
عواصم – «وكالات»: استأنفت اسرائيل امس هجومها العسكري المدمر على قطاع غزة بعد اطلاق صواريخ مجددا عليها ما ادى الى مقتل جندي ليل السبت الاحد وانهاء تمديد الهدنة الانسانية الذي رفضته حركة حماس.
وتاتي الضربات الجديدة بعد عشر ساعات على اعلان اسرائيل انها ستلتزم بهدنة لمدة 24 ساعة اضافية، وهو ما رفضته حماس وواصلت اطلاق صواريخ عبر الحدود.
كما جاء ذلك بعدما اجتمعت قوى كبرى في باريس لبحث سبل انهاء العملية الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 20 يوما والتي اسفرت عن مقتل اكثر من الف فلسطيني و46 شخصا في اسرائيل.
واثر القرار الذي اتخذته الحكومة الامنية الاسرائيلية في وقت متاخر ليل السبت الاحد بتمديد الهدنة الانسانية لمدة 24 ساعة بموجب طلب من الامم المتحدة، عاش سكان غزة اول ليلة هادئة منذ ثلاثة اسابيع.
لكن قرار اسرائيل وقف العمليات الحرية حتى الساعة 21,00 تغ من الاحد لم تتجاوب معه حماس التي اعلنت انها لن توقف اطلاق الصواريخ قبل انسحاب الدبابات الاسرائيلية من القطاع.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان «لا قيمة لاي تهدئة انسانية لا تنسحب بموجبها الدبابات الاسرائيلية ولا تمكن الناس من العودة الى بيوتهم ولا تتيح اخلاء جميع الشهداء والجرحى».
بدوره قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ايضا لفرانس برس ان «اي تهدئة لا تضمن انسحاب جنود الاحتلال من داخل قطاع غزة وتمكين المواطنين من العودة الى منازلهم واخلاء المصابين غير مقبولة».
لكن اسرائيل وحماس التزمتا بهدنة انسانية السبت لمدة 12 ساعة، وبعد انتهائها استأنف عناصر حماس اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على اسرائيل ما ادى الى مقتل جندي كما اعلن الجيش الاسرائيلي.
وقالت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان «هذا الجندي قتل بقذيفة هاون اطلقت من قطاع غزة واصابت الاراضي الاسرائيلية».
وقال الجيش الاسرائيلي ايضا ان حوالى عشرين صاروخا اطلق مساء السبت وصباح الاحد على جنوب اسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم الجيش «سنواصل الالتزام بالهدنة الانسانية. لم تشن اسرائيل غارات رغم اطلاق الصواريخ» مشيرة الى انها ردت فقط عبر اطلاق نيران مدفعية.
وبعيد ذلك اعلنت اسرائيل انها تستانف عملياتها العسكرية على قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان «بعد استمرار اطلاق حماس للصواريخ بشكل متواصل خلال الهدنة الانسانية التي تم الاتفاق عليها من اجل السكان المدنيين في غزة، سيقوم الجيش الان باستئناف انشطته الجوية والبحرية والبرية في قطاع غزة».
من جهته، اكد المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر «نظرا للانتهاكات الصارخة للهدنة الانسانية من قبل حماس، فان الجيش سيقوم الان باستئناف انشطته الهجومية».
وبعد الاعلان، سمع دوي انفجارات في مدينة غزة بحسب مراسل لفرانس برس.
وحصيلة الضحايا الفلسطينيين التي تجاوزت الاف قتيل السبت، ارتفعت مجددا الاحد مع مقتل ثلاثة اشخاص في قصف على وسط وجنوب غزة كما افادت مصادر طبية.
وبعيد انتهاء الهدنة الانسانية، استأنفت حماس اطلاق الصواريخ على جنوب ووسط اسرائيل.
وادت قذيفة هاون الى مقتل جندي اسرائيلي كما اعلن الجيش مشيرا الى ان جنديين اخرين توفيا متاثرين بجروح اصيبا بها في وقت سابق خلال الاسبوع.
وبذلك يرتفع عدد قتلى الجنود الاسرائيلي الى 43 في الايام التسعة الماضية مع بدء الجيش الهجوم البري ضمن العملية من اجل تدمير شبكة انفاق متطورة تربط بين غزة واسرائيل.
وقتل مدنيان اسرائيليان ومزارع تايلاندي ايضا في اطلاق الصواريخ منذ بدء العملية.
ولم يتكبد الجيش الاسرائيلي مثل هكذا خسارة بشرية فادحة منذ حرب 2006 ضد حزب الله في لبنان والتي خسر فيها 119 جنديا.
وخلال هدنة السبت عاد الفلسطينيون الى احيائهم المدمرة، بحثا عما تبقى لهم بين الحطام.
ونصحت حركة حماس النازحين بعدم الاقتراب من المباني المدمرة جراء القصف الاسرائيلي ومن ساحات المعارك خشية من وجود اي عبوات غير منفجرة. وقال خضر سكر من حي الشجاعية الذي تعرض لقصف اسرائيلي عنيف «نخاف ان نفتح احد الابواب ونجد قنبلة».
وفي باريس حث وزراء خارجية دول كبرى الطرفين على تمديد الهدنة من اجل افساح المجال امام مفاوضات من اجل التوصل الى وقف اطلاق النار لمدة اطول.
والتقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت في باريس نظراءه من دول اوروبية وشرق اوسطية في محاولة لدفع طرفي النزاع الى تمديد وقف اطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحافيين في ختام الاجتماع «ندعو كل الاطراف الى تمديد وقف اطلاق النار الانساني لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد».
والوضع في غزة ادى الى توتر في الضفة الغربية والقدس الشرقية حيث نظمت تظاهرات بعد صلاة الجمعة وكذلك السبت وحيث قتل ثمانية فلسطينيين برصاص جنود اسرائيليين او على ايدي مستوطنين.
ومنتصف نهار الامس اعلنت حركة حماس الاحد وبالتوافق مع الفصائل الفلسطينية في القطاع وافقت على «تهدئة انسانية» في قطاع غزة لمدة اربع وعشرين ساعة «استجابة» لطلب من الامم المتحدة.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة في بيان صحافي «استجابة لتدخل من الامم المتحدة ومراعاة لاوضاع شعبنا واجواء العيد، تم التوافق مع فصائل المقاومة على تهدئة انسانية لمدة 24 ساعة تبدا من الساعة الثانية ظهرا».
ولكن قتلت سيدة فلسطينية في قصف جوي اسرائيلي بعد ذلك على منزل غرب مدينة غزة بعد دقائق من اعلان حركة حماس موافقتها على «تهدئة انسانية» في قطاع غزة لمدة اربع وعشرين ساعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة «استشهدت المواطنة جليلة فرج عياد واصيب نجلها بجراح حرجة جدا جراء استهداف منزلهما».
ومن جهته أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنه لم يتلق بعد أي قرار من المستوى السياسي بوقف العمليات العسكرية التي استأنفت صباح الامس.
أما الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية فقال إنه لا تعليق لديه إلى الآن على موافقة الفصائل الفلسطينية بتجديد التهدئة.