جابت شوارع مدينة غزة: «ليس أمام المستوطنين في الضفة الغربية والقدس إلا خيارين لا ثالث لهما، إما الموت على يد المقاومة، أو الرحيل إلى حيث جاؤوا والنجاة لهم ولعائلاتهم، فليس لهم أمن وأمان على أرضنا». وأضاف:»الجريمة لن تمر مرور الكرام وسيدفع الاحتلال ثمنها غاليا»، داعيًا الرئيس محمود عباس بوقف سياسة التنسيق الأمني الذي يوفر الحماية للمستوطنين ويحرم المقاومة من القيام بدورها في حماية شعبنا.
وتساءل القيادي في حماس عن دور الأجهزة الأمنية في حماية الشعب الفلسسطيني من جبروت المستوطنين، مستدركا «لماذا لا تنسق السلطة حاليا مع الاحتلال لكشف قتلة أبو خضير، كما فعلت في التنسيق مع الاحتلال في البحث عن 3 مستوطنين؟».
وطالب من وصفهم بـ»المتباكين» على «إسرائيل»، من أطراف دولية وغيرها أن ينظروا إلى الممارسات البشعة التي تجاوزت كل الحدود في الضفة الغربية على يد المستوطنين، مبينًا أن ذلك يستوجب على الجميع تحمل مسئوليته كاملة تجاه الإنسان الفلسطيني. وناشد نصار منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفولة برفع صوتها عاليًا في كشف الوجه الحقيقي للاحتلال «الإسرائيلي» وقطعان مستوطنيه هناك.
وفي ذات السياق أكد أن تهديدات الاحتلال لقطاع غزة ستكلفه ثمنًا غاليًا إذا أقدم على تنفيذ أي منها، موضحًا أن المقاومة لديها استراتيجية واضحة للرد على الاحتلال في الوقت الذي تحدده وتراه مناسبا.
وتابع «لا نستبعد أن يرتكب الاحتلال أي جريمة قتل أو اغتيال، فهو يسعى إلى خلط الأوراق عبر جرائمه العسكرية المتواصلة»، لافتًا إلى أن العدوان على الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى ذريعة.
واستدرك: «إسرائيل تحاول حاليًا ممارسة عدوانها وجرائمها بحق الفلسطينيين بالتزامن مع تزوير وقلب الحقائق أمام الرأي الدولي؛ لإظهار نفسها أنها الضحية».
سياسيا اعرب مجلس الامن عن الحزن العميق وادانته الشديدة لاختطاف وقتل محمد أبو خضير في القدس الشرقية.
وقدم رئيس المجلس الحالي رواندا والدول الاعضاء ال15 في بيان للصحافة صدر هنا الليلة الماضية تعازيهم إلى أسرة الضحية وإلى الشعب الفلسطيني وتعاطفهم معهم لهذا الفعل «الشنيع».
وشددت الدول الأعضاء في المجلس على ضرورة تقديم الجناة الذين قاموا بهذا العمل الذي قالت انه «يدعو إلى الأسى للعدالة» داعين إلى «تهدئة فورية للاوضاع».
ومن جهة اخرى قال السفير الفلسطيني رياض منصور في رسالتين متطابقتين موجهتين في وقت سابق إلى رئيس المجلس والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ان «الحكومة الفلسطينية ادانت اغتيال أبو خضير على يد المستوطنين الإسرائيليين الإرهابيين» محملا «الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذه الجريمة الفضيعة وثقافة الإفلات من العقاب». واضاف «ندعو المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن ليعلن وبشكل لا لبس فيه إدانة اختطاف أبو خضير الوحشية وقتله ودعوة إسرائيل إلى وقف ملموس لجميع أعمال العقاب الجماعي والانتقام الناجمة عن مقتل الإسرائيليين الثلاثة».
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال العسكري الإسرائيلي لمدة 47 عاما له حق التمتع بالحماية بمقتضى القانون الدولي الإنساني» منبها الى ان الوضع في الأراضي المحتلة يتطلب اهتماما عاجلا».
وشدد على ان «المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن لا يمكن أن يبقى صامتا ويكتفي بالاستمرار في التعبير عن الأسف فقط أو خيبة الأمل إزاء انتهاكات إسرائيل».
وفي ذات السياق قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في بيان لها الليلة قبل الماضية ان «الغضب المبرر على مقتل الفتى الفلسطيني أوالإسرائيليين الثلاثة هو تذكير كي لاتصبح هذه الهجمات ضد الأطفال معتادة في أي مكان وأي شكل من الأشكال وأي وقت».
ودعت الى ضبط النفس من كلا الجانبين لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتذكيرها بواجبها القانوني والأخلاقي لحماية الأطفال من الأذى.  من جانبه دان الاتحاد الاوروبي «بأشد العبارات» حادث مقتل الفتى الفلسطيني. وقال مكتب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون إن الاتحاد يعرب عن خالص تعازيه لأسرة الفتى الفلسطيني وأصدقائه وتبادله الاحزان معهم.
وطالب البيان بتقديم مرتكبي هذا العمل للعدالة مرحبا بإعلان السلطات الإسرائيلية إجراء تحقيق سريع في الحادث. واضاف «اننا قلقون للغاية بشأن أحدث التطورات التي تزيد من خطر حدوث مزيد من التصعيد وندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».
وكان البيت الابيض قد دان من جانبه الحادث ودعا السلطات إلى اتخاذ خطوات لمنع تصاعد التوتر.
وقال جوش إيرنيست المتحدث باسم البيت الأبيض في تصريحه الصحفي المعتاد «الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة القتل البشع للمراهق الفلسطيني محمد حسين أبو خضير.. وندعو حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع أجواء الانتقام والثأر.»
من جانبها دانت وزيرة الخارجية الايطالية عملية قتل الفتى الفلسطيني المقدسي داعية الى معاقبة مرتكبي الجريمة وتجنب دوامة «الكراهية».
وأعربت الوزيرة فيدريكا موغيريني في بيان رسمي عن «مواساة أسرة هذا الفتى في معاناتها من هذه المأساة» متقدمة باسمها ونيابة عن الحكومة الايطالية بالتعازي الى الشعب الفلسطيني».
وشددت موغيريني على «ضرورة تحديد المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة على وجه العجل وأن يسهم الجميع في تجنب اشعال دوامة من الكراهية والعنف».