دمشق – «وكالات»: أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن الجيش الحكومي استعاد السيطرة على بلدة المليحة بالريف الشرقي للعاصمة دمشق. وبث التليفزيون الرسمي صورا قال إنها تظهر البلدة بعد سيطرة القوات الحكومية عليها.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إلى أن الاشتباكات بين الجيش الحكومي وقوات المعارضة المسلحة لا تزال متواصلة في المنطقة المحيطة بالبلدة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الجيش " قتل أعدادا كبيرة من الإرهابيين في المليحة كما يلاحق فلولهم في المزارع الشمالية للبلدة".
وكانت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة قد اندلعت في المليحة منذ أكثر من ثلاثة أشهر حيث حاصرت القوات الحكومية البلدة رغم محاولات المعارضة المتكررة فك الحصار عنها.
وتقع البلدة على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق دمشق، وتحاول القوات النظامية وعناصر حزب الله منذ ابريل الماضي السيطرة عليها.
وادت المعارك في المليحة في مايو الى مقتل قائد قوات الدفاع الجوي السورية العميد حسين عيسى.
وتعد البلدة مدخلا نحو الغوطة الشرقية لدمشق، ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ اكثر من عام وتتعرض بشكل يومي لقصف من القوات النظامية.
واوضح المصدر الامني السوري ان السيطرة على المليحة "تسرع في الاجهاز على ما تبقى من بؤر ارهابية في الغوطة الشرقية".
وقال عبد الرحمن ان "استعادة المليحة تسمح للنظام بحماية بعض مناطق دمشق من القذائف التي تستهدفها، ومصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة"، مشيرا الى ان هذه البلدة هي "مدخل الغوطة الشرقية".
وتحاول القوات النظامية منذ نحو عام، مدعومة بحزب الله، استعادة معاقل المعارضين في ريف دمشق، ودفعهم بعيدا من دمشق، المدينة الشديدة التحصين والتي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الاسد.
وكانت المواجهات بين الجيش الحكومي وقوات المعارضة المسلحة والممتدة منذ أكثر من ثلاث سنوات قد حصدت أرواح ما يزيد عن مئة ألف شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وعلي صعيد منفصل قالت المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيمياوية إن كل المواد الاولية الداخلة في انتاج غاز السارين السام، والتي كانت نقلت من سوريا، قد اتلفت.
وقالت المنظمة إن المواد التي تبلغ زنتها 580 طنا قد اتلفت في البحر الابيض المتوسط على متن سفينة امريكية مخصصة لهذا الغرض. واضافت المنظمة ان طاقم السفينة بدأ الآن عملية تحييد 22 طنا من مادة سلفات الخردل.
والعملية هي جزء من اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة يهدف الى التخلص من ترسانة سوريا من الاسلحة الكيمياوية.
وكان الاتفاق قد ابرم عقب مقتل المئات في هجوم بغاز السارين استهدف منطقة الغوطة خارج دمشق في الحادي والعشرين من اغسطس من العام الماضي.
والسفينة التي تجري على متنها عمليات اتلاف المواد مجهزة بوحدتين للتحلل المائي طورهما في عام 2013 باحث يعمل لدى البحرية الامريكية خصيصا لهذا الغرض.