الاراضي المحتلة – وكالات : قتل فلسطينيان فجر الامس في غارة جوية اسرائيلية بينما اصيب عشرات اخرون اثر سلسة غارات جوية شنتها المقاتلات الاسرائيلية على برجين سكنيين ضخمين غرب مدينة غزة ما ادى الى تدميرهما، وفقا لوزارة الصحة في غزة وشهود عيان.
وتاتي هذه الهجمات في تصعيد اسرائيلي للضغط على حماس في اليوم الخمسين من المواجهات الدامية التي بدأت في 8 يوليو وادت الى سقوط 2133 قتيلا فلسطينيا على الاقل واكثر من 11 الف جريح. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 جنديا واربعة مدنيين بينهم اجنبي.
واعلن اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة «استشهاد الشابين محمد ابو عجوة وحسن الصواف جراء قصف على شارع النفق وسط غزة».
وفي وسط مدينة غزة، اعلن القدرة جرح عشرين مواطنا بينهم اربعة مسعفين وصحافي في قصف اسرائيلي على المجمع الايطالي.
و اكد شهود عيان ان طائرات اف16 اسرائيلية اطلقت ستة صواريخ على الاقل على هذا المجمع الذي يضم برجا سكنيا من 16 طابقا فيه ستين شقة سكنية على الاقل اضافة الى مجمع تجاري يضم عشرات المحال ما ادى الى تدميره بالكامل.
وقال احد سكان هذه المنطقة ان «الجيش الاسرائيلي ابلغ سكان هذا البرج بان عليهم اخلاءه فورا لان الطائرات الاسرائيلية ستقوم بتدميره».
وعلى الاثر هرعت عشرات العائلات الى الشوارع بحثا عن ملاذ آمن لها وفقا لنفس المصدر.
وفي وقت لاحق ايضا شنت المقاتلات الحربية الاسرائيلية عدة غارات على برج اخر مكون من 14 طابقا غرب مدينة غزة ما الحق به اضرارا بالغة.
وكانت اذاعة «صوت الشعب» التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تستخدم جزءا من هذا البرج.
وصباح الثلاثاء اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس في بيان انه «ردا على سياسة قصف الأبراج السكنية، كتائب القسام تقصف حيفا بصاروخ آر-160 وتل ابيب باربعة صواريخ إم-75».
كما اعلنت ايضا «قصف عسقلان المحتلة بصاروخي قسام».
واكد الجيش الاسرائيلي شن 15 غارة جوية منذ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء «21,00 تغ الاثنين»، احداها على مبان تستخدمها حركة حماس «مراكز قيادة».
وقال الجيش في بيان ان «قواتنا هاجمت مجمعين في مدرستين وسط وشمال قطاع غزة كانتا مراكز للنشاط الارهابي اطلقت منها نيران على اسرائيل».
واضاف الجيش انه اثناء الليل لم يتم اطلاق صواريخ على اسرائيل، ولكن عند الساعة 6,30 صباحا «03,30 تغ» أطلق مسلحون نيرانا كثيفة عبر الحدود ما ادى الى انطلاق صفارات الانذار على ساحل المتوسط. ومنذ ذلك الوقت اطلق 21 صاروخا على اسرائيل، سقط 18 منها على جنوب البلاد، وتم اعتراض واحدا فوق مدينة تل ابيب، بحسب المتحدثة.
واكدت عدم ورود تقارير عن سقوط اية صواريخ شمالا، الا ان صاروخا سقط على منزل في مدينة عسقلان الجنوبية ما تسبب باضرار جسيمة واصابة 21 شخصا.
وأطلقت «حماس» الصاروخ الذي أصاب مبنى سكنيا في مدينة عسقلان في إسرائيل،.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن عشرة أشخاص أصيبوا بجراح طفيفة في سقوط الصاروخ على المبنى.
وأوضح متحدث عسكري إسرائيلي لبي بي سي أنه منذ منتصف ليلة الاثنين حتى صباح الثلاثاء قصفت الفصائل الفلسطينية ثماني قذائف باتجاه إسرائيل.
وقال المتحدث إن الجيش الإسرائيلي قصف 15 هدفا في القطاع منذ منتصف ليل الاثنين.
وكانت الفصائل الفلسطينية أطلقت الاثنين مئة وعشرين قذيفة صاروخية بما فيها قذائف هاون باتجاه الجنوب الاسرائيلي.
وفي وقت متاخر من الاثنين سقط صاروخان من لبنان على شمال اسرائيل، بحسب المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي.
ومع انهيار التهدئة الأخيرة في 19 اغسطس، اقترحت مصر على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الالتزام بفترة تهدئة جديدة تتيح فتح المعابر في قطاع غزة وادخال المساعدات ومواد اعادة الاعمار، مع اعطاء مهلة شهر للاتفاق على نقاط الخلاف مثل فتح المطار والمرفأ، في حين واصلت اسرائيل غاراتها الجوية ما ادى الى مقتل عشرة فلسطينيين على الاقل الاثنين.
سياسيا قال دبلوماسيون يوم الاثنين إن الولايات المتحدة اعدت مشروعها الخاص لاستصدار قرار بالأمم المتحدة يطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة وإنها تعمل الآن مع القوى الأوروبية والأردن على صياغة نص مشترك.
وقال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون من الدول الأخرى الأعضاء بالأمم المتحدة إن واشنطن قدمت لمجموعة صغيرة من الدول عناصر مشروعها الخاص لاستصدار قرار بمجلس الأمن بعد تقدم الأردن بمشروع قرار الشهر الماضي وتقديم بريطانيا وفرنسا وألمانيا لمقترح آخر لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن اسمه «طرحت الولايات المتحدة مسودتها الخاصة... انها مختلفة عن الاثنتين الاخريين. يعملون الآن على جمع المسودات والتوصل إلى نص مشترك.»
ورفض مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون آخرون التحدث عن تفاصيل مشروع القرار الأمريكي على الرغم من قول البعض إنه غير مقبول بصيغته الحالية.
وقال دبلوماسي آخر بالأمم المتحدة «سنعمل على التوصل إلى مسودة واحدة... المهم هو أن الأمريكيين يشاركون وهناك قوة دفع جديدة لاستصدار قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار أفضل من السابق.»
وقال مسؤول إسرائيلي «لا يزال هذا قيد التفاوض» وإنه لا يوجد مشروع قرار جاهز لمجلس الأمن. وقال دبلوماسيون إن إسرائيل تلقت مشروع القرار في مطلع الأسبوع. كما يجري التشاور مع مصر.
وأوضح دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن إسرائيل تبدو أكثر انفتاحا لفكرة مطالبة مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.
وكان مشروع القرار البريطاني الفرنسي الألماني يدعو لإنشاء بعثة مراقبة في غزة للإبلاغ عن انتهاكات وقف إطلاق النار وتيسير حركة الأشخاص والبضائع من وإلى غزة.
ويدعو أيضا إلى استعادة سلطة السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية على غزة. وتسيطر حماس على القطاع منذ عام 2007.
وقدم الأردن مشروع قرار لوقف إطلاق النار الشهر الماضي لكنه لا يشمل آلية للمراقبة يقول دبلوماسيون في مجلس الأمن إنها أحد العيوب الرئيسية في قرار 2009 الذي أقره المجلس.