
بريزبين – «وكالات» : مارست القوى الغربية ضغوطا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في بريزبين شرق استراليا بشأن الازمة الاوكرانية لتؤكد له انها لا تنوي التراجع في هذه القضية الذي طغت على المسائل الاقتصادية.
وقد غادر الرئيس الروسي امس بريزبين قبيل انتهاء قمة مجموعة العشرين التي سادها التوتر بسبب الخلافات بين موسكو والغرب حول الازمة الاوكرانية.
وقبل افتتاح القمة رسميا السبت في المدينة وعلى مدى يومين ثم بعيد انتهاء القمة، لم يفوت قادة الدول الانغلوساكسونية فرصة توجيه انتقادات حادة لروسيا.
فقد انتقدت الولايات المتحدة واستراليا وكذلك اليابان في بيان مشترك صدر بعد لقاء على هامش القمة اليوم روسيا بشدة معتبرة انها تقوم «بتحركات تؤدي الى زعزعة الاستقرار» في اوكرانيا.
من جهته، حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما في مؤتمر صحافي امس من ان روسيا ستبقى معزولة اذا واصل نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأجيج النزاع في شرق اوكرانيا.
وقال «اذا واصل (...) انتهاك القانون الدولي وانتهاك الاتفاق الذي تعهد الالتزام به قبل اسابيع، فان العزلة التي تواجهها روسيا حاليا ستستمر».
اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فاكد في مؤتمره الصحافي ان دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وجهت «رسالة واضحة جدا» الى روسيا بشأن الازمة الاوكرانية. واضاف «سنواصل الضغط واذا واصلت روسيا زعزعة استقرار اوكرانيا فستفرض اجراءات (عقوبات)».
وقبل القمة وفي اجواء اشبه بالحرب الباردة، اتهم هؤلاء القادة بانها تشكل «تهديدا للعالم» وترغب في «اعادة الامجاد الضائعة لروسيا القيصرية والاتحاد السوفياتي».
وبدا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اقل حدة. فقد اكد هولاند ان فرنسا «تتبنى موقفا مزدوجا هو الحزم عند حدوث مخالفات للقانون الدولي (...) وموقف الحوار»ـ، مؤكدا انه يريد ان يكون «في خدمة تسوية النزاع لا زيادته».
واضاف «اذا لم تكن هناك مبادرات واشارات (...) فان فرنسا ستنظر في اتخاذ قرارات جديدة لكنها لا تنوي فعل ذلك الآن».
ومن سيدني اكدت المستشارة الالمانية انه «من المهم انتهاز كل فرصة للتحاور وهناك تقارب في وجهات النظر بين الاوروبيين حول اوكرانيا وروسيا».
وقبل القمة وفي اجواء اشبه بالحرب الباردة، اتهم هؤلاء القادة بانها تشكل «تهديدا للعالم» وترغب في «اعادة الامجاد الضائعة لروسيا القيصرية والاتحاد السوفياتي».
ولخصت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب لتلفزيون استرالي الوضع قائلة «اعتقد ان الرئيس بوتين تعرض لضغوط كبيرة في قمة العشرين هنا من قبل بعض القادة».
وكان رئيس الوزراء الاسترالي ستيفن هاربر قال السبت لبوتين «ليس لدي سوى شىء واحد اقوله لكم: عليكم الخروج من اوكرانيا». وقال ناطق روسي ان بوتين رد بالقول «هذا مستحيل لان الروس ليسوا موجودين» في اوكرانيا.
واوضح الرئيس الروسي انه غادر فعلا قمة بريزبين قبل اعلان البيان الختامي بسبب حاجته الى النوم. وقال لصحافيين روس «لنصل الى فلاديفوستوك نحتاج الى تسع ساعات من الطيران ثم تسع ساعات اخرى لنصل الى موسكو». واضاف «بعد ذلك علينا العودة الى البيت لننام اربع او خمس ساعات على الاقل».
واقلعت الطائرة الرئاسية الروسية من بريزبين حوالى الساعة 14,15 (4,15 تغ) حتى قبل نشر البيان الختامي لمجموعة العشرين، كما ظهر في لقطات بثها منظمو القمة.
وعند وصوله الى مدرج المطار، صافح الرئيس الروسي الذي كان مبتسما ولم يبد انه كان متعبا، اثنين من عناصر المواكبة على الدراجات النارية ووقف الى جانب افراد من رجال الامن لالتقاط صور معهم، ثم صعد الى الطائرة.
وفي الشق الاقتصادي، اكدت دول مجموعة العشرين في بيانها الختامي انها تريد تسريع النمو الاقتصادي والتشجيع على مزيد من الشفافية في قطاع الضريبة، كما تدعم تمويل مكافحة التغيرات المناخية.
وقالت مجموعة العشرين التي تشكل 85 بالمئة من ثروة العالم انها تطمح الى تحقيق فائض في النمو بنسبة 2,1 بالمئة لاجمالي الناتج الداخلي بحلول 2018، اي اكثر من اثنين بالمئة كانت تحدثت عنها من قبل.
واضافت المجموعة في ختام يومين من المناقشات ان الاجراءات التي وعدت بها الدول الكبرى في العالم لتحفيز نشاطاتها الاقتصادية «ستزيد باكثر من الفي مليار دولار اميركي (اجمالي الناتج الداخلي العالمي) وستسمح بخلق ملايين الوظائف».
وقالت دول المجموعة ان هذا الهدف يمكن تحقيقه بفضل اجراءات تشجع على الاستثمار والتجارة والمنافسة.
من جهة اخرى، اكدت مجموعة العشرين في بيانها الختامي انها تشجع التقدم الذي تحقق برعاية منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لمكافحة الامتيازات الضريبية للشركات المتعددة الجنسيات.
وقالت «نرحب بالتقدم الكبير» في مبادرة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في هذا الشأن، مؤكدا ان مجموعة العشرين تريد انجاز هذه المهمة في 2015.
لكن منظمات غير حكومية عدة عبرت عن خيبة املها من هذه الاجراءات، معتبرة انها «محدودة» و»غير كافية».
واخيرا، قالت دول المجموعة في البيان انها «تدعم تحركا قويا وفعالا لمواجهة التغير المناخي» و»تؤكد مجددا دعمنا لتعبئة الوسائل المالية للتكيف (الدول التي تتضرر بالتغيرات المناخية) مثل الصندوق الاخضر» للامم المتحدة الذي يهدف الى مساعدة الدول الفقيرة الاكثر تعرضا للخطر.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما كثف التصريحات حول المناخ خلال القمة. وقد رأى ان الاعلان المشترك للولايات المتحدة والصين هذا الاسبوع عن اهداف جديدة حول انبعاث غازات الدفيئة يثبت انه يمكن التوصل الى اتفاق عالمي في شأن المناخ.
وقد اختيرت الصين لتولي الرئاسة التالية لمجموعة العشرين واستضافة قمة المجموعة في 2016، بعد استراليا هذه السنة وتركيا العام المقبل.
وبعد استراليا، ستنتقل الرئاسة الدورية للمجموعة الى تركيا في ديسمبر ولمدة سنة. وستستضيف القمة المقبلة لرؤساء دول وحكومات المجموعة في 15 و16 نوفمبر في انطاليا جنوب غرب البلاد.