
عواصم – «وكالات» : قصفت طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي ليل الجمعة السبت مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية» في شمال سوريا وشرقها بينها حقل نفطي، بينما اقدم التظيم الجهادي على قصف مخيم للنازحين على مقربة من الحدود التركية ما اوقع قتلى وجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.وقال المرصد السوري في بريد الكتروني السبت «دوت اربعة انفجارات في ريف دير الزور الشرقي ليلا ناجمة عن ضربات نفذها التحالف العربي الدولي على منطقة حقل التنك النفطي وحاجز لتنظيم الدولة الإسلامية بين بلدة غرانيج وقرية البحرة في الريف الشرقي لدير الزور، ما أدى الى مقتل شخصين لم يعرف ما اذا كانا مدنيين أم من عناصر التنظيم».
ويسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» على عدد كبير من آبار النفط في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتشكل هذه الابار موردا ماليا اساسيا له.
كما نفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة «ضربة على تمركزات لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة الواقعة بين مسجد الحاج رشاد وسوق الهال في مدينة عين العرب (كوباني)، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية» في وسط المدينة.
في المقابل، افاد المرصد ان تنظيم «الدولة الاسلامية» قصف صباح الامس»منطقة يقع فيها مخيم للنازحين بالقرب من تل شعير غرب مدينة عين العرب، ما أدى الى استشهاد مواطنين اثنين واصابة أربعة آخرين بجروح، بينهم طفل».
وكان تنظيم «الدولة الاسلامية» سيطر في مطلع اكتوبر على تل الشعير، قبل ان يستعيده المقاتلون الاكراد بعد تكثف غارات التحالف على المدينة. وهناك مئات النازحين الاكراد من منطقة كوباني الذين تجمعوا في مخيم مستحدث غرب المدينة قريب من الحدود التركية. وقد فر هؤلاء من اعمال العنف في عين العرب ومن منازلهم التي اصبحت تحت سيطرة التنظيم المعروف ب»داعش»، الا ان السلطات التركية ترفض السماح لهم بدخول اراضيها كونهم مصرين على ادخال سياراتهم ومواشيهم معهم.
ومنذ اسبوعين تقريبا، لم تتغير الخارطة بشكل حاسم على الارض في كوباني حيث يتقاسم المقاتلون الاكراد والجهاديون مناصفة تقريبا المدينة. الا ان المقاتلين الاكراد في وضع ميداني افضل بعد دخول قوة صغيرة من مقاتلي المعارضة السورية واكثر من 150 مقاتلا كرديا عراقيا باسلحتهم ومدفعيتهم المتوسطة الى المدينة عبر تركيا للدعم.
من جانبها قالت مصادر أمنية عراقية أن القوات الأمنية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي، تمكنت من دخول أغلب أحياء قضاء بيجي بعد فرار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» منها، وقامت برفع العلم العراقي فوق مركز شرطة القضاء.
ونقلت شبكة الإعلام العراقي عن مصادر أمنية إنه «تمت السيطرة بصورة تامة على أغلب أحياء قضاء بيجي بعد فرار جماعي لعصابات داعش إلى جهة منطقة المصافي».
من جهته نعى رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي، اللواء فيصل مالك الزاملي الذي لقي حتفه في تفجيرات انتحارية في قضاء بيجي، وقال بيان لمكتب العبادي «ننعى إلى الشعب العراقي بطلا من المقاتلين الأبطال الغيارى المدافعين عن العراق وأرضه وسيادته ومقدساته.»
وكانت القوات الأمنية تعرضت الجمعة في الحي الصناعي في بيجي، إلى سلسلة هجمات انتحارية بسيارات مفخخة قتل فيها اللواء الزاملي وأصيب عدد من العسكريين.
وأوضحت المصادر أن «عناصر داعش الهاربين زعوا عشرات العبوات الناسفة في الطرق الرئيسية والمباني والمؤسسات الحكومية في القضاء» موضحة أن الفرق الهندسية تعمل على إبطال العبوات الناسفة مع تقدم القوات الأمنية.
