
عواصم – «وكالات»: وافقت إسرائيل امس على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة لكن حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تدير القطاع نظرت للمبادرة بتشكك وقالت إن القاهرة لم تستشرها.
وتعهد الجناح العسكري لحماس بأن هجماته ستزداد ضراوة وشدة لكن إطلاق الصواريخ الفلسطينية تراجع قبيل بدء وقف إطلاق النار في وقت مبكر امس.
وقالت إسرائيل إن صاروخين اطلقا عبر الحدود اثناء الليل دون وقوع إصابات وإنها قصفت 25 موقعا في غزة.
وفي مقر الجيش الإسرائيلي بتل أبيب قال مجلس الوزراء الأمني المصغر بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه صوت بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار قبل دقائق من دخوله حيز التنفيذ.
ونظر عاموس جلعاد المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية ومبعوث إسرائيل للقاهرة للاتفاق بشكل إيجابي قائلا إن حماس أضعفها القصف الجوي والبحري على غزة.
من جانبه قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في غزة إن الحركة لم تتلق اقتراحا رسميا بوقف إطلاق النار وكرر موقف الحركة بأنه يجب أولا تلبية المطالب التي قدمتها قبل أن توقف إطلاق النار.
ورفضت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس محتوى المبادرة المصرية وقالت إن المعركة مستمرة ضد العدو وستزداد ضراوة وشدة.
واطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ على إسرائيل امس بعد موافقتها علي المبادرة.
وبموجب المبادرة التي أعلنتها وزارة الخارجية المصرية تبدأ «تفاهمات التهدئة» في الساعة التاسعة صباحا «0600 بتوقيت جرينتش» على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.
واطلقت صواريخ على إسرائيل بعد الساعة التاسعة صباحا واظهرت لقطات تلفزيونية نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ وهو يعترض عدة صواريخ فوق ميناء أسدود. وقالت خدمات الطوارئ إنه لم تقع إصابات.
ودوت صفارات الإنذار في أجزاء من جنوب إسرائيل بعدما ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن عشرة صواريخ اطلقت.
وقالت إسرائيل إنها أوقفت هجماتها على قطاع غزة لكنها سترد بقوة إذا استمرت الهجمات الفلسطينية.
وقضت المبادرة بأن تستقبل مصر وفودا «رفيعة المستوى» من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.
ويقول قادة حماس أن الهدنة يجب أن تتضمن رفع حصار إسرائيل عن قطاع غزة وإعادة الالتزام باتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه في حرب غزة التي استمرت ثمانية أيام في عام 2012.
وفضلا عن ذلك تريد حماس أن تخفف مصر القيود في معبر رفح بينها وبين قطاع غزة التي فرضت بعد أن عزل الجيش الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو تموز الماضي.
غير أن المبادرة المصرية لم تورد ذكرا لمعبر رفح أو متى يتم تخفيف أي قيود. واكتفى بقوله أن المعابر ستفتح ويتم تسهيل انتقال الأفراد والبضائع حينما يستقر الوضع الأمني على الأرض.
وقالت حماس إن على إسرائيل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية الشهر الماضي أثناء البحث عن الطلاب الثلاثة. ومن بين المحتجزين أكثر من 50 شخصا من حماس أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية في تبادل للسجناء في 2011.
ولم تورد مبادرة وقف إطلاق النار المقترحة ذكرا للأسرى الفلسطينيين في نصها على أن القضايا الأخرى ومنها القضايا الأمنية ستناقش مع كل الأطراف.
وقالت جامعة الدول العربية في بيان إنها ترحب بالمبادرة المصرية لحماية أرواح الأبرياء.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحب بالمبادرة ودعا مختلف الأطراف لقبولها مطالبا «بأن تمهد هذه المبادرة لجهد سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.»
الي ذلك اعلنت مصادر طبية فلسطينية ان عدد شهداء العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ارتفع صباح الامس الى 192 شهيدا واكثر من 1400 مصابا.