بغداد – «وكالات» : سادت حالة من الحداد في محافظة ديالى، بعد المجزرة التي شهدها مسجد للسنة في المحافظة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن سبعين من المصلين، ودعت الكتل السنية في البرلمان إلى محاسبة من وصفتها بـ»المليشيات الطائفية» في إشارة منها إلى قوى شيعية مسلحة، بينما نقلت وسائل إعلامية رسمية عن مصادر محلية اتهامها لـ»داعش» بتنفيذ الهجوم لإحداث فتنة طائفية.
وذكرت تقارير إعلامية عراقية رسمية أن حالة من الحزن تسود في محافظة ديالى أعلنت حالة الحداد بعد مقتل المصلين في مسجد مصعب بن عمير بقرية الزركوش، وأعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي عن إرسال «لجنة خاصة للوقوف على تلك الحادثة.»
ونقلت الإذاعة العراقية عن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، صادق الحسيني، قوله إن ما جرى في المسجد «عملية ارهابية لفك التكاتف بين الشيعة والسنة في منطقة الزركوش» كما أوردت على لسان من وصفته بـ»زعيم قبيلة الزركوش في منطقة حمرين» دون أن تورد اسمه قوله إن من وصفها بـ»عصابات داعش الإرهابية» هي من نفذ مجزرة المسجد.
ميدانيا، استمرت المعارك في المناطق التي كان تنظيم داعش قد أخضعها قبل أسابيع، وذكرت الإذاعة العراقية الرسمية أن الجيش واصل عملياته في مدينة تكريت، ونجح في تأمين الطريق الذي يصل بين بغداد وقاعدة سبايكر العسكرية المجاورة للمدينة، بعد تفجير العبوات الناسفة المزروعة على الطريق.
من جانبه، اتهم النائب أحمد المساري، القيادي في تحالف القوى العراقية، من وصفها بـ»الميليشيات الطائفية المعروفة الانتماء» بتنفيذ المجزرة، داعيا رئيس الوزراء المكلف، حيدر العبادي، إلى «اتخاذ مبادرات إيجابية وقرارات شجاعة تؤسس لمصالحة وطنية حقيقية تعيد للعراق وحدته ولحمته.»
أما موقع ائتلاف «متحدون» الذي يمثل واحدة من أبرز الكتل البرلمانية السنية، فقد ذكر أنه بعد حصول الهجوم على المسجد قامت قوات الجيش بـ»مداهمة المنازل المحيطة به لغرض البحث عن أسلحة خوفا من ردود فعل يقوم بها ذوي الشهداء» أما رئيس البرلمان السابق، أسامة النجيفي، فكان له موقف بارز، دعا فيه إلى «مواجهة الميليشيات الطائفية» التي لا تقل عن داعش في «بشاعة جرائمها.»
و السبت قتل 35 شخصاً على الأقل في تفجيرات بكل من العاصمة بغداد وأربيل وكركوك، وذلك بعد يوم من الهجوم ، بينما طالب رئيس البرلمان سليم الجبوري بإعلان موقف صريح من جميع الجماعات المسلحة التي تقاتل مع القوات الحكومية، في حين واصلت القوات الأميركية غاراتها على تنظيم الدولة الإسلامية.
ففي كركوك، الواقعة على مسافة 250 كلم شمالي بغداد، قتل 18 شخصاً بينهم عناصر أمنية كردية وأصيب 120 شخصا في ثلاثة تفجيرات بسيارات ملغمة.
وأضافت مصادر الشرطة أن من بين القتلى والجرحى أفرادا من القوات الأمنية الكردية (الأسايش) كما تسببت الانفجارات في إلحاق أضرار واشتعال النار في عدد من المباني.