وحررت القوات الأمنية مبنى مديرية شرطة بيجي، ورفعت فوقه العلم العراقي، كا سيطرت كليا على الحي الصناعين، ومناطق أخرى وسط القضاء إضافة إلى قرى المزرعة والمالحة والفضيلية. وقد تكبد التنظيم خسائر فادحة، بسحب الشبكة التي نقلت عن محافظ صلاح الدين مقتل 90 من عناصر التنظيم بضربة جوية استهدفت تجمعا لهم في مركز القضاء شمال تكريت.
وأفاد مصدر أمني مسؤول في عمليات صلاح الدين للشبكة السبت، أن الطيران الجوي «قصف مواقع لعصابات داعش الإرهابية شمال تكريت مما أسفر عن مقتل 17 ارهابيا « وحرق 3 عجلات تابعة لهم.
وفي هذه الأثناء كشف رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت للشبكة عن وجود 3000 مقاتل من عشائر المحافظة يستعدون لما سماه «منازلة كبرى مع داعش» لاستعادة السيطرة على قضاء هيت «ودحر العصابات الإرهابية.» فيما أعلن آمر فوح طاورئ ناحية البغدادي العقيد برزان العبيدي عن تجهيز مقاتلين من قوات الحشد الشعبي بالسلاح والذخيرة والمعدات العسكرية والآليات ونشرهم على مشارف مدينة هيت غربي الرمادي. طبقا للشبكة.
على صعيد آخر، استمر التوتر على جبهة ريف دمشق الغربي بين مقاتلي المعارضة وبينهم «جبهة النصرة» ومقاتلين موالين للنظام السوري غالبيتهم من الدروز، وارتفعت حصيلة قتلى المعارك التي وقعت بين الطرفين خلال الساعات الماضية الى 45.
واوضح المرصد السوري ان المعارك التي وقعت ليل الخميس الجمعة في منطقة جبل الشيخ الحدودية بين لبنان وسوريا اوقعت، بحسب آخر حصيلة، 31 قتيلا على الاقل في صفوف عناصر قوات الدفاع الوطني وقوات النظام و14 قتيلا في صفوف مقاتلين معارضين وبينهم عناصر من «جبهة النصرة».
وافاد مصدر امني لبناني في منطقة شبعا المتاخمة لمنطقة المعارك وكالة فرانس برس ان مقاتلي المعارضة حاولوا نقل 11 جريحا فجر الجمعة الى الجانب اللبناني عبر طريق وعر غير شرعي، الا ان الجيش اللبناني منعهم من الدخول، تنفيذا لقرار السلطات اللبنانية الصادر اخيرا والقاضي باغلاق حدودها امام اللاجئين السوريين، باستثناء الحالات الانسانية القصوى.
الا ان المصدر الامني اوضح في وقت لاحق ان الجيش سمح لفريق طبي بالوصول الى المنطقة الحدودية وتقديم علاج على الارض للجرحى الذين عادوا ادراجهم الى داخل الاراضي السورية.
واثارت هذه التطورات ردود فعل داخل الطائفة الدرزية في لبنان، علما ان هناك صلات سياسية وثيقة بين الدروز في البلدين.
ودعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يجاهر بمناهضته للنظام السوري، دروز سوريا الى «التزام الحياد» و»التصالح مع المحيط»، في اشارة الى الاكثرية السنية.
في المقابل، اعتبر النائب الدرزي طلال ارسلان القريب من النظام السوري ان «الدروز في سوريا يدفعون ثمنا لممانعتهم ووقوفهم الى جانب سوريا ومؤسساتها».
ويحسب الدروز السوريون اجمالا، كما سائر الاقليات في البلد، على النظام وان كانوا لم ينخرطوا في النزاع العسكري المستمر منذ حوالى اربع سنوات، على نطاق واسع.
وينقسم اللبنانيون على خلفية النزاع السوري الذي يترك تداعيات امنية متنقلة في مناطق عدة في البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة.