دولي

الاراضي المحتلة – «وكالات»: ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس مجزرة ذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى طالت حي الشجاعية في الاطراف الشرقية من غزة فيما منع المنظمات الانسانية من دخول المنطقة.
وتحدث سكان هاربون من حي الشجاعية عن سقوط مئات القذائف المدفعية على منازلهم ما اجبر الالاف على التوجه الى وسط المدينة بحثا عن السلامة مؤكدين ان عشرات الشهداء ومئات الجرحى يخشى انهم سقطوا في هذه المجزرة والتي تعجز سيارات الاسعاف عن الوصول اليهم.
وفي مختلف شوارع مدينة غزة برزت مظاهرة مؤلمة لامواج من الناس منهم اطفال ونساء والذين هربوا دون حمل أي شيء من متاعهم فيما تعالت اصوات الكثيرين منهم بالبكاء والصراخ.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة ان قوات الاحتلال منعت نقل الجرحى والمصابين والشهداء من مكان استشهادهم الى المستشفيات.
واكد القدرة في تصريح صحافي ان القوات الاسرائيلية تطلق قذائفها وصواريخها بشكل كثيف على سيارات الاسعاف والدفاع المدني وكذلك منازل المواطنين الذين قتلت منها اعدادا يصعب حصرها في هذا الوقت.
وأشار الى محاولات حثيثة تبذلها الطواقم الطبية للوصول الى الضحايا في كل مكان من اطراف غزة الشرقية.
وأضاف ان محاولات تبذل عبر مؤسسات دولية مثل الصليب الاحمر للاتصال بالجانب الاسرائيلي للسماح بدخول سيارات الاسعاف لحي الشجاعية دون جدوى.
ووصف القدرة ساعات ما بعد منتصف الليلة الماضية بأنها الاعنف منذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة قبل اسبوعين.
وقال ان الاحتلال الذي توعد بهدم حي الشجاعية كليا اعتبر ان هذا الحي منطقة عمليات عسكرية مغلقة يحظر على أي جهة الدخول اليها.
وأعلن القدرة استشهاد 3 شبان وثلاثة اشقاء اخرين ورجل مسن في القصف الذي استهدف مدينة رفح الى جانب استشهاد شاب في المحافظة الوسطى وعائلة نجل احد قياديي حركة حماس مكونة من رجل وزوجته وطفليه اضافة الى رجل اخر في قصف استهداف منازلهم في حي الشجاعية.
وشهدت مختلف شوارع مدينة غزة مظاهر مؤلمة لامواج من الناس منهم اطفال ونساء فارين من جحيم القصف الاسرائيلي دون حمل أي شيء من متاعهم فيما تعالت اصوات الكثيرين منهم بالبكاء والصراخ.
اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة امس ان حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية تجاوزت 400 قتيل.
وقال وكيل الوزارة يوسف ابو الريش في مؤتمر صحافي عقد في مستشفى الشفاء في غزة «عدد الشهداء منذ بدء الحرب بلغ 410 شهداء واكثر من 3020 جريحا غالبيتهم من المدنيين».
وبالرجوع الي الوضع الميداني انتهت هدنة انسانية قصيرة الامد في حي الشجاعية امس قبل ان تبدأ بعد ان اتهم الجيش الاسرائيلي نشطاء من حركة حماس بخرق الهدنة مؤكدا انه «رد» على ذلك.
وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع تويتر «مرة اخرى تخرق حماس وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه اللجنة الدولية للصليب الاحمر لاهداف انسانية، والجيش يرد وفقا لذلك» وذلك بعد اربعين دقيقة من اعلان الهدنة.
وكانت اسرائيل قد وافقت على إعلان هدنة لأغراض إنسانية الطارئة في حي الشجاعية شرق غزة لمدة ساعتين، اعتبارا من الواحدة والنصف وحتى الثالثة والنصف من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، وذلك لنقل الجثث والجرحى من الحي، ودعت إسرائيل سكان الشجاعية إلى مغادرة منازلهم خلال هذه الفترة الزمنية والتوجه غربا الى مدينة غزة.
من جانبها اتهمت حركة حماس الجانب الإسرائيلي بارتكاب ما وصفتها بـ»جريمة حرب،» كما أكدت أن الغزو البري «فشل.»
وقال الناطق باسم حركة حماس، سامي أبوزهري، إن مكتب الصليب الأحمر اتصل بالحركة وعرض التوسط لعقد تهدئة إنسانية لمدة ثلاث ساعات لتمكين سيارات الاسعاف من إخلاء القتلى من الحي، مضيفا أن الحركة وافقت ولكن إسرائيل رفضت، وهو أمر لم يؤكده مكتب الصليب الأحمر أو الجانب الإسرائيلي.
