صنعاء – «وكالات» : قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن ما حدث في اليمن «مؤامرة كبيرة أعدت سلفا وتحالفت فيها قوى عديدة وتجاوزت حدود الوطن»، وذلك في أول تصريح له عقب الأحداث التي عصفت باليمن في الأيام الماضية وانتهت بسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على العاصمة صنعاء.
وأضاف هادي في مؤتمر صحفي في مقر الرئاسة أن عليه الكثير من المسؤوليات، وأنه استلم جيشا مفككا وسلطات مفككة، ودعا الشعب اليمني للوقوف إلى جانب السلطة في هذه المرحلة الحرجة.
ونفى الرئيس اليمني ما سماها الشائعات التي تقول إنه تخلى عن صنعاء من أجل إعلان الدولة في عدن.
وأردف أن «صنعاء لن تسقط، ولا يمكن أن تكون حكرا على أحد»، ودعا في الوقت ذاته الحوثيين لتسليم مؤسسات الدولة التي استولوا عليها للسلطات اليمنية المختصة.
واكد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان الاجهزة الامنية والجيش لا تواجه الحوثيين وعناصرها لا يخرجون من مقارهم فيما معظم المقار الرسمية التي تسلمها الحوثيون حصلوا عليها في ظل تسليم من السلطات القيمة عليها.
وقال احد سكان صنعاء «في الشوارع لا يوجد الا الحوثيين وبعض عناصر شرطة المرور».
من جانبه، قال الرئيس اليمني عبد ان ما تتعرض له صنعاء «هو عبارة عن مؤامرة تجر البلد الى حرب اهلية».
واكد هادي انه يتحمل مسؤوليته ازاء الوضع. وقال «اعدكم باني اتحمل مسؤولية ما يجري وبان لن اقصر في اداء مسؤوليتي وساعمل على استعادة هيبة الدولة».
واقام المسلحون الحوثيون نقاط تفتيش في صنعاء حيث يقومون بتفتيش السيارات. ووضعت نقاط التفتيش الرئيسية على طريق المطار في شمال صنعاء وشارع الزبيري الذي يقسم المدينة الى شطرين غربي وشرقي، اضافية الى شارعي حتا والزارعة.
وجاب المسلحون الحوثيون المدججون بالسلاح شوارع المدينة على متن مركبات رباعية الدفع فيما انتشرت مجموعات من المتمردين امام مؤسسات الدولة برفقة مجموعات صغيرة من الشرطة العسكرية.
وكان الحوثيون سيطروا الاثنين على عشرات المدرعات من مقر عدوهم الرئيسي اللواء علي محسن الاحمر، كما اقتحموا مبنى قناة سهيل التلفزيونية التابعة للقيادي في التجمع اليمني للاصلاح (حزب اسلامي معادي للحوثيين) حميد الاحمر.
وكان الحوثيون رفضوا بحسب مصادر سياسية متطابقة توقيع ملحق باتفاق السلام ينص على تسليم جميع المقار الرسمية للدولة.
من جانبه، قال مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر ان ما حصل في صنعاء الاحد هو «انهيار واضح للجيش اليمني». واضاف في مقابلة مع قناة العربية ان «معظم الاطراف لم تتوقع ان يحصل ما حصل بهذه الطريقة».
وسيطر المتمردون الحوثيون الشيعة الاحد بشكل مفاجئ على مقر الحكومة والاذاعة والمقار العسكرية والوزارات المهمة في صنعاء في مشهد اظهر تراجعا كبيرا للسلطة.
وبعد تقدمهم الصاعق في صنعاء، وقع الحوثيون اتفاقا للسلام برعاية الامم المتحدة نص على تشكيل حكومة جديدة وخفض اسعار الوقود.
الا ان الحوثيين تابعوا فرض سيطرتهم على صنعاء بعد التوقيع على الاتفاق فيما نددت مصادر سياسية باتفاق «تحت ضغط السلاح».
وأفاد مراسلون من صنعاء أن مسلحي جماعة الحوثي أقاموا نقاط تفتيش في معظم شوارع العاصمة. كما بدؤوا تسيير دوريات مسلحة في ظل غياب تام لقوات الجيش والأمن.
وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه الأحد الماضي، يفترض خروج المسلحين وتفكيك خيام الاعتصامات التي نصبها الحوثيون في شوارع المدينة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتمركز مقاتلون من جماعة الحوثي على مداخل وحول مقار الحكومة والبرلمان والقيادة العامة للقوات المسلحة التي سيطروا عليها الأحد، كما أقاموا حواجز على الطرق المؤدية إلى هذه المواقع.
وقالت وزارة الصحة اليمنية إنها نقلت أمس الاول مائتي جثة من المناطق التي كانت مسرحا للقتال بين القوات الحكومية مع الحوثيين في صنعاء.
من جهة أخرى تبنت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة الاثنين تفجيرا قتل فيه عشرات الحوثيين بصعدة شمالي اليمن.
وقالت الجماعة في بيان نشر في موقع تويتر إن أحد عناصرها فجّر سيارة ملغمة في تجمع للحوثيين بصعدة التي تقع قرب الحدود مع السعودية، مما أدى إلى مقتل عشرات منهم.
580