
عواصم – «وكالات» : امر الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو السبت بسحب كل الخدمات العامة من المناطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
وامر بوروشنكو الحكومة في مرسوم باتخاذ اجراءات بحلول اسبوع "لوضع حد لنشاط المؤسسات والشركات والهيئات الحكومية في مختلف المناطق التي تجري فيها عملية مكافحة الارهاب".
ويأتي قرار بوروشينكو بعد مقتل خمسة مدنيين بينهم طفلان في قصف مدفعي على مدينة غورليفكا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو في شرق اوكرانيا على ما اعلنت السلطات البلدية السبت. وافادت البلدية ايضا ان 12 مدنيا اصيبوا بجروح في عمليات القصف هذه التي وقعت مساء الجمعة، بدون ان توضح مصدر النيران. وكانت السلطات الاوكرانية اعلنت في وقت سابق السبت مقتل ثلاثة جنود اضافيين في معارك بين الجيش والانفصاليين، ليرتفع بذلك الى سبعة عدد العسكريين الاوكرانيين الذين قتلوا في الساعات ال24 الاخيرة. واوضح المصدر نفسه ان عشرة جنود جرحوا ايضا.
من جهة اخرى، ذكر صحافي من وكالة فرانس برس في المكان ان عمليات القصف استؤنفت صباح الامس حول مطار دونيتسك الموقع الذي يشهد مواجهات بين القوات الاوكرانية والمتمردين.
ويأتي تجدد العنف في وقت تشغل فيه الازمة الاوكرانية حيزا كبيرا في مناقشات قمة قادة مجموعة العشرين التي تبدو مشحونة في عطلة نهاية الاسبوع في بريزبين باستراليا.
وقد انتقدت بريطانيا واستراليا بشدة الجمعة تحرك روسيا في الازمة الاوكرانية، بعد ان اكد حلف شمال الاطلسي قبل يومين دخول قوات وعتاد عسكري روسي الى شرق اوكرانيا، الامر الذي تنفيه موسكو. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصل الجمعة الى بريزبين من تشكيل "تكتلات جديدة" محتملة.
وتكثفت المواجهات منذ الانتخابات التي نظمت في الثاني من نوفمبر في المناطق الانفصالية في شرق اوكرانيا ما يجعل الهدنة المبرمة في سبتمبر بين الجيش الاوكراني والانفصاليين حبرا على ورق ويغذي داخل المجموعة الدولية المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة. وقد قتل اكثر من اربعة الاف شخص منذ بدء النزاع في ابريل. وبالامس دعا بوتين نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الى "تخفيف مخاطر" التوتر الدولي "وعواقبه السلبية" على العلاقات بين بلديهما. وقال بوتين في بداية لقاء ثنائي على هامش قمة مجموعة العشرين "يجب ان نفعل ما بوسعنا لتقليل المخاطر والعواقب السلبية على علاقاتنا الثنائية". ولم تتم اثارة مسالة ارجاء فرنسا تسليم سفينتي ميسترال الى روسيا بانتظار تسوية الازمة في اوكرانيا، خلال اللقاء الذي حضره صحافيون. وقال بوتين بعد مصافحة فاترة مع هولاند الذي اتى للقائه في الفندق الذي ينزل فيه "نشهد حاليا اضطرابات عدة في القضايا الدولية لهذا من المفيد ان نلتقي مجددا والتباحث في هذه المشاكل".
من جهته، اعرب هولاند عن "استعداده للاستمرار في العلاقة شرط ان تفضي الى نتيجة"، وذلك في اشارة الى الازمة الاوكرانية والى الجهود التي تبذلها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو لحلها.
وقال هولاند "يجب الا نعاني لمدة اطول من الاضطرابات الحالية"، مشددا على "الواجب" المشترك ل"تسوية الازمات التي تطرا في اوكرانيا وغيرها من الدول التي لدينا فيها مسؤوليات".
وشدد هولاند على ضرورة ان تتحمل روسيا على غرار فرنسا "مسؤولياتها لتسوية هذه المسائل"، وذلك قبل ان يخرج الصحافيون ليتواصل اللقاء على حدة. الي ذلك تحادث بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس في بريزبين بشأن سبل تحسين العلاقات المتوترة بين روسيا والغرب بسبب الازمة الاوكرانية كما اعلن متحدث باسم الكرملين. وصرح المتحدث ديمتري بيسكوف لوكالة الانباء الروسية على هامش قمة مجموعة العشرين "ان بوتين وكاميرون عبرا عن اهتمام بتحسين العلاقات «بين روسيا والغرب» وتبني تدابير فعالة لتسوية الازمة الاوكرانية ما سيسهل التخلي" عن الخلافات.