واتهم أبوزهري الجيش الإسرائيلي بارتكاب ما وصفها بـ»جريمة حرب» في حي الشجاعية مضيفا أنه يحاول «منع العالم من الاطلاع على حقيقة المجزرة التي ارتكبها في غزة» وأضاف: «لن تنكسر إرادة شعبنا والمقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة ولن تسمح للاحتلال بأن تطأ قدمه أرض غزة» مؤكدا أن ما وصفه بـ»العدوان البري» قد فشل.
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تعليق على صفحته بموقع فيسبوك، إن الجيش الإسرائيلي واصل ضرب ما وصفها بـ»أوكار الإرهابيين في قطاع غزة» وتابع أدرعي بالقول إن حماس تطلق صواريخها من الأحياء السكنية، محملا الحركة مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين لهذا السبب.
وكانت المشاهد الواردة من غزة منذ ساعات الصباح قد أظهرت فرار المئات من الفلسطينيين وسط حالة من الذعر باتجاه قلب مدينة غزة صباح الأحد، مع اشتداد الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حي الشجاعية.
وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع فوق حي الشجاعية، وأظهرت لقطاعات فيديو للحي مروحيات عسكرية تحلق في سمائه بينما تهرع سيارات الإسعاف إلى الموقع لمعالجة الجرحى الذين فاق عددهم 200 جريح في الحي، وفقا للناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع، أشرف القدرة.
من جانبها وصفت الرئاسة الفلسطينية ما جري في حي الشجاعية بالمجزرة.
وأدانت الرئاسة في بيان بثته الوكالة الرسمية «المجزرة الجديدة التي ارتكبتها الحكومة الاسرائيلية فجر اليوم الاحد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والتي راح ضحيتها اكثر من عشرين شهيدا و 150 جريحا معظمهم من النساء والاطفال.»
وطالب نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيان «الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره.»
و أعلنت إسرائيل يوم الأحد توسيع هجومها البري في قطاع غزة واستمر النشطاء الفلسطينيون في اطلاق الصواريخ باتجاهها في ظل غياب بوادر انفراجة دبلوماسية لانهاء أسوأ قتال منذ عامين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن اثنين من الجنود قتلوا في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين بقطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، وقد قتلا نتيجة تعرض آلية هندسية لإطلاق صاروخ مضاد للدروع في منطقة رفح، في حين أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي أن قوات برية كبيرة انضمت خلال ساعات الليل الفائت الى القوات العاملة داخل القطاع.
وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى في الجانب الإسرائيلي إلى خمسة جنود، علاوة على جرح 30 جنديا جراء الاشتباكات في قطاع غزة، وصفت حالة ثلاثة منهم بأنها خطيرة، وحالة الباقين بأنها بين متوسطة وطفيفة.
وكلن كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» قالت أن مقاتليها تمكنوا فجر الامس من قتل 14 جنديا اسرائيليا شمال شرق مدينة غزة.
وذكرت كتائب القسام في بيان صحفي أنها أوقعت قوة راجلة ومؤللة من جنود الاحتلال في كمين محكم بعد استدراجها عند محاولتها التقدم شرق حي التفاح القريب من السياج الفاصل مع اسرائيل.
وأوضحت ان دبابات اسرائيلية وناقلات جند وقعت في حقل ألغام مكون من عبوات برميلية تم تفجيرها بالكامل قبل أن يتقدم مجاهدو الكتائب ويطلقوا النيران على كل من في الاليات الاسرائيلية وعددهم 14 عسكريا ما أدى الى تدمير القوة الاسرائيلية بالكامل.
وتوعدت كتائب القسام الاحتلال بمواجهته بالاف المقاتلين «المستعدين لسحق آلياته وإيقاع جنوده بين قتيل وجريح وأسير» في حال تقدم اكثر في قطاع غزة.
ومع توسع العملية العسكرية البرية في قطاع غزة استمرت الفصائل الفلسطينية باستهداف إسرائيل بالصواريخ، وقد أدى أحد الصواريخ إلى مقتل إسرائيلي وجرح أربعة في النقب، لترتفع حصيلة المدنيين الإسرائيليين الذين قتلوا جراء الصواريخ الفلسطينية إلى اثنين.
ورغم تأكيد الحكومة الإسرائيلية على أن قواتها «لا تستهدف المدنيين وتعمل على تجنب وقوع خسائر بشرية بين الأبرياء» إلا أن الأمم المتحدة أشارت في تقرير لها حول الأوضاع بغزة إلى أن 70 في المائة من القتلى في القطاع هم من المدنيين، ويشكل الأطفال 20 في المائة منهم.