
عواصم – «وكالات» : صرح مصدر غربي امس في فيينا ان مفاوضات جديدة ستجرى في ديسمبر حول الملف النووي الايراني، ما يعني فشل الدول الكبرى وايران في التوصل الى اتفاق ضمن المهلة المحددة لذلك والتي انتهت امس.
واتى هذا الاعلان في وقت بدأت مجموعة خمسة زائد واحد «الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا والمانيا» مع ايران اول اجتماع لهما على المستوى الوزاري في اطار هذه الجولة من المفاوضات التي بدأت الاسبوع الماضي.
ورغم عدم تسرب معلومات دقيقة حول سير المفاوضات بين وزراء خارجية الجانبين لكن يبدو ان فرص كسر الجمود والتغلب على الملفات الشائكة باتت ضعيفة الامر الذي يرجح امكانية تمديد فترة المفاوضات لمدة ستة اشهر او سنة بموجب اتفاق مرحلي وقع في جنيف في وقت سابق في حال عدم التوصل الى اتفاق سياسي بحلول نهاية اليوم.
وينظر الى حضور وزيري خارجية الصين وانغ يي وروسيا سيرجي لافروف الى فيينا ومشاركتهما مع نظرائهم من الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا فيليب هاموند وفرنسا لوران فابيوس والمانيا فرانك فالتر شتاينماير وممثلة الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون في التفاوض مع الوفد الايراني على انه مؤشر على رغبة مجموعة «5+1» في ابرام اتفاق مع طهران باعتبار ان الاخفاق سينعكس سلبا على جميع الاطراف.
ويعتبر حجم تخصيب اليورانيوم وعدد اجهزة الطرد المركزي وسبل رفع العقوبات الدولية من ابرز المشكلات التي تواجه المفاوضين الذين ما زالوا بعيدين عن تسوية ترضي جميع الاطراف.
وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الالماني شتاينماير انه يتعين على ايران ان تؤكد وتثبت تخليها عن امتلاك اي قدرة نووية بغرض التسلح عبر تقليص عدد اجهزة الطرد المركزي ومستويات التخصيب.
ويقضي اتفاق جنيف المرحلي الذي وقع في نوفمبر 2013 بتجميد جزء من انشطة ايران النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية بشكل يوفر اطارا ملائما للمفاوضات.
ودخل الاتفاق حيز التطبيق في بداية الأمر لفترة ستة اشهر بدأت في يناير 2014 ثم مددت لأربعة اشهر في يوليو الماضي بهدف إتاحة مزيد من الوقت أمام إيران والدول الكبرى للتوصل الى اتفاق شامل بحلول 24 نوفمبر الجاري.
من جانبه قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني إن إيران والقوى العالمية الست "ستتوصل في نهاية الأمر" لاتفاق لانهاء الجمود المستمر منذ 12 عاما بشأن طموحات طهران النووية حتى إذا تأجلت المحادثات بسبب قضايا معقدة عديدة.
إلا ان وانغ قال في بيان على موقع الوزارة إنه ما زال بالامكان التوصل لاتفاق. وأضاف "أعتقد أن الأطراف بما في ذلك إيران لديها رغبة سياسية للتوصل لاتفاق. عبر تنسيق جهود الأطراف المشاركة سنتوصل في نهاية الأمر إلى اتفاق لحل القضية النووية الإيرانية.
وذكرت الوزارة في بيان منفصل أن وانغ قال لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن الصين
وقال دبلوماسو الدول الست في وقت سابق إن خلافات كبيرة لا تزال تعيق التوصل إلى اتفاق، ملمحين إلى إمكانية تمديد المفاوضات بين مع إيران. وقال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، "في الوقت الراهن، نركز على المحاولة الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق «قبيل انتهاء المهلة»...بطبيعة الحال، نحن غير قادرين على التوصل إلى اتفاق، وبالتالي نتطلع إلى البناء على ما توصلنا إليه إلى حد الآن".
لكن مسؤولا رفيعا في وزارة الخارجية الأمريكية قال للصحفيين "من الطبيعي أنه قبيل 24 ساعة من حلول الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق، فإننا ندرس الخيارات الممكنة ومن ضمنها تمديد المفاوضات".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال لصحيفة محلية "إذا لم يقدم الغرب مطالب مبالغا فيه، فإن اتفاقا صار قاب قوسين أو أدنى".
وقال وزير الخارجية الصيني الذي وصل إلى فيينا، وانغ يي، إنه جاء إلى النمسا حاملا "اقتراحا صينيا من أجل تسوية مختلف القضايا المحورية".
وأبلغت الولايات المتحدة إيران بضرورة النظر في تمديد الموعد النهائي للتوصل الى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة قلقة من إمكانية أن تنتج إيران سلاحا نوويا في منشآت غير متوقعة.
ويقول المسؤولون إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح هذا الإقتراح على نظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال المفاوضات الجارية حاليا في فيينا.
وكانت الولايات المتحدة قد نفت في وقت سابق تلميحات من إيران بأن اتفاقا سياسيا جزئيا بات وشيكا.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للتلفزيون الألماني إن الهوة بين ايران والدول الستة الكبرى مازالت "شاسعة".
وتنفي إيران أن برنامجها النووي يهدف لإنتاج أسلحة نووية، وتقول إنه يخدم أغراضا سلمية.
ويقول جيرمي بوين محرر الشرق الأوسط في بي بي سي من العاصمة النمساوية إن التوصل لاتفاق يعني رفع العزلة المفروضة على ايران وهو ما قد يغير في توازنات القوى في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يثير ذعر السعودية واسرائيل.