
عواصم – «وكالات» : عبرت الولايات المتحدة وإيران عن ثقتهما بإمكانية التوصل الى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الايراني رغم فشل الجولة الأخيرة من هذه المحادثات.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن «المفاوضات مع القوى الغربية أدت إلى تضييق هوة الخلافات».
من جانبه، صرح وزير الخارجية الامريكي جون كيري بأن تقدما كبيرا أحرز في المحادثات النووية الإيرانية الاخيرة في فيينا، إلا أن هناك الكثير من القضايا الهامة التي لم يتوصل الى اتفاق بشأنها.
وعقب فشل المحادثات، تم الاتفاق على تمديدها لمدة 7 شهور.
وقالت مسؤولة ملف الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «كنا نفضل التوصل الى توقيع اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني هنا في فينيا، إلا أننا ما زلنا مقتنعين واستناداً على التقدم الذي أحرزناه، وكذلك على الافكار الجديدة التي ما زلنا ندرسها، بأن هناك إمكانية للتوصل الى حل شامل».
وأشار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بعد لقائه اشتون إلى ان بلاده «ستعمل منذ الآن، ولن تنتظر لشهر يونيو أو شهر مارس «، مضيفاً « لن نضيع وقتنا، نريد البدء بالعمل على الفور، ونريد توظيف الجو الايجابي المتواجد حالياً للتقدم الى الامام».وخفضت إيران مخزونها من اليورانيوم قليل التخصيب كما اتخذت اجراءات اخرى في خطوة تشير إلى عزمها الالتزام بشروط الدول الكبرى في سبيل تقريب وجهات النظر، بحسب التقرير الشهري للوكالة الدولية بشأن تعاون ايران في تنفيذ شروط الاتفاق المبدئي مع القوى الغربية.
وقال دبلوماسيو الدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) إضافة إلى ألمانيا في وقت سابق إن خلافات كبيرة لا تزال تعيق التوصل إلى اتفاق مع إيران.
وتريد القوى الكبرى من إيران تقليص برنامجها النووي بما لا يمكنها من الحصول على المواد اللازمة لانتاح قنبلة نووية، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الأمم المتحدة.
وتنفي إيران أن برنامجها النووي يهدف لإنتاج أسلحة نووية، وتقول إنه أغراضه سلمية.
واعلن ظريف واشتون في بيان مشترك في ختام الجولة العاشرة من المفاوضات عن اجتماع لهما سيعقد في ديسمبر المقبل.
وقال المسؤولان في البيان «لقد عقدنا عشر جولات من المفاوضات واجتماعات عديدة خلال الاشهر الماضية ووضعت بعض الافكار لكن نظرا لطبيعة التقنية لهذا الجهد والقرارات اللازمة مطلوب مزيد من العمل لتقييم ووضع اللمسات الاخيرة عليها حسب الاقتضاء».
وجاء في البيان «كنا نفضل وضع اللمسات الاخيرة على حل شامل هنا في فيينا لكننا نبقى على قناعة انه بناء على التقدم المحرز وعلى الافكار الجديدة التي يتعين الكشف عنها هناك مسار موثوق يمكن من خلاله التوصل الى حل شامل».
واكد البيان ان الجانبين اتفقا على مواصلة الجهود الدبلوماسية وتمديد فترة خطة العمل المشتركة للسماح لمزيد من المفاوضات حتى 30 يونيو القادم.
واشار الى ان الجانبين يعتزمان البناء على الزخم الحالي من اجل استكمال هذه المفاوضات في اقرب وقت ممكن في غضون اربعة اشهر واذا لزم الامر استخدام الوقت المتبقي حتى نهاية يونيو لوضع اللمسات الاخيرة المتعلقة بالقضايا الفنية والصياغة.
وشدد البيان على ان ايران ومجموعة (5+1) ستواصلان تنفيذ جميع التزاماتهما المثبتة في خطة العمل المشتركة بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب وسيطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواصلة رصد التدابير الطوعية في اطار خطة العمل المشتركة.
من جانبه اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدوث «تقدم ملموس» في معالجة ازمة الملف النووي الايراني.
وجاء هذا التاكيد خلال اتصال اجراه الرئيس بوتين مع نظيره الايراني حسن روحاني.
وقال المكتب الصحافي للرئاسة الروسية في بيان امس ان الجانبين شددا على ضرورة مواصلة التعاون البناء بهدف التوصل الى اتفاقيات نهائية حول البرنامج النووي الايراني واعداد الاتفاقيات الضرورية لذلك.
واشار البيان الى ان الجانبين ناقشا كذلك سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاساسية بما في ذلك تنفيذ مشاريع مشتركة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شارك في مفاوضات اللحظة الاخيرة في فيينا واجرى مباحثات ثنائية مع نظرائه الامريكي والصيني والايراني.
وعلى ذات السياق قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس إن المحادثات بشأن برنامج إيران النووي كانت «إيجابية» وأحرزت بعض التقدم في قضايا أساسية على غرار قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم.
وقال فابيوس، في حديث لإذاعة فرنسا الدولية، إن القوى الكبرى الست وضعت تصورات لحلول تقنية بشأن مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل, وتخشى القوى الغربية أن يوفر هذا المفاعل كميات كبيرة من البلوتونيوم المستخدم في صنع القنابل إذا تم تشغيله دون تعديلات جوهرية.
وأضاف الوزير الفرنسي أن تقدما حدث كذلك في مجال التحقق من التزام إيران بما تتعهد به فور التوصل إلى اتفاق، قائلا «ما لم يحل كل شيء.. فلن يحل أي شيء, لكن النبرة كانت بناءة أكثر من المحادثات السابقة».
بالمقابل قالت تغريدة يوم الثلاثاء على حساب يعتقد خبراء إيرانيون إن مكتب الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يديره إن قوى «الاستكبار» سعت جاهدة لتركيع إيران إلا أنها فشلت.
وفي تعليق يشير على ما يبدو إلى فشل إيران والقوى العالمية الست يوم الاثنين في انهاء نزاع مستمر منذ 12 عاما بشأن طموحات إيران النووية قالت التغريدة التي كتبت بالانجليزية «فيما يتعلق بالقضية النووية سعت قوى الاستكبار جاهدة لتركيع إيران إلا أنها لم ولن تتمكن من تحقيق ذلك.»
وتستخدم إيران تعبير قوى الاستكبار في الإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والإسرائيليين. وقطعت واشنطن العلاقات مع طهران بعد عام من الثورة الإيرانية عام 1979.