
الاراضي المحتلة – «وكالات» : قال مسؤول في الحكومة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيسرع خططا لبناء نحو 1000 منزل جديد للمستوطنين في القدس الشرقية في مسعى لتهدئة حليف متذمر في حكومته دون ان يصعد من نزاعه مع واشنطن.
ودأب حزب البيت اليهودي الذي يتزعمه وزير الاقتصاد نفتالي بينيت على اصدار تهديدات مقنعة بالخروج من الحكومة الائتلافية لنتنياهو ما لم يوافق على مطلبه الخاص بطرح مناقصات لبناء 2000 منزل جديد في مستوطنتين بالضفة الغربية المحتلة.
لكن نتنياهو تحاشى هذا الطلب قبل ساعات من بدء الدورة الشتوية للبرلمان. وقال المسؤول الحكومي ان نتنياهو أمر «بالمضي قدما في التخطيط لنحو 1000 وحدة جديدة في القدس... نحو 400 في هار حوما و600 في رامات شلومو.»
وفي واقع الامر لم يصدر اي تعهد علني ببناء الوحدات وقال بيبي علالو وهو عضو يساري في لجنة التخطيط والاسكان ببلدية القدس ان المشروعين المقترحين في المستوطنتين ليسا جديدين.
وأضاف لرويترز «هذه الخطط موجودة منذ فترة طويلة» مضيفا انه لم تصدر اي تصاريح بناء جديدة.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية انه من المقرر ان تتم المصادقة على الخطة الاستيطانية خلال نقاش يترأسه نتنياهو في مكتبه الاربعاء القادم بمشاركة عدد من الوزراء.
وكان بينت هدد بتقويض استقرار الائتلاف الحكومي في حال استمر تجميد البناء الاستيطاني في خطوة حذرت منها مصادر سياسية في اسرائيل مرجحة ان تواجه رد فعل دولي كبير.
وفي هذا الصدد نقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن وزير المالية الاسرائيلي يائير لبيد القول ان الخطة الاستيطانية الجديدة ستضر بموقف اسرائيل دوليا ويمكن ان تؤدي الى ازمة خطيرة في العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وعبر مسؤولون فلسطينيون وكذلك المجتمع الدولي عن الانزعاج الشديد من البناء الاستيطاني. ويرى الفلسطينيون انه يشكل العقبة الرئيسية امام اقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان «ندين بشدة ما أعلنته اسرائيل مؤخرا عن توسيع مستوطناتها غير المشروعة في القدس الشرقية المحتلة وحولها.. عاصمة دولة فلسطين.»
وأضاف «هذا الاعلان هو دليل على نية ارتكاب مزيد من الجرائم التي حددها القانون الدولي ويعاقب عليها.»
وتشهد مدينة القدس توترا مع استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الاقصى واعتداءات الشرطة على المقدسيين وتصعيد الاجراءات القمعية بحق اهل المدينة. «ال
وقال وزير المالية الاسرائيلي يائير لابيد من حزب الوسط يش عتيد «هناك مستقبل» انه يجب عدم تصعيد البناء الاستيطاني الآن «لان هناك أزمة مع الولايات المتحدة والعالم.»
وقال للصحفيين «يجب الا تزداد الازمة مع العالم سوءا.»
وقالت منظمة «السلام الان» وهي حركة اسرائيلية مناهضة للمستوطنات ان قرار نتنياهو بدعم الخطط الخاصة بهار حوما ورامات شلومو يمكن ان تزيد الاوضاع في القدس الشرقية اشتعالا حيث تجري مواجهات يومية بين شرطة مكافحة الشغب الاسرائيلية وفلسطينيين يرشقونها بالحجارة.
وتعرض نتنياهو -الذي توترت علاقاته بالرئيس الامريكي باراك اوباما منذ فترة- لمزيد من الانتقاد من البيت الابيض هذا الشهر بعد ان انتقلت نحو 20 أسرة يهودية الى منازل تم شراؤها في حي عربي بالقدس الشرقية حيث يعيش بالفعل نحو 500 مستوطن.
وتعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمة «موحدة وأبدية» لها وهو موقف لا يعترف به المجتمع الدولي. وتقول ان من حق اليهود ان يعيشوا في اي مكان بالمدينة. ويقيم نحو 500 الف اسرائيلي في مستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية وسط ما يقرب من 2.4 مليون فلسطيني. وتقول المحكمة الدولية ان المستوطنات التي بنتها اسرائيل في الارض المحتلة غير مشروعة.
وعلي صعيد منفصل كشفت الاذاعة الاسرائيلية عن عقد الكنيست «البرلمان» جلسة خاصة امس لمناقشة مقترح فرض السيادة الاسرائيلية الكاملة على المسجد الاقصى وسحب السيادة الأردنية عنه.
و يصادف عقد هذه الجلسة ذكرى مرور 20 عاما على اتفاقية «وادي عربة» بين الاردن واسرائيل حول اشراف الاردن على الاماكن المقدسة في مدينة القدس.
وكان نائب رئيس الكنيست موشيه فيجلين طرح مشروع القانون مطلع العام الحالي في محاولة لفرض سيادة اسرائيلية كاملة على المسجد الاقصى.
من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الاجراءات الاسرائيلية في القدس تقرب موعد التوجه الى المنظمات الدولية.
وأضاف أبو ردينة في بيان أن الاعتداءات والانتهاكات الخطيرة بحق القدس تجعل من قرار الذهاب الى المنظمات الدولية ومجلس الامن الدولي قضية ضرورية وملحة وخلال وقت قريب جدا محملا اسرائيل المسؤولية عن التصعيد الخطير.
واضاف ان التصعيد الاسرائيلي في القدس والاماكن المقدسة والاعلان عن تخطيط استيطاني في القدس امر خطير ومدان ومرفوض.
وطالب الادارة الامريكية بوقف الاجراءات الاسرائيلية لمنع المزيد من تدهور الامور خاصة وان الاوضاع في المنطقة باسرها تسير نحو عاصفة تاريخية حقيقية تدفع الى زلزال سيطال الجميع.