عواصم – «وكالات»: قال رئيس وزراء العراق نوري المالكي الذي يتعرض لضغوط متزايدة ليتخلى عن محاولته الفوز بفترة ثالثة في منصبه إن أي محاولة غير دستورية لتشكيل حكومة جديدة ستفتح أبواب الجحيم في البلاد.
وأضاف في كلمتة الأسبوعية إلى الأمة يوم الأربعاء أنه يعارض أي تدخل خارجي في الأمر في اشارة على ما يبدو إلى ايران إذ قال مسؤولون إيرانيون إن طهران تعتقد أن المالكي لم يعد قادرا على الحفاظ على وحدة بلاده وإنها تبحث عن زعيم بديل لمحاربة المتشددين السنة.
وقال المالكي ان من شأن مخالفة السياقات الدستورية في تشكيل الحكومة « فتح نار جهنم ومصادرة ارادة الناخبين والعملية السياسية والديمقراطية في العراق».
واعرب عن رفضه لاي ضغط خارجي في الشأن السياسي الداخلي في العراق معتبرا اياه « اسقاطا لتجربة الشعب والاتجاه في العراق نحو الصدام والتنازع».
ودعا المسؤولين بالحكومة الى عدم تعطيل الاجراءات الدستورية بحجة الضغط او التوافق السياسي.
يذكر ان ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي يسعى حثيثا لتكليفه بتشكيل الحكومة رافضا كل الدعوات التي تتجه نحو تكليف التحالف الوطني بتشكيلها.
ميداينا قالت مصادر طبية بمستشفى الجمهورية في الموصل إن نحو سبعين شخصا قتلوا في قصف عنيف نفذته طائرة بلا طيار، واستهدف مقرا لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية غربي المدينة.
وأضافت المصادر أن المقر الذي استُهدف كان في السابق سجناً للأحداث، وأن تنظيم الدولة بدأ يستخدمه مقراً له منذ أن سيطر على الموصل يوم 10 يوليو الماضي، إضافة إلى استخدامه سجناً لمن يَعتقلهم.
وقالت مصادر كردية إن معارك تجري بين قوات البشمركة الكردية ومسلحين من تنظيم الدولة شمالي الموصل، بينما أكد مسؤول كردي أن اشتباكات أخرى بين القوات الكردية ومسلحي تنظيم الدولة تدور على بُعد نحو أربعين كيلومتراً جنوب غرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وكان تنظيم الدولة حقق تقدماً سريعاً خلال الأيام القليلة الماضية في عدة مناطق، منها سنجار وزمار وربيعة، فضلا عن السيطرة على خمسة حقول نفط وأكبر سد في العراق. وقد شرعت قوات البشمركة في شن هجوم مضاد لاستعادة ما فقدته من مناطق، وتقول إنها استعادت 75% من تلك المناطق.
وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور لوكالة رويترز إن قوات البشمركة هاجمت مقاتلي تنظيم الدولة في بلدة مخمور على بعد أربعين كيلومترا فقط جنوب غربي أربيل، مشيرا إلى أن البشمركة غيرت خططها من الدفاع إلى الهجوم، وهي تشتبك حاليا مع الدولة الإسلامية في مخمور.
وأضاف ياور أن خمسين ألفا من أقلية اليزيدية العراقية الذين فروا من تنظيم الدولة يختبئون في جبل قرب بلدة سنجار، ويتعرضون لخطر الموت جوعاً إذا لم يتم إنقاذهم خلال 24 ساعة، وقال إن كثيرين منهم لاقوا حتفهم بالفعل، دون أن يخوض في التفاصيل.
وفي السياق نفسه، قال حارم كمال أغا -وهو مسؤول بارز في الاتحاد الوطني الكردستاني بمنطقة دهوك- لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قوات البشمركة التي تقاتل تنظيم الدولة في سنجار ستحتاج أياما لفتح طريق آمن وفك الحصار عن المدنيين في الجبل القريب من البلدة.
من جانبها قالت مصادر كردية إن معارك تجري بين قوات البشمركة الكردية ومسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية عند مشارف مدينة الموصل من الجهة الشمالية، وذلك في محاولة من البشمركة لاستعادة الأراضي التي انسحبت منها قبل أيام وأصبحت تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة.
وقال المدير العام للإعلام والتوعية بوزارة البشمركة إن قوات البشمركة وصلت أمس الاول إلى حي القاهرة بالجانب الأيسر من مدينة الموصل. ودفع الوضع أعدادا كبيرة من سكان حييْ السكر والقاهرة ومناطق أخرى إلى النزوح منها. وكان تنظيم الدولة قد دخل الموصل في العاشر من الشهر الماضي وسيطر عليها وأعلن منها عن قيام ما يسميه «دولة الخلافة».
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المروحيات العراقية تلقي مساعدات للنازحين إلى مرتفعات منطقة سنجار هربا من مقاتلي تنظيم الدولة، وسط تحذيرات من مسؤولين من أن الطائفة الإيزيدية في سنجار (القريبة من الحدود مع سوريا) مهددة بالتصفية أو الموت جوعا.
من جانبه اعلن مسؤول حزبي عراقي كردي رفيع امس ان قوات البشمركة الكردية تنسق مع مقاتلي الاكراد السوريين والاتراك من اجل مواجهة الجهاديين.
وقال هلو بنجوني رئيس تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى ان «مقاتلي حزب العمال الكردستاني (التركي) وصلوا الى جبال سنجار ويدافعون عن السنجاريين من هجمات داعش»، مشيرا الى ان مقاتلي هذا الحزب و»غرب كردستان (بيدا في سوريا) لديهم منطقة لمواجهة داعش هي ربيعة ومنطقة سنجار».
واضاف «نحن لدينا، محور زمار وباقي المناطق الاخرى شرق وشمال الموصل».
وفي سياق متصل، يقول مسؤولو مخابرات وأمن عراقيون إن مسلحي الدولة يقتربون على نحو خطير من العاصمة بغداد، مستخدمين أنفاقا سرية حفرها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأرضا وعرة جنوبي بغداد بدعم من رجال قبائل مدججين بالسلاح لمباغتة القوات العراقية. وقال فلاح الراضي رئيس اللجنة الأمنية في الحلة التي تجاور بغداد من الجنوب «قلنا للحكومة إن من الضروري أن تكون هناك عمليات عسكرية عاجلة لمنع الدولة الإسلامية من الاستيلاء على بلدات جديدة جنوبي بغداد».
ويوضح مسؤولون عراقيون أن تنظيم الدولة يدفع بمقاتلين وينقل أسلحة ومؤنا منذ أسابيع عبر أنفاق سرية بالصحراء من مواقعه الحصينة في غرب العراق إلى مدينة جرف الصخر التي تبعد أربعين كيلومترا إلى الجنوب من بغداد. وكانت القوات العراقية قد أوقفت تقدم التنظيم إلى بغداد من الشمال قرب مدينة سامراء.
وقد شجب مجلس الأمن الدولي أمس الاول هجمات تنظيم الدولة على منطقتي سنجار وتلعفر بمحافظة نينوى شمالي العراق، محذرا من أن المسؤولين عن تلك الهجمات قد يواجهون محاكمات بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وعبر المجلس عن قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية جراء نزوح مئات الآلاف من العراقيين معظمهم من الأقليات، واعتبر في بيان تلاه السفير البريطاني أن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدا للمنطقة برمتها.