وفي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، سقط جرحى السبت في تفجير سيارة، كما قتل أكثر من أربعين شخصا في هجمات متفرقة في بغداد وتكريت وقصف جوي على الموصل والفلوجة.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر طبية بأن انفجارا وقع في منطقة المسبح في الكرادة على مقربة من مقر جهاز المخابرات ببغداد، وأدى إلى مقتل ستة أشخاص. وأفاد مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين بأن مسؤولاً في مليشيا الحشد الشيعي قتل وأصيب 13 آخرون في هجوم بسيارة ملغمة استهدفهم قرب العوجة جنوب تكريت، وغرب تكريت أيضا أفادت مصادر طبية بمقتل 11 جنديا وإصابة 32 في هجومين استهدفا رتلا للقوات الحكومية غرب تكريت الليلة قبل الماضية.
من جهة أخرى، طالب رئيس البرلمان سليم الجبوري رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي خلال اجتماع مغلق بالبرلمان، بإعلان موقف صريح من جميع الجماعات المسلحة، حتى تلك التي تقاتل مع القوات الحكومية.
وكان الجبوري قد أعلن -في مؤتمر صحفي- عن تشكيل لجنة برلمانية وأمنية مشتركة للتحقيق في هجوم ديالى، على أن تعلن نتائج التحقيق للعراقيين خلال 48 ساعة.
وقال رئيس البرلمان «إن جريمة ديالى والجرائم السابقة نفذتها أياد واحدة تهدف إلى عرقلة بناء الدولة العراقية» لكنه أكد بأن «جريمة مسجد مصعب بن عمير لن توقف مفاوضات تشكيل الحكومة».
وبالامس اعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية عن احباط هجوم ارهابي مسلح لتنظيم الدولة الاسلامية في محافظة صلاح الدين ومصرع جميع منفذي الهجوم البالغ عددهم نحو 70 ارهابيا.
وقال المتحدث باسم القيادة الفريق قاسم عطا في بيان ان 70 ارهابيا نفذوا الليلة قبل الماضية هجوما على مصفى (بيجي) باستخدام دبابتين وست شاحنات صغيرة محملة بأسلحة ثقيلة وجرافة مدرعة.
وذكر ان القوات الامنية نجحت بصد الهجوم بالتعاون مع طيران الجيش الذي تمكن من تدمير كافة المدرعات والمركبات ومقتل كافة عناصر التنظيم في الوقت الذي قتل فيه ثلاثة من عناصر الجيش واصيب سبعة اخرين.
وكان المصفى تعرض في السابق لعدد من الهجمات الارهابية الا ان الهجوم الاخير يعد الاعنف والاشرس.
من جهة اخرى تمكنت قوات البيشمركة امس من استعادة السيطرة على ناحية قراج وعشر قرى محيطة بالناحية غربي مدينة اربيل شمال العراق.
وقال مصدر في قوات البيشمركة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان القوات واصلت تقدمها في طرد مسلحي (داعش) ما ادى الى تحرير ناحية قراج من عناصر التنظيم واستعادة السيطرة على عشرة قرى محيطة بالناحية.
ولفت المصدر الى ان قوات البيشمركة الحقت اضرارا كبيرة بالتنظيم وقتلت عددا منهم كما ضبطت العديد من المركبات والاسلحة والذخائر موضحا ان قوات البيشمركة واصلت التقدم في مناطق سهل نينوى وقامت بتطهير عدة قرى بالمنطقة بمساعدة قوات الاسناد الجوي الامريكية.
من جانب آخر، قالت مصادر أميركية إن المقاتلات الأميركية قامت بنحو عشرين طلعة جوية استهدفت مواقع لتنظيم الدولة في شمال العراق، وأضافت أن جميع الطلعات تنطلق من على متن حاملة الطائرات جورج بوش الراسية بمنطقة الخليج العربي، وأشارت المصادر إلى أن الطلعات توفر أيضا الدعم الإنساني للنازحين إلى جانب الدعم الحربي.
وقد نفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم دخول قوات إيرانية إلى الأراضي العراقية للقتال الى جانب قوات البشمركة الكردية ضد مسلحي تنظيم الدولة، وكانت مصادر كردية أكدت أن نحو 1500 جندي إيراني عبروا الحدود العراقية الجمعة، وانسحبوا باتجاه الحدود السبت بسبب تأجيل عملية اقتحام مدينة جلولاء شمال شرق ديالى.