
عواصم – «وكالات» : صدت القوات الكردية هجوما آخر شنه تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة عين العرب «كوباني بالكردية» السورية بانتظار اولى التعزيزات التي ياملون ان ترسلها قوات البشمركة العراقية في بداية الاسبوع.
واشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى ان الجهاديين فشلوا لليلة الرابعة على التوالي في السيطرة على الحي الشمالي لمدينة عين العرب القريب من الحدود التركية.
ويركز تنظيم الدولة الاسلامية اهتمامه على هذا المكان "لمحاصرة" مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي "في المدينة وقطع طريق الإمدادات ومنعهم من اجلاء جرحاهم نحو تركيا"، بحسب المرصد.
واستمرت المعارك خلال الليل على الجبهة الجنوبية الشرقية من المدينة، وبخاصة في سوق الهال وكاني عربان، وفي الجنوب حيث قتل سبعة جهاديين، حسب ما اورد المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين.
ويتهيا الأكراد، الذين يؤازرهم مقاتلون من المعارضة السورية، لتلقي مساعدة في الأيام المقبلة من مقاتلي البشمركة في كردستان العراق الذين سمحت لهم السلطات التركية بالعبور عبر أراضيها.
وقتل اكثر من 800 شخص في مدينة عين العرب او كوباني السورية الكردية منذ بداية هجوم تنظيم الدولة الاسلامية قبل 40 يوما، بينهم 481 جهاديا من التنظيم و302 مقاتلا وكرديا و21 مدنيا، بحسب حصيلة للمرصد الذي لم يحص قتلى الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وفي العراق، كثف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من وتيرة الضربات في الأيام الأخيرة، وشن ما لا يقل عن 22 ضربة يومي الجمعة والسبت. واستهدفت نصف الضربات مواقع تنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من سد الموصل «شمال»، الأكبر في البلاد وله اهمية استراتيجية كبرى، والذي استعادته القوات الحكومية والكردية في نهاية أغسطس .
وقد يؤدي تدمير الجهاديين له الى فيضانات ضخمة في الموصل وبغداد، اكثر المدن المأهولة بالسكان في العراق.
وشن التحالف بقيادة الولايات المتحدة أكثر من 600 غارة جوية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" والقى اكثر من 1700 قنبلة في سوريا والعراق، بحسب القائد العسكري الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وتمكنت القوات الكردية العراقية، بغطاء جوي اميركي، السبت من استعادة مدينة زومار «60 كلم شمال غرب الموصل» بعد أسابيع من القتال.
الا ان الجهاديين تمكنوا من التقدم في مناطق أخرى من العراق، وخاصة في الشمال حيث قاموا بتطويق جبل سنجار مرة اخرى، ومحاصرة مئات العائلات الايزيدية.
وبالامس قال الجيش الامريكي إن الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد الدولة الاسلامية في العراق وسوريا يومي الاحد والاثنين.
وقالت القيادة المركزية الامريكية في بيان يوم الاثنين ان القوات الامريكية نفذت أربع ضربات في سوريا قرب بلدة كوباني القريبة من الحدود التركية وأصابت خمس عربات ومبنى يستخدمه مقاتلو التنظيم.
وقال البيان انه في العراق شنت الولايات المتحدة ودول متحالفة سبع غارات جوية منها ثلاث ضربات قرب منطقة سد الموصل استهدفت وحدة صغيرة من مقاتلي الدولة الاسلامية.
من جانبهم ينتظر اقليم كردستان العراق "موقف الدولة التركية" قبل ارسال عناصر من البشمركة للدفاع عن مدينة عين العرب بحسب مسؤول كردي الاثنين. يأتي ذلك غداة اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي وافقت بلاده على عبور المقاتلين الاكراد العراقيين اراضيها الى شمال سوريا، ان الاكراد السوريين لا يريدون المساعدة من اقرانهم العراقيين.
وقال وزير البشمركة مصطفى سيد قادر للصحافيين في برلمان كردستان "حتى الآن لم تتوجه قوات البشمركة الى كوباني، ونحن على استعداد لارسالها".
اضاف "ننتظر موقف الدولة التركية، ولذا لم نرسل اي قوات الى غرب كردستان"، في اشارة الى المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سوريا.
ولم يقدم قادر اي تفاصيل اضافية في تصريحاته المقتضبة قبيل مشاركته في جلسة للجنة شؤون البشمركة في البرلمان، مخصصة للاطلاع على وضع القوات على الجبهات التي تقاتل فيها "الدولة الاسلامية" في شمال العراق. وكان المتحدث باسم قوات البشمركة هلكورد حكمت قال لوكالة فرانس برس الجمعة ان 200 عنصر من هذه القوات سيتوجهون الى عين العرب خلال هذا الاسبوع، مشيرا الى انه هؤلاء سيشكلون "قوات دعم" مزودة رشاشات ومدافع هاون وراجمات صواريخ.
ووافق برلمان كردستان العراق الاربعاء على ارسال مقاتلين من البشمركة للانضمام الى عناصر وحدات حماية الشعب الكردية الذين يدافعون عن كوباني مدعومين بضربات جوية يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وأعلنت تركيا في 20 تشرين الاول/اكتوبر انها ستمسح للمقاتلين الاكراد العراقيين، بعبور اراضيها للدفاع عن المدينة الحدودية مع تركيا.
الا ان اردوغان صرح امس الاحد ان حزب الاتحاد الديموقراطي الذي تتبع له وحدات الحماية، وهو بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، غير متمسك ب"وصول البشمركة الى كوباني والسيطرة عليها".
واضاف ان هذا الحزب الذي وصفه بالمنظمة "الارهابية"، لا يريد المجازفة بفقدان نفوذه في شمال سوريا.
وتتهم انقرة حزب الاتحاد بأنه مقرب من نظام الرئيس السوري بشار الاسد وبانه الذراع السورية لحزب العمال الذي يخوض تمردا مسلحا منذ ثلاثة عقود في تركيا من اجل استقلال كردستان.
في المقابل، قامت انقرة في السنوات الاخيرة بتحسين علاقاتها شيئا فشيئا مع السلطات في اقليم كردستان العراق.