الاراضي المحتلة – وكالات : استأنف جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد منتصف الليلة قبل الماضية وفجر الامس عدوانه على قطاع غزة الذي يوشك على دخول اسبوعه السادس فور انتهاء "هدنة انسانية" تواصلت ثلاثة ايام دون ان تلوح في الافق اي اشارات عن قرب وقفه.
واستأنف الجيش يوم امس الاول عدوانه والذي خلف خمسة شهداء من بينهم اطفال اضافة الى ثلاثين مصابا في غارات وعمليات قصف مدفعي يقول انها "ردا على وابل من الصواريخ التي تطلق من القطاع نحو اسرائيل".
وبلغت حصيلة العدوان الاسرائيلي على القطاع حتى الان وفق مصادر طبية فلسطينية 1898 شهيدا و9816 جريحا من بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء.
واكدت محطات اذاعة محلية ان طائرات الاحتلال دمرت خلال ساعة واحدة فجر الامس ثلاثة مساجد في القطاع موضحة ان الصواريخ التي استهدفت تلك المساجد سوتها بالارض تماما.
واطلقت طائرة استطلاع صباح امس صاروخا نحو مسجد العلمي في حي التفاح بمدينة غزة ما ادى الى تضرره فيما استهدف اولى الغارات التي شنت على القطاع فور انتهاء الهدنة يوم الجمعة مسجد النور المحمدي شمال غزة.
واعلنت مصادر وزارة الاوقاف في غزة ان جيش الاحتلال عمد خلال حربه هذه الى تدمير اكثر من 63 مسجدا بشكل كلي عبر قصفها بالصواريخ فيما تضرر 150 مسجدا اخرا بشكل جزئي منذ بدء العدوان.
في ذات السياق قصفت طائرات الاحتلال فجر الامس ارضا في شرق وغرب رفح ومخيم البريج وسط القطاع بعد وقت قليل من تدميرها منزل في حي الصبرة جنوب غزة.
وشاركت الزوارق الحربية في اطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة نحو شاطئ مدينة غزة في وقت اطلقت فيها طائرة استطلاع صاروخا نحو منزل في بلدة بيت لاهيا بشمال القطاع والذي تعرض لاضرار كبيرة.
وكانت طائرات الاحتلال الحربية والاستطلاعية لا زالت تحلق في سماء مدن القطاع المختلفة حتى صباح الامس في وقت خلت فيه الشوارع من المواطنين خشية تعرضهم لغارات جوية.
وفي الاجمال شنت اسرائيل أكثر من 20 هجوما جويا على غزة السبت وأطلق النشطاء عدة صواريخ باتجاه اسرائيل مع دخول الصراع شهره الثاني في تحد لجهود دولية للاتفاق على تمديد هدنة توسطت فيها مصر.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه هاجم منذ منتصف الليل أكثر من 20 موقعا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» دون أن يحدد طبيعة هذه الأهداف.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن نشطاء غزة أطلقوا ستة صواريخ على بلدات في جنوب اسرائيل امس مما أدى الى انطلاق صافرات الانذار دون وقوع اصابات أو خسائر.
ولم تحقق مصر تقدما ملحوظا في سبيل تمديد الهدنة التي صمدت لمدة 72 ساعة وأوقفت قتالا بين إسرائيل ونشطاء غزة بدأ في الثامن من يوليو لكن من المتوقع أن تستأنف القاهرة جهودها خلال الساعات القليلة القادمة.
وانتهى وقف اطلاق النار أمس الاول ولا تزال مواقف الطرفين متباعدة بشأن شروط تمديد الهدنة كما يلقي كل طرف باللوم على الآخر في رفض التمديد.
واتهمت إسرائيل حماس باطلاق عدة صواريخ باتجاهها قبل نحو أربع ساعات من انقضاء الهدنة في الساعة الثامنة صباحا «0500 بتوقيت جرينتش». وأطلق نشطاء غزة 57 صاروخا على إسرائيل أمس الاول. وباستئناف الهجمات على إسرائيل يحاول نشطاء غزة فيما يبدو زيادة الضغوط لتوضيح أنهم مستعدون للقتال حتى يتحقق هدف رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وأثار سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين والحاق الدمار بالقطاع أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية قلقا دوليا خلال الشهر المنصرم لكن جهود تمديد وقف اطلاق النار خلال محادثات بالقاهرة باءت بالفشل. ويقول المسؤولون في غزة إن الحرب أسفرت عن مقتل 1886 فلسطينيا معظمهم مدنيون.
وتقول إسرائيل إن 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا في الحرب.
ووسعت إسرائيل قصفها الجوي والبحري للقطاع لتبدأ عملية برية يوم 17 يوليو لكنها سحبت قوات المشاة والمدفعية من غزة يوم الثلاثاء بعدما أعلنت تدمير أكثر من 30 نفقا حفرهم النشطاء الفلسطينيون.
وأعربت إسرائيل في وقت سابق عن استعدادها لتمديد الهدنة مع استمرار محادثات المصريين مع الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني.
ولم تقبل حماس التمديد وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن إسرائيل رفضت معظم المطالب الفلسطينية. وأضاف أن الفلسطينيين يريدون موافقة إسرائيل مبدئيا على رفع الحصار عن غزة والافراج عن أسرى والسماح بفتح ميناء لكن هذه المطالب رفضت.
وقال أبو زهري "رغم ذلك فنحن لم نغلق الباب أمام استمرار المفاوضات."
ولم يبد الإسرائيليون استعدادا يذكر لتخفيف حصارهم البحري لقطاع غزة ولا القيود على الحركة البرية والمجال الجوي للقطاع خوفا من اعادة تزويد حماس بالأسلحة من الخارج.
وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني إن مسألة الميناء البحري يجب ان تأتي في إطار مفاوضات سلام أوسع نطاقا للوضع النهائي مع الفلسطينيين وألا تكافأ حماس على "استخدام القوة ضد المواطنين الاسرائيليين."
وبالامس اكدت حركة حماس السبت انها لن تتنازل عن اي من المطالب الفلسطينية.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في بيان"لا عودة الى الوراء والمقاومة ستستمر وبكل قوة"، مشددا على ان "لا تنازل عن أي من مطالب شعبنا".
وفي الضفة الغربية المحتلة اعلن فجر الامس عن استشهاد مواطن متأثرا بجراح اصيب بها في مواجهات مع جنود الاحتلال الاسرائيلي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
ونقلت محطات اذاعة محلية عن مصادر طبية في المدينة قولها ان "الشهيد ادريس توفي متأثرا باصابة نجمت عن اختراق عيار ناري صدره اطلقه نحوه جنود الاحتلال في المواجهات التي تركزت في حي باب الزاوية في الخليل.
وشهدت مناطق عدة في الضفة الغربية يوم امس الاول مظاهرات ومواجهات مع جيش الاحتلال احتجاجا على العدوان الذي يشنه على قطاع غزة.
واستشهد شاب محمد القطري من مخيم الامعري القريب من مدينة رام الله بالضفة في مواجهات جرت مساء امس مع قوات الاحتلال في محيط مستوطنة بسغزت القريبة.
واعلن عن اصابة العشرات من الشبان في هذه الاشتباكات التي اندلعت في مختلف انحاء الضفة الغربية والتي قمعها الاحتلال بالرصاص والغاز المسيل للدموع»