
الاراضي المحتلة – «وكالات»: واصلت اسرائيل هجماتها في قطاع غزة وقتلت عشرة فلسطينيين امس في الوقت الذي تنامت فيه الضغوط الدبلوماسية لانهاء الصراع الذي تفجر منذ 14 يوما ويعد الأسوأ بين الجانبين منذ خمس سنوات.
وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء غزة واستمر القصف الاسرائيلي للقطاع الساحلي بينما قال الجيش الاسرائيلي ان حركة المقاومة الاسلامية «حماس» والجماعات المتحالفة معها اطلقت 11 صاروخا على جنوب اسرائيل.
واعلن مصدر طبي فلسطيني ان سبعة فلسطينيين قتلوا امس في غارات جوية اسرائيلية جديدة على قطاع غزة حيث تشن الدولة العبرية منذ 15 يوما عملية عسكرية اسفرت عن مقتل 592 فلسطينيا حتى الآن معظمهم من المدنيين.
وقال الجيش الاسرائيلي انه قتل 183 نشطا فلسطينيا.
وقال الجيش الاسرائيلي ان عدد الجنود الاسرائيليين القتلى ارتفع ايضا ليصل الي 27 مع مقتل جنديين في القتال في الاربع والعشرين ساعة الماضية. وهذا الرقم هو ثلاثة امثال الخسائر التي لحقت باسرائيل تقريبا في آخر غزو بري لها للقطاع في حرب 2008-2009.
كما قتل مدنيان بنيران صواريخ اطلقت من غزة ليصبح العدد الاجمالي للقتلى الاسرائيليين 29 قتيلا.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن الجيش الإسرائيلي قوله امس إن أحد جنوده فقد في قطاع غزة ويعتقد أنه قتل. ويأتي التصريح بعد يومين من اعلان حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أنها أسرت جنديا اسرائيليا خلال الاشتباكات. وقالت القناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية إن الجيش يعتقد أن الجندي قتل مع ستة جنود آخرين في هجوم على مركبة مدرعة يوم الأحد. ولكن الجيش تعرف على ست جثث فقط.
وامتد العنف ايضا الي الضفة الغربية المحتلة حيث قال مسعفون ان شابا فلسطينيا قتل برصاص جنود اسرائيليين اثناء قيامهم بتفريق محتجين يرشقون سيارة جيب عسكرية بالحجارة.
وقالت اسرائيل ان فلسطينيا اطلق النار على سيارة فأصاب اسرائيليا بجروح خطيرة في منطقة نابلس في وقت مبكر يوم الثلاثاء.
ووصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري الي مصر الاثنين في مهمة أوفده فيها الرئيس الامريكي باراك أوباما للسعي الي وقف لاطلاق النار «في أقرب وقت ممكن».
ومن المقرر ان يسافر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الذي التقى في القاهرة مع كيري الى اسرائيل خلال الساعات القليلة القادمة لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كما يلتقي مع مسؤولين فلسطينيين في الضفة الغربية.
وذكر راديو اسرائيل ان حركة الجهاد الاسلامي المتحالفة مع حماس قالت ان الاطراف قد توافق على هدنة انسانية تستمر خمس ساعات للسماح للمدنيين بتخزين المؤن الاساسية. بينما قال مسؤولون اسرائيليون ان لا علم لهم بهذا الاتفاق.
ولا تخفي اسرائيل عدم تعجلها في التوصل الى وقف لاطلاق النار قبل ان تحقق هدفها في اعاقة البنية التحتية لحماس بما في ذلك ترسانتها من الصواريخ وشبكة من الانفاق تهدد اسرائيليين يعيشون قرب حدود غزة.
وقالت حماس - التي قتلت 13 جنديا في غزة يوم الاحد في أكبر حصيلة قتلى في يوم واحد منذ ثمانية أعوام انها لن تلقي السلاح الى ان تلبى مطالبها التي تشمل انهاء الحصار المفروض على القطاع من جانب اسرائيل والافراج عن بضع مئات من الفلسطينيين احتجزتهم اسرائيل الشهر الماضي خلال عملية البحث عن ثلاثة شبان يهود عثر عليهم في وقت لاحق قتلى. وألقت اسرائيل مسؤولية خطفهم على حماس.
وقال اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس في كلمة أذاعها التلفزيون انه يتعين على العالم ان يفهم ان غزة قررت انهاء الحصار بدمائها وبطولتها.
وأعلن وزير الخارجية الامريكي ان الولايات المتحدة ستقدم 47 مليون دولار مساعدات انسانية لغزة وقال كيري ان واشنطن «قلقة للغاية من توابع الجهود الاسرائيلية المناسبة والمشروعة للدفاع عن نفسها. ما من دولة ستقف مكتوفة الايدي والصواريخ تهاجمها.»
واستطرد «لكن دائما في اي صراع هناك قلق على المدنيين على الاطفال والنساء والمجتمعات التي تجد نفسها محاصرة «في الصراع».»
ويعتزم كيري البقاء في القاهرة حتى صباح اليوم الاربعاء لكن موعد مغادرته المنطقة غير محدد. وقال مسؤولون انه قد يسافر الى قطر الدولة الخليجية التي لها روابط وثيقة نسبيا مع حماس وتستضيف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة الاسلامية.
وقالت وزارة الصحة في غزة ان أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 70 في مستشفى الأقصى بوسط القطاع عندما ضربت قذيفة دبابة إسرائيلية الطابق الثالث الذي يضم غرف عمليات ووحدة للعناية المركزة.
وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيانا تندد فيه بقصف مستشفى الاقصى «بأقوى العبارات». وقال البيان ان المستشفى تعرض لنيران مباشرة أربع مرات على الاقل وان أجهزة انقاذ الارواح لحقت بها أضرار بالغة.
ولم يصدر على الفور تعقيب من الجيش الإسرائيلي الذي يتهم حماس بإطلاق الصواريخ من أراضي مستشفيات غزة والاحتماء هناك.
وفي محاولة لنقل المعارك الى الاراضي الإسرائيلية تسللت مجموعتان من المقاتلين الفلسطينيين الذين ارتدوا زي الجيش الإسرائيلي من غزة عبر نفقين في ساعة مبكرة من صباح الاثنين واطلقوا قذيفة صاروخية على سيارة جيب عسكرية.
وقالت إسرائيل ان مقاتلي حماس وحلفاءهم حاولوا مرارا التسلل الى اسرائيل من خلال الانفاق في مسعى لمهاجمة القرى ومعسكرات الجيش المنتشرة في منطقة الحدود.
ودفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقوات البرية إلى غزة يوم الخميس سعيا لتدمير الانفاق ومخزون الصواريخ لدى النشطاء.