
بغداد – وكالات : أفادت مصادر كردية عراقية بأن قوات البيشمركة تتقدم في هجومها لاستعادة السيطرة على سد الموصل من ايدي مسلحي الدولة الاسلامية.
وتتواصل عملية عسكرية لقوات البيشمركة الكردية مسنودة بغطاء جوي امريكي منذ الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي «الثالثة صباحا بتوقيت غرينتش»، حسبما قالت المصادر.
واستولى المسلحون على السد الاستراتيجي، الذي يمد شمال العراق بالمياه والكهرباء، في السابع من أغسطس.
وقد تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على مناطق كبيرة في سوريا والعراق، مما تسبب في تشريد الالوف.
وجاءت الهجمات الجوية الامريكية بعد تسع هجمات جرت يوم السبت ضد اهداف تنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من السد ومدينة اربيل.
واستهدفت الهجمات الجوية الامريكية 14 مركبة تابعة لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية، من بينها مدرعة تركتها القوات الامريكية عند مغادرتها للعراق منذ ثلاثة أعوام، ولكن المسلحين استولوا عليها لاحقا.
وأفاد مصدر محلي في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى نقلا عن مصادر امنية رسمية لبي بي سي أن « قوات البيشمركة تمكنت من السيطرة على قرية تل اسقف التابعة لقضاء تلكيف شمال الموصل الاحد بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية منه».
وأضاف المصدر نفسه إن قوات البيشمركة تتجه الآن الى قضاء تلكيف لطرد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية منه. ويقول مراسلون من اربيل إنه يوجد أمل في ان يغادر المسلحون السد خشية استخدام القوة المفرطة ضدهم.
ويضيف المراسلون إن السد هدف حيوي لأن تدميره قد يتسبب في كارثة، متسببا في التدفق العنيف لمياه يبلغ ارتفاعها 20 مترا صوب الموصل في طريقها الى بغداد.
وتأتي عملية الموصل ضمن تقارير عن مذابح يرتكبها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية.
ويعتقد أن 80 شخصا من الاقلية الايزيدية، المنحدرة من أصول كردية، قتلوا لرفضهم اعتناق الاسلام. ويعتقد ان النساء والاطفال في القرية ذاتها اختطفوا.
وعلي صعيد منفصل شن عاصم البرقاوي، المعروف بـ»أبومحمد المقدسي،» أحد أبرز منظّري التيار السلفي الجهادي، هجوما قاسيا على تنظيم «الدولة الإسلامية» متهما إياها بـ»تشويه صورة الجهاد والإسلام» من خلال عرض مشاهد «الذبح وفلق الرؤوس» مضيفا أن الناس باتت تكره الخلافة والدولة الإسلامية لأجل ما تراه من التنظيم. وقال المقدسي، في كلمة صوتية له تناقلتها المنتديات التي دأبت على نشر البيانات الخاصة بالتنظيمات الجهادية، إنه قد بات هناك «خشية على دعوة الإسلام من حماقات البعض، ومواصلتهم لذبح شبان بالعشرات» وأضاف: «صبغ الجهاد بالذبح لا نرضاه، النبي كان يعفو ويتألف قلوب الناس فمتى نلتفت لمثل هذا ونغلب ما غلبه النبي من الرحمة؟»
وتابع المقدسي بالقول: «هذه الدعوة اليوم تحتاج إلى من ينزل إلى الناس ويدلهم ويعلمهم حقيقة الدين، الذين أريد له أن يشوه وأن يصبغ بالدماء وبالذبح والنحر، لقد صبغ هذا الدين بغير صبغته الحقيقية. النبي لم يقل الذبح إلا مرة واحدة لقريش، وحياته كلها كانت رحمة للعالمين.. وبعد أن تمكن من قريش قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء.»
وتحدث المقدسي عن ما أصاب التيار السلفي جراء ممارسات داعش بالقول: «الذبح بات ينسب إلى هذا التيار وكأنه من خصوصياته، وهذا غير صحيح، لو كان هذا الذبح لصناديد الكفر أو اليهود الذين يصبون حممهم على غزة لما انتقدناه ولا تكلمنا عليه، ولكن أن يصبغ هذا التيار بمقاطع الفيديو كل يوم. شباب بريعان الشباب يُنحرون.. وكأن من يفعل ذلك يعطي أعداء هذا الدين مستمسكات ليزيدوا من تشويه الدين.»
وندد المقدسي بـ»عرض صور العشرات والمئات ينحرون ويطلق الرصاص على رؤوسهم وتفلق رؤوسهم ويخرج ما فيها من المخ» مستطردا بالقول: «هذا الدين جاء لإخراج الإبداع والرحمة من رؤوس الناس.. هؤلاء الشباب الذين يُنحرون لو جرى تعليمهم أليس أحسن من قتلهم؟ هناك مقاطع يقولون فيها للمسلح: علمني، ولكن بدلا من التعليم يُخرج لهم المسدس.»
وأردف المقدسي، الذي وجه خلال الفترة الماضية انتقادات قاسية إلى «داعش» بالقول: «هذا السلوك سببا تشرذما، كيف يحب الناس الأنصار «المقاتلين» وهم يشوهون ويوصفون بأنهم ذباحين وسفاكين للدماء؟ هذا يصد الناس عن الإسلام والخلافة والدولة التي يتمناها كل مسلم. من ادعى أنه يختص بالسعي إلى الدولة الإسلامية فهي كاذب، الجميع يريدون الخروج من جور تلك الحكومات وينساقون مع شرع الله ولكن هذه الممارسات تكرّه الناس بالشريعة وبالدولة، لا والله دولتنا رحمة للناس كافة وخلافتنا لنخرج الناس من جور الطواغيت إلى العدل.»
كما انتقد المقدسي قيام جماعات إسلامية متعددة باتخاذ الراية الإسلامية شعارا لها، معتبر أن ذلك تسبب بتحويل «راية التوحيد إلى سبب للفرقة